الزعيم النازي أدولف هتلر - صورة أرشيفية.
الزعيم النازي أدولف هتلر - صورة أرشيفية.

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد قيل إنها تظهر رجلا يشبه الزعيم النازي، أدولف هتلر، يجول في شوارع ألمانيا وسط ترحيب الناس به، ما اعتبره البعض مؤشرا على اقتراب عودة حكم نازي في ألمانيا.

لكن هذا الادعاء غير صحيح، وهذه المشاهد المتداولة مقتطعة من فيلم صدر عام 2015 عن عودة هزلية متخيلة لهتلر.

ويظهر في هذه المشاهد رجل بهيئة تشبه هيئة أدولف هتلر، يجول بين الناس فيستقبله الكثير منهم بالترحيب والتصفيق أو التقاط الصور معه.

وجاء في التعليقات المنشورة "شخص يتنكر بزي هتلر في مدينة برلين".

جاء في التعليقات المنشورة "شخص يتنكر بزي هتلر في مدينة برلين"

وتابعت المنشورات "أنظروا ردات فعل الناس".

قلق من تنامي أفكار نازية في ألمانيا

في 11 مايو الماضي، أعلنت الشرطة الألمانية فتح تحقيق في ظهور عدد من الأشخاص بلباس نازي ومركبات تحاكي مركبات جيش الرايخ الثالث، قرب هويرسفيرردا، في الشرق.

ويحظر القانون الألماني استخدام شعارات نازيّة أو عرض رموز الرايخ الثالث بشكل علني.

وتعد ألمانيا من أبرز الداعمين لإسرائيل. وما زالت محرقة اليهود (الهولوكوست) خلال الحرب العالمية الثانية ماثلة بقوة في ذاكرة البلاد الجماعية.

لكن في السنوات الأخيرة، ازدادت الجرائم المعادية لليهود بشكل مطرد.

والعام الماضي، حظرت الحكومة الألمانية مجموعة تسمى "Hammerskins Germany" تروج لـ "نظرية عنصرية تستند إلى العقيدة النازية"، وذلك خلال حملة دهم واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد.

وسجلت ألمانيا حوادث متفرقة في هذا السياق، منها إحراق معلم يخلد ذكرى اليهود الذين رُحّلوا في زمن النازية، ورفع الصليب المعقوف في محطة نوبراندنبورغ  شرق ألمانيا في "تمجيد" الإيديولوجية النازية"، بحسب السلطات.

في ظل هذا المناخ، نُشر الفيديو الذي قيل إنه يُظهر شبيه هتلر يلقى ترحيبا من الناس في شوارع ألمانيا.

حقيقة الفيديو

لكن هذا الادعاء غير صحيح، والتفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو يرشد إلى مواقع معنية بالسينما، بينت أن هذه المشاهد مقتطعة من فيلم ألماني هزلي عن أدولف هتلر ظهر في عام 2015 بعنوان "لقد عاد!"، للمخرج الألماني، ديفيد فنندت.

وفي أكتوبر 2015 عُرض هذا الفيلم في برلين لأول مرة، وقد تناولته وسائل إعلام ووكالات أنباء حول العالم.

والفيلم، وهو موجود بالكامل على موقع يوتيوب، مقتبس عن رواية، لتيمور فيرميس، تحكي عودة هزلية لأدولف هتلر إلى برلين عام 2011.

وقال مخرج الفيلم في مقابلات صحفية إن الهدف من هذا العمل "معرفة كيف يتفاعل الناس مع هتلر اليوم ومع أفكاره، و"تحديدا جعل الناس يضحكون على هتلر بدل الخوف منه".

مخرج الفيلم الألماني ديفيد فنندت

وقد أدى دور هتلر الممثل الألماني، أوليفر ماسوتشي.

الصورة مركبة ولا تظهر رهينة إسرائيلية تقبل رأس مسلح من حماس
حماس أفرجت عن رهينات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار

في 19يناير 2025، أفرجت حماس عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة بعد أكثر من 15 شهراً من حرب مدمّرة. 

وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لإحدى الرهائن وهي تقبّل رأس مقاتل في كتائب القسّام. إلا أنّ الصورة في الحقيقة مركّبة.

وتبدو في الصورة شابّة وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس وسط مجموعة من الأشخاص.

وجاء انتشار الصورة بعد إفراج حماس في 19 يناير 2025 عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة.

 وجاء الاتفاق بعد أكثر من 15 شهراً من حرب اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من  أكتوبر 2023.

وسلّمت حركة حماس الرهينات الثلاث المحتجزات في قطاع غزة منذ يوم الهجوم، إلى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال في مدينة غزة، وسط تجمهر حشد من السكان وعناصر كتائب عز الدين القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.

ونقلت الرهينات من سيارة فان بيضاء إلى سيارة الصليب الأحمر التي أقلعت بهن وسلمتهن في وقت لاحق إلى الجيش الإسرائيلي.

لاحقاً، أورد الجيش أن العائدات الثلاث وصلن إلى إسرائيل والتقين عائلاتهن. ثم نقلن الى مستشفى شيفا في رامات غان بوسط إسرائيل، لإجراء فحوص طبية. وقال المستشفى مساء الأحد إن حالتهن مستقرة.

والرهينات الثلاث إسرائيليات، وهن: إميلي داماري (28 عاماً) التي تحمل أيضاً الجنسية البريطانية، ورومي غونين (25 عاماً)، ودورون شتاينبرخر (31 عاماً) التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.

وأعلنت إسرائيل الإفراج عن 90 معتقلا فلسطينياً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

إلا أنّ مقاطع الفيديو التي بثّتها وسائل الإعلام للحظة تسليم الرهينات لم تظهر أيّاً منهنّ وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس، ما يثير الشكّ في صحّة الصورة المتداولة.

ويعزّز هذه الشكوك تفاوت درجات الألوان بين الشابّة والأشخاص المحيطين فيها.

إثر ذلك، أرشد البحث عن الصورة إلى منشورٍ في صفحة منصّة صدق اليمنيّة المتخصّصة بتفنيد الأخبار المضلّلة على مواقع التواصل، حيث ذكرت أنّ الصورة مقتطعة من فيديو لتسليم القسائم رهائن في إطار اتفاق هدنة سابق مع إسرائيل. 

وبالفعل، وعند مراجعة مشاهد تسليم الرهائن التي نشرتها وسائل الإعلام في نوفمبر 2023 يمكن ملاحظة أنّ صورة الشابّة أضيفت إلى اللقطة المتداولة.

وآنذاك، أتاحت هدنة مؤقتة استمرت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر 2023، تبادل العشرات من رهائن تحتجزهم حماس بمعتقلين فلسطينيين في إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.