لقطة من الفيديو المتداول
لقطة من الفيديو المتداول

في ظلّ موجة التنديد بحفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، بعد الجدل الذي أثاره عرض رأى البعض أنه مستوحى من العشاء الأخير للمسيح وتلاميذه، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه لمسيحيين فرنسيين ردّوا على العرض "المسيء"، بإقامة الصلوات والترانيم.

ويصوّر الفيديو مجموعة من الناس تجمّعوا في ساحة تروكاديرو أمام برج إيفل، وهم يرفعون لافتات كتب عليها عبارات مثل "يسوع يحبّك"... وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "المسيحيون الفرنسيون يقيمون الصلاة بعد الافتتاحيّة المسيئة للمسيحيّة في الأولمبياد...".

إلا أنّ الفيديو لا شأن له بعرض الأولمبياد الافتتاحي وما أثاره من ردود، بل هو مصوّر قبل شهرين ويُظهر مسيرة للصلاة في باريس.

وأضافت منشورات "هذا هو الردّ المسيحي على افتتاحيّة الأولمبياد الفرنسيّة الشيطانيّة".

وحصد الفيديو آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ظلّ موجة التنديد بأحد العروض التي ضمّها حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبيّة في باريس.

وبدأ العرض بمشهد لأشخاص بينهم رجال بملابس نسائية يجتمعون حول مائدة، معيداً إلى الأذهان لوحة العشاء الأخير التي تمثل الوجبة الأخيرة التي تناولها يسوع المسيح مع تلاميذه.

استياء واستنكار

واستنكر مجمع أساقفة فرنسا ما وصفه بـ"مشاهد تنطوي على سخرية واستهزاء بالمسيحية"، كما دان المتحدّث باسم الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة فاختانغ كيبشيدزه هذا الجزء من حفل الافتتاح، كاتباً في قناته الشخصية على تلغرام أنه "انتحار ثقافي وتاريخي".

واعتبرت الكنيسة الكلدانية في العراق في بيان أن "ما حدث في حفل افتتاح أولمبياد باريس أمر مخجل واستهزاء بالديانة المسيحية... يجرح ايمان ومشاعر أكثر من مليارين ونصف المليار مسيحي في العالم".

ودعا رئيس أساقفة أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، المطران مار بندكتوس يونان حنو، رعيته إلى الصيام الاثنين احتجاجاً.

وفي القاهرة، دان الأزهر "مشاهد الإساءة للمسيح" رافضاً  "كلّ محاولات المساس بأي نبيّ من أنبياء الله".

وانتقدت روسيا الحفل واصفة إياه بـ"الفشل الذريع"، وذلك على لسان المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا التي فنّدت لائحة طويلة من أوجه القصور من بينها مشاركة العابرين جنسياً في المشهد التمثيلي. ووصفت ذلك بأنه "استهزاء بقصّة مقدّسة للمسيحيين"، قائلة إن "الرسل تم تصويرهم كمتحوّلين جنسياً".

وفي فرنسا ارتفعت أصوات من أقصى اليمين معربة عن استيائها من العديد من المشاهد.

وشنّ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان السبت، هجوماً لاذعاً انتقد فيه "ضعف الغرب وتفكّكه" وهو ما تجلى برأيه في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

لقطة للمنشورات المتداولة

المدير الفني للحفل ينفي

لكنّ المدير الفني لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية توما جولي نفى، الأحد، أن يكون أحد العروض "مستوحى" من لوحة العشاء الأخير.

وقال في حديث عبر "بي أف إم تي في": "ليس لديّ مطلقاً أي رغبة في السخرية من أي أمر أو تشويهه. أردت إنجاز حفل افتتاح ينطوي على إصلاح ومصالحة، ويعيد تأكيد قيم جمهوريتنا".

وقالت المتحدثة باسم اللجنة المنظمة آن ديكان الأحد لصحفيين إن "النية لك تكن أبداً تقليل احترام أي مجموعة دينية".

وتابعت "إن شعر الناس بإهانة فنحن آسفون حقاً".

حقيقة الفيديو

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بالأولمبياد عموماً، ولا بحملة التنديد خصوصاً.

فالتفتيش عنه بواسطة اسم حساب إنستغرام الظاهر عليه، يرشد إليه منشوراً على الحساب نفسه في 25 مايو 2024 أي قبل شهرين من انطلاق دورة الألعاب الأولمبيّة.

وأشار التعليق أنّ الفيديو يصوّر تجمّعاً مسيحياً، مع الإشارة إلى مجموعتين هما mpjparis و marchepourjesusfrance . والمجموعتان تنظمان مسيرات في أرجاء فرنسا للتعبير عن الإيمان بالمسيح، بشكل علنيّ.

وكانت هذه المبادرة دعت عبر صفحاتها للمشاركة في المسيرة التي انطلقت في مدن فرنسيّة عدّة من بينها باريس في 25 أمايو 2024. وتحدّثت بعض المواقع الإلكترونيّة عن الحدث.

كما نشرت المبادرة، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو للتجمّعات التي حصلت.

مدرسة في هامبشاير تلغي احتفالات في عيد الفصح . أرشيفية
مدرسة في هامبشاير تلغي احتفالات في عيد الفصح . أرشيفية

أثار إلغاء مدرسة نورود الابتدائية في هامبشاير لاحتفالات عيد الفصح جدلا في بريطانيا، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى مسؤول تعليمي مسلم.

وبعد إرسال المدرسة إشعارات للأهالي تداول مستخدمون منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي صورة لحميد باتيل، المسؤول المؤقت لمكتب المعايير في التعليم خدمات الأطفال ومهاراتهم "أوفستيد"، مشيرة إلى أنه من أثر على قرار المدرسة.

وأرفق المنشور بأن "المدرسة التي ألغت احتفالات عيد الفصح من الإدماج.. دعوني أقدم لكم رئيس الأوفستيد الجديد.. السيد حميد باتيل.. هذه فقط البداية".

حميد باتيل لم يتدخل في قرارات المدرسة. أرشيفية

ولكن بعد التحقق من المنشورات، قال متحدث باسم "الأوفستد" لرويترز إن المكتب ومجلس إدارته لم يشاركا في قرارات المدارس بشأن احتفالات عيد الفصح.

وأضاف أنه قرار المدرسة نفسها.

وتم تعيين باتيل في 11 مارس كمدير لـ "الأوفستد" وهو مكتب تابع للحكومة ويقدم تقارير للبرلمان.

وفي مارس الماضي انتشرت منشورات مضللة مفادها أن باتيل سيكون لديه السلطة لتغيير المناهج الدراسية في المدارس البريطانية، والذين تبين عدم صحتها.