الفيديو المتداول ليس لقصف مقر هنية في طهران
الفيديو المتداول ليس لقصف مقر هنية في طهران | Source: IDF
غداة إعلان حركة حماس، الأربعاء، مقتل رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في "غارة إسرائيلية" في طهران، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يوثق لحظة استهداف المبنى الذي كان يتواجد فيه هنية. إلا أن الادعاء خطأ والفيديو يصور عملية تفجير منزل لأحد السجناء الفلسطينيّين لدى إسرائيل في رام الله.

يظهر في الفيديو المصور من أعلى مشاهد ليلية لانفجار منزل على مرحلتين.

وعلّق الناشرون بالقول "الاحتلال الصهيوني ينشر مقطعاً يبين لحظة اغتيال قائد حركة حماس اسماعيل هنية في وسط طهران".

حصد الفيديو مئات التفاعلات منذ بدء انتشاره غداة إعلان حركة حماس الأربعاء مقتل رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران، مشددة على أن "الاغتيال لن يمر سدى".

وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني نشره موقعه الإلكتروني أن "مقر إقامة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تعرّض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك استشهد هو وأحد حراسه الشخصيين".

وقال الحرس الثوري إنه "يجري التحقيق" في الواقعة.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق على التقارير بشأن الاغتيال.

وكان هنية قد وصل  إلى طهران الثلاثاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى. وقد التقى ببزشكيان والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

حقيقة الفيديو

إلا أن الفيديو لا شأن له بالغارة التي استهدفت مكان تواجد هنية في طهران.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة يرشد إليه منشوراً على موقع الجيش الإسرائيلي يوم 31 يوليو 2024 (أرشيف).

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الفيديو يوثق تدمير منزل في بلدة عطارة شمال رام الله يعود لفلسطينيّ يدعى مريد الدحادحة شارك في تنفيذ عملية إطلاق نار في يناير الماضي.

وفي السابع من شهر يناير الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان عن وقوع "هجوم إطلاق نار قتل فيه مدني إسرائيلي بالقرب من مفترق الشرطة البريطانية شمال مدينة رام الله".

وقد نشرت وسائل إعلام فلسطينية مقطع فيديو من زاوية أخرى تظهر لحظة تدمير المنزل الذي جرى على مرحلتين كما ظهر في الفيديو المتداول، وقالت إنه لـ"تفجير منزل الأسير مريد دحادحة" (أرشيف).

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً حاداً في أعمال العنف، خصوصاً الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية، منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وتركزت الكثير من عمليات الاقتحام على مدينة جنين ومخيمها للاجئين حيث يوجد مقاتلون فلسطينيون.

في الصورة يظهر بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها
في الصورة يظهر بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها | Source: social media

أتت الحرائق المشتعلة منذ السابع من يناير الجاري على مساحات واسعة من لوس أنجلوس ثاني كبرى المدن الأميركية وعلى آلاف المباني والمنشآت.

في هذا السياق، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر بيتا لعائلة مسيحية مؤمنة هو "الوحيد الذي لم يحترق" بين البيوت المجاورة.

يظهر في الصورة، التي تبدو ملتقطة من الجوّ، بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها، وهو سليم.

وجاء في التعليقات المرافقة، بلغات عدّة حول العالم، أن البيت يعود لعائلة مسيحية مؤمنة يضم الثوب الأرجواني المغمور بالماس المقدس، ونجا بفضل ذلك، ودون غيره من البيوت المجاورة، من الحرائق.

لكن هذه الصورة ليست حقيقية. فوضع الصورة على محرّك "غوغل لانس" يترافق مع تعليق يشير إلى أنها مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

إضافة إلى ذلك، أظهر تحليل الصورة بأداة "Invid" التي ساهمت وكالة فرانس برس في تصميمها، أنها قد تكون مولّدة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 76 في المئة.

وقالت مصورة وكالة فرانس برس سيسلسيا سانشيز التي عملت في تغطية حرائق لوس أنجلوس "يبدو لي أن هذه الصورة ليست حقيقية، بل هي مولّدة بالذكاء الاصطناعي".

وقال زميلها في فرانس برس ديفيد سوانسون "لقد طرت في مروحيّة فوق المنطقة المنكوبة في العاشر من يناير، ولم أر هذا المنزل"، مرجحاً هو الآخر أن تكون مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

وللمفارقة، فإن هذين المصوّرين سبق أن التقطا بالفعل صوراً لبيت نجا وحده من الحريق في منطقة منكوبة في لوس أنجلوس.

وسبق أن انتشرت في الأيام الماضية صورة قيل إنها تُظهر مركزا إسلاميا نجا من الحرائق في لوس أنجلوس دون غيره من المباني المجاورة.

لكن تبيّن أن الصورة ليست مصوّرة أصلا لا في لوس أنجلوس ولا خلال هذه الكارثة، بل وزعتها وكالة فرانس برس في العام 2023 من هاواي.

وبحسب مصوّري وكالة فرانس برس، تُظهر الصورة الملتقطة من الجوّ منزلا نجا من الحرائق في لاهانيا في جزيرة هاواي.

وآنذاك نقلت وسائل إعلام محليّة عن مالكي المنزل المبنيّ قبل نحو مئة سنة أنه نجا بفضل سقفه الحديدي الذي حال دون اشتعال النار فيه، إضافة لبناء سور حجري حوله ونزع الشجيرات من محيطه، علما أنه مبنيّ من الخشب. 

وحينها، في أغسطس 2023، اندلعت حرائق في بلدة لاهينا في جزيرة ماوي إحدى جزر هاواي، أسفرت عن مقتل 110 أشخاص على الأقل.