صورة عامة للعاصمة اللبنانية بيروت
الناقلة الجزائرية لم تصل بعد إلى بيروت

بعد الإعلان عن توقف محطات توليد الكهرباء في لبنان يوم 17 أغسطس الجاري، اتخذ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرار مساعدة لبنان وتزويده بالوقود لإعادة تشغيل المحطات المتوقّفة. 

ولم تمض أيام، حتى بدأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما الجزائرية منها، بنشر مقطع فيديو مع الادعاء بأنه يصوّر العاصمة بيروت مضاءة بالكامل بعد وصول الوقود الجزائري. 

إلا أن الادعاء خطأ، فالناقلة الجزائرية "عين أكر" أبحرت، الخميس، إلى لبنان ولم تصل بعد، أما الفيديو المتداول فمنشور قبل أشهر على صفحة مصوّر لبناني. 

ويصوّر الفيديو مدينة بيروت من الأعلى مضاءة. وجاء في التعليق المرافق أنّ السبب يعود لناقلة الوقود التي قرّرت الجزائر إرسالها لمساعدة لبنان في إعادة تشغيل محطات الطاقة المتوقفة في البلاد.

وكتب مشاركو الفيديو "بيروت الآن، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنارها عليهم".  

وحصدت المنشورات آلاف التفاعلات عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيّما الجزائريّة منها. ويأتي انتشارها بعد أيام على قرار الجزائر الأحد، في حركة تضامنيّة، منح كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء في لبنان التي توقفت نهائياً الأسبوع الماضي عن العمل بسبب نقص الوقود.

وستتبع ذلك شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي، لم يُعلن عن الكمية الإجمالية من الوقود التي ستُرسل.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يغرق لبنان فيها بالظلام ويعتمد اللبنانيون على المولدات الخاصة أو البطاريات أو الطاقة الشمسية للتزوّد بالكهرباء، بسبب أزمة اقتصادية خانقة منذ العام 2019، ترافقها أزمة سياسية تتمثل في شغور منصب رئيس الجمهورية ووجود حكومة تصريف أعمال وشلّل مؤسساتيّ تام.

والجزائر هي المصدّر الإفريقي الأول للغاز الطبيعي والسابع عالمياّ.

ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان في العام 1990، لم تتمكّن الحكومات المتعاقبة من إيجاد جلّ جذري للكهرباء بسبب الفساد واهتراء البنى التحتية والأزمات السياسية المتتالية. وصُرفت مليارات الدولارات في هذا القطاع من دون نتيجة.

وحتى إن أعيد تشغيل معامل توليد الطاقة في لبنان، لن يحصل اللبنانيون إلا على ساعات قليلة جداً من الكهرباء في اليوم.

لكنّ الناقلة الجزائريّة لم تصل بعد إلى لبنان.

وأبحرت الناقلة الجزائرية "عين أكر"، الخميس، إلى لبنان محمّلة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من الوقود.

وكانت عملية تحميل الوقود على متن الناقلة التابعة للمجموعة العامة للنفط والغاز (سوناطراك) انطلقت، الثلاثاء، من ميناء سكيكدة على بعد أكثر من 400 كلم شرق الجزائر العاصمة، وتواصلت العملية لمدة 18 ساعة، وفق ما صرح المسؤول في "سوناطراك" حسين بلعابد لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وأوضح بلعابد أنه كان من الضروري الانتظار ساعات بعد الانتهاء من التحميل لإتمام الإجراءات الفنية التجارية وإجراءات السلامة، قبل أن تتمكن السفينة من الإبحار نحو وجهتها يوم الخميس.

أما التفتيش عن الفيديو فيرشد إليه منشوراً عبر حساب على موقع تيك توك  يعود لمصوّر لبنانيّ. 

ونشر المصوّر ماهر بركة هذا الفيديو في مارس 2024 عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وفي حديث لوكالة فرانس برس قال بركة "لقد صوّرت الفيديو بواسطة طائرة مسيّرة "درون" فوق العاصمة بيروت"، وكانت مضاءة آنذاك تماماً كما تظهر في الفيديو.

وأضاف قائلاً "كانت العاصمة في السابق مضاءة أكثر بكثير" ولكنّ اليوم مع الأزمات المتتالية لم تعد كما في السابق.

جدل بشأن عمليات التوقيف في الفنيدق
جدل بشأن عمليات التوقيف في الفنيدق

تداول مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها "توثق لعملية توقيف أشخاص حاولوا التسلل إلى مدينة سبتة الإسبانية"، نهاية الأسبوع، قبل أن يصدر توضيح رسمي من سلطات الفنيدق المغربية يقول إن الصورة "حقيقية لكنها قديمة" ولا ترتبط بما حدث في المدينة خلال الأيام الماضية.

وتُظهر الصورة عشرات الأشخاص، نصف عراة، جاثمين بالقرب من سيارات "القوات المساعدة" (جهاز تدخل أمني تابع للإدارات الترابية)، بينما وضع بعضهم يديه فوق رأسه، فيما يبدو أنها عملية توقيف واسعة النطاق.

لقطة للمنشورات المتداولة

ونقلت وسائل إعلام محلية عن سلطات مدينة الفنيدق تأكيدها أن "الصورة التي أظهر مركبات للقوات المساعدة وأشخاصا نصف عراة يجلسون على الأرض بمحاذاة هذه المركبات أو قبالة حائط إسمنتي" لا علاقة لها بالتدخل الأمني لإحباط محاولات هجرة لسبتة شهدتها الفنيدق نهاية الأسبوع.

وفي الوقت الذي زعم مدونون أن الصورة مفبركة، أفاد توضيح سلطات الفنيدق بأنها حقيقية، لكنها "تعود إلى أيام عدة خلت".

وأضاف "هذه الصور، المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لها علاقة بإحباط القوات العمومية عملية للهجرة غير المشروعة سباحة" نحو سبتة، حين "تم إنقاذ المرشحين وانتشالهم من مياه البحر، وهو ما يفسر ظهور هؤلاء الأشخاص شبه عراة إلا من ملابس السباحة التي كانوا يرتدونها حين ضبطهم من قبل القوات العمومية".

وكانت وسائل إعلام مغربية أكدت توقيف مئات الأجانب خلال الأسبوع الماضي، ضمن تحركات مكافحة الهجرة غير النظامية إلى مدينة سبتة الإسبانية.

وأفاد موقع "هسبريس" المغربي، استناداً إلى إحصائيات رسمية، أن عدد الموقوفين بلغ 4455 شخصاً، بينهم 519 أجنبياً، حاولوا دخول سبتة بطريقة غير قانونية منذ منتصف الأسبوع الماضي وحتى نهايته، في ما وصف بـ"ليلة الهروب الكبير".