لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل)
لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل) | Source: Social Media

تزامناً مع احتجاجات شهدتها مدينة كسلا في شرق السودان، الأحد، إثر مقتل مدني في السجن، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لـ"تحرك أمام مقر جهاز المخابرات في المدينة، أُحرقت خلاله آليات عسكرية".

وجاء في التعليق المرافق: "إغلاق طرق وحرق سيارات حكومية في كسلا"، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.

ويأتي انتشار هذا المقطع بعد الاحتجاجات التي شهدتها كسلا إثر مقتل مواطن في أحد السجون.

ونقلت وسائل إعلام محلية، أن محتحين أغلقوا في الأول من سبتمبر الحالي طرقاً رئيسية في المدينة، "احتجاجاً على مقتل أحد أبناء المنطقة تحت التعذيب داخل سجن تابع للمخابرات".

ونشرت وكالة السودان للأنباء، أن السلطات المحلية تسلّمت المذكرة المرفوعة من المحتجين وشكّلت لجنة للمتابعة والتنسيق.

وأكدت السلطات أن المؤسسات الحكومية والأسواق لم تتعرض للتخريب خلال الاحتجاجات.

ما حقيقة الفيديو؟

أرشد البحث عن لقطات من المقطع المتداول، إلى نسخة من الفيديو (أرشيف) نُشرت قبل سنوات، مما ينفي صلته بالأحداث الأخيرة.

وجاء في التعليق المرافق أنه يظهر "حرق مكاتب جهاز الأمن والمخابرات في كسلا" عام 2019.

وإثر ذلك، أرشد التعمق بالبحث إلى مشاهد (أرشيف) للحدث نفسه وصور ملتقطة (أرشيف) من زوايا مختلفة ومنشورة على حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي في أبريل 2019.

وآنذاك، هاجم متظاهرون مركز جهاز الأمن والمخابرات السوداني في مدينة كسلا، وتحديدا بتاريخ 11 أبريل 2019.

وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس يومها، أن المحتجين "اقتحموا المبنى بعد رفض القيمين على المركز الإفراج عن محتجزين".

وبعدها، أعلن جهاز الأمن والمخابرات "إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد".

وفي تلك الفترة، شهدت السودان احتجاجات أطاحت بحكم عمر البشير، تشارك بعدها المدنيون والعسكريون في حكم البلاد خلال مرحلة انتقالية.

تعامل الأجهزة الأمنية السودانية مع المعتقلين كثيرا ما يثير الاعتراضات الحقوقية - أرشيفية
السودان.. تظاهرات غاضبة بعد مقتل مواطن "داخل مقر للمخابرات العامة"
أغلق مواطنون غاضبون في مدينة كسلا شرقي السودان، الأحد، الطرق المؤدية إلى مقر جهاز المخابرات والنيابة العامة، بعد "مقتل مواطن داخل مقر جهاز المخابرات العامة"، وفق ما أفاد بيان لتجمُّع شباب قبيلة البني عامر، إحدى المكونات القبلية الرئيسية في شرق السودان.

وفي أكتوبر 2021، نفذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بمساندة نائبه آنذاك الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، انقلاباً أزاح المدنيين من الحكم.

وفي 15 أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الجنرالين اللذين يتصارعان على السلطة، مما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى حتى الآن.

اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)
اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)

انتشر مؤخرا مقطع فيديو يظهر جثث ضحايا، معظمهم من الأطفال، وربطت بعض المنشورات بين هذا الفيديو وأحداث منطقة الساحل السوري التي وقعت في أوائل مارس الجاري.

غير أن الفيديو لا صلة له بأحداث الساحل، وفق رويترز التي أوضحت أن يوثق قصفا للنظام السوري للغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية في أغسطس 2013.

الفيديو قديم يعود إلى 2013 ولا علاقة له بأحداث الساحل

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، والمتخصص في المصادر المفتوحة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مضر الأفندي، أن الفيديو قديم ولا يمت بأي صلة لأحداث منطقة الساحل السوري، حيث يظهر قصف الغوطة بالأسلحة الكيميائية.

كما أشار عبد الرحمن إلى أن المرصد لم يوثق مقتل هذا العدد من الأطفال العلويين في أحداث العنف الأخيرة في الساحل.

سوريا تعاني من أزمات عدة من بينها انتشار السلاح
كيف يمكن إنهاء العنف في سوريا؟.. لجنة التحقيق الدولية تجيب
حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

وكانت سوريا قد شهدت في الفترة الأخيرة موجة عنف دامية، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وهروب مئات آخرين إلى لبنان.