التظاهرات تمت في يناير الماضي
التظاهرات تمت في يناير الماضي

عقب تشييع رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، في قطر، الجمعة، بعد اغتياله في طهران الأربعاء في عمليّة نُسبت لإسرائيل، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مُلتقطة من الجوّ قيل إنّها تُظهر حشداً كبيراً جدّاً في تشييعه.

وصحيح أن الآلاف حضروا مراسم تشييع هنيّة في الدوحة، لكن هذه الصورة المتداولة ملتقطة في اليمن أثناء تظاهرة داعمة للفلسطينيين في يناير الماضي.

وتُظهر الصورة، التي يبدو أنّها مصوّرة من الجوّ، حشداً كبيراً جداً في ميدان أو شارع عريض على مقربة من مسجد.

وجاء في التعليقات المرافقة "جنازة الشهيد إسماعيل هنيّة في قطر".

بدأ التداول بهذه المنشورات عقب تشييع هنيّة ودفنه في قطر بعد ظهر الجمعة.

وقبل ذلك بساعات، وصل مئات المعزّين إلى مسجد محمد بن عبد الوهاب، أكبر مساجد الدوحة، والتفّ معظمهم بأوشحة تحمل العلم الفلسطيني أو الكوفية الفلسطينية وسط إجراءات أمنية مشددة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في الدوحة.

وانتشرت شرطة المرور وقوات الأمن الداخلي على كل الطرق المؤدية إلى المسجد، واصطفّ رجال الشرطة على طول حواجز الطرقات السريعة المجاورة.

وبعد صلاة الجمعة، شارك الآلاف في صلاة الجنازة داخل المسجد، فيما صلّى آخرون على السجّاد المفروش خارجه، في ظل حرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية، بحسب صحفيي فرانس برس.

وبعد الصلاة، بحضور الرجل الثاني في الحركة خليل الحيّة ونائب رئيس المكتب السياسيّ للحركة خالد مشعل، حُمل النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، قبل نقله إلى مقبرة لوسيل، ليوارى الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي للحركة.

وشارك في جنازة هنية أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية من خارج البلاد.

لقطة للمنشورات المتداولة

الصورة المتداولة

لكن الصورة المتداولة لا شأن لها بذلك.

فالتفتيش عنها على محرّكات البحث يُظهر أنّها منشورة في يناير الماضي، مما ينفي أن تكون من تشييع إسماعيل هنيّة.

والصورة مقُتطعة من فيديو بثّته قناة المسيرة التابعة للمتمرّدين الحوثيين، بحسب وسائل الإعلام الناشرة.

وتُظهر هذه المشاهد تظاهرة كبيرة في صنعاء، في 12 يناير الماضي، تنديداً بالضربات الأميركية والبريطانية على المتمرّدين الحوثيين.

ويومذاك، تدفّق مئات الآلاف من اليمنيين إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، تنديداً بالضربات الأميركية البريطانية التي استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين، رداً على هجماتهم في البحر الأحمر، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وتحت مظلة الأعلام اليمنية والفلسطينية، تظاهر هؤلاء في مسيرة كان عنوانها "الفتح الموعود والجهاد المقدس".

وجاءت هذه التظاهرة بعد ساعات على شنّ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم لأسابيع سفناً تجارية في البحر الأحمر تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل.

والتقط مصوّرو وكالة فرانس برس صوراً من التظاهرة يبدو فيها المسجد نفسه.

لقطة للصورة المتداولة
لقطة للصورة المتداولة

لم يمض وقت طويل على مقتل 3 حرّاس إسرائيليين، الأحد، عند معبر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الضفة الغربية والأردن برصاص مهاجم أردني، حتى تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قال ناشرن إنها ترصد فرحة أردنيين بالهجوم باعتبارها تسجل لحظة توزيع أردنيين الحلوى ابتهاجاً.

ويبدو في الصورة رجل يوزّع حلوى على عددِ من الأشخاص الذين تجمّعوا من حوله. وعلّق مشاركو الصورة بالقول "الأردنيون يوزعون الحلوى في الشوارع ".

بيد أنّ الصورة المستخدمة في هذا السياق قديمة، وهي منشورة قبل أكثر من عام، وتصور احتفالات مواطنين في الأراضي الفلسطينية بعد مقتل مستوطنين في نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

وحصدت الصورة، التي تظهر بها لافتة صغيرة عليها عبارة تفيد معنى الثأر "الدم بالدم"، عشرات آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع مقتل الحراس الإسرائيليين، وكان المهاجم وصل من الأردن وأطلق النار على الحراس قبل أن يرديه الجيش الإسرائيلي قتيلاً.

ويأتي هذا الهجوم الذي قل مثيله على المعبر الحدودي وسط تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية، ووسط استمرار الحرب المستعرة في قطاع غزّة منذ 11 شهراً.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ "إرهابيا" وصل إلى منطقة المعبر على متن شاحنة كان يقودها "من جهة الأردن".

وأوضح في بيان أنّ السائق "خرج من الشاحنة وأطلق النار على قوات الأمن الإسرائيليّة العاملة على الجسر".

ومساء الأحد، أعلنت عمّان أنّ منفّذ الهجوم "مواطن أردني"، مؤكّدة أنّ ما قام به هو "عمل فردي".

وقالت وزارة الداخلية الأردنية في بيان إنّ "التحقيقات الأوليّة في حادثة إطلاق النار في الجانب الآخر من جسر الملك حسين، أكّدت أن مطلق النار هو مواطن أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان" جنوب عمّان.

لقطة للمنشورات المتداولة

صورة قديمة

إلا أن الصورة لا شأن لها بكلّ ذلك، وسرعان ما تعرّف صحفيو وكالة فرانس على هذه الصورة التي تداولها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي سابقاً.

والصورة منشورة في 26  فبراير 2023، عبر مواقع إخباريّة عربيّة عدّة ضمن مقالات عن احتفالات في الأراضي الفلسطينيّة بعد مقتل مستوطنين اثنين في قرية حوارة في نابلس.

والاثنين، أعلنت السلطات الأردنية، إعادة فتح جسر اللنبي غدا الثلاثاء أمام حركة السفر عند الساعة الثامنة صباحا.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، الاثنين، أن الجسر سيبقى مغلقا أمام حركة الشحن، دون تحديد موعد إعادتها.