جانب من الدمار الذي لحق بغزة جراء الحرب المستمرة منذ 11 شهرا
جانب من الدمار الذي لحق بغزة جراء الحرب المستمرة منذ 11 شهرا

في ظل المعاناة التي يعيشها الأطفال في قطاع غزة المحاصر من إصابات وأمراض وجوع، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم نشروها أنها لطفلة أصيبت بحروق بليغة بسبب القصف الإسرائيلي هناك. إلا أن الصورة في الحقيقة منشورة عام 2015 وتعود لطفلة أصيبت بحروق في سوريا.

وتتضمن المنشورات صورة لطفلة وجهها سليم وأخرى لوجه مصاب بحروق شديدة.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الطفلة أصيبت في قطاع غزة أخيرا.

جاء في التعليقات المرافقة أن الطفلة أصيبت في قطاع غزة أخيرا

كارثة إنسانية في غزة

وحظيت المنشورات بعشرات آلاف المشاركات من صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل حرب تسببت بنزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة وسط شح في المياه والغذاء حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مرارا عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطيرة وخطر المجاعة الذي جلبته الحرب والحصار الإسرائيلي لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - هجوما غير مسبوق على مواقع ومناطق في جنوب إسرائيل.

وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس. وتسبب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة بمقتل نحو 41 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

حقيقة الصورة

إلا أن الصورة ليست لطفلة مصابة في قطاع غزة.

فقد أرشد التفتيش عنها إلى النسخة الأصلية منشورة على حساب يحمل اسم المصور الصحفي البريطاني، سيباستيان ريتش، وعلى موقعه الرسمي.

النسخة الأصلية منشورة على حساب يحمل اسم المصور الصحفي البريطاني، سيباستيان ريتش، وعلى موقعه الرسمي

وجاء في التعليق المرافق أنها تظهر طفلة سورية أصيبت بحروق جراء انفجار موقد للطهي في منزلها ما دفع أهلها للمغادرة نحو تركيا ثم العراق لعلاجها.

ويمكن العثور على الصورة منشورة عام 2015، أي قبل ثماني سنوات من اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، ضمن تقرير على موقع محطة بريطانية.

ويعرض التقرير صورا إضافية للطفلة التي كانت تبلغ من العمر آنذاك ست سنوات، وقد استقرت مع عائلتها في مخيم للاجئين في كردستان العراق بعد خضوعها لعمليات جراحية في تركيا.

يعرض التقرير صورا إضافية للطفلة التي كانت تبلغ من العمر آنذاك ست سنوات

ونشرت القناة نفسها تقريرا مصورا يوثق رحلة الطفلة للعلاج في الدنمارك.

أسماء الأسد واجهت اتهامات بالإثراء غير المشروع- رويترز
أسماء الأسد واجهت اتهامات بالإثراء غير المشروع- رويترز

نشرت مواقع إعلامية عربية تصريحات منسوبة لأسماء، زوجة رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، كانت قد نُشرت عبر حساب على منصة "إكس" يزعم أنه تابع لها.

هذا الحساب تم نسبه إلى قناة على تليغرام قيل إنها تعود لنجلها حافظ بشار الأسد، ليتضح بعد ذلك أن كلا الحسابين مزيفين، وفق منصة تأكد المتخصصة في تتبع الأخبار الزائفة.

ونشر الحساب غير الموثق على "إكس"، الذي يحمل اسم "أسماء الأسد" عددا من التغريدات على مدار الساعات الماضية، وكان من بينها: "لكل شخص مساره الخاص، وبعض المسارات لم تكن يومًا خياري. كما كنت دائمًا، أشارك هنا أفكاري بعيدًا عن أي عناوين أخرى".

أما القناة على تليغرام، فقد زعمت أن حساب أسماء الأسد على "إكس"، "سيكون بعيدًا عن السياسة، ويهدف إلى تقديم محتوى يعكس جوانب مختلفة من حياتها وأنشطتها الإنسانية".

وبالعودة إلى القناة التي تحمل اسم حافظ الأسد، والتي روجت لحساب أسماء على إكس، تبيّن أنها ليست قناته الحقيقية التي ظهر عبرها بتاريخ 13 فبراير الجاري. 

فقد حرص نجل الرئيس السوري المخلوع على وضع علامة مائية على الفيديو الذي ينشره، للتأكيد على أنها القناة التابعة له، ويحمل معرفها اسم HafezBAlAssad.

في المقابل، فإن معرف القناة التي روجت للحساب المزور الذي ينتحل هوية أسماء الأسد هو HafezBAlAssadd، ويُلاحظ الفرق بإضافة حرف D إلى نهايته، مما يميزه عن الحساب الأساسي، وفق "تأكد".

وكان حافظ الأسد قد قال في آخر منشور له على قناته عبر تلغرام، في 13 فبراير: "قبل 3 أيام، أوقفت إدارة X حسابي بعد ساعات قليلة من منشوري الأول، وقد تقدمت بعدة طعون لإلغاء هذا القرار، لكن إدارة المنصة رفضت إعادة تفعيله، دون إبداء سبب واضح".

وتابع: "كل الحسابات الموجودة حاليًا باسمي على X وهمية.. وسأستمر في النشر على قناتي على تلغرام".

وأسماء الأسد البالغة من العمر 49 عاما، موجودة في روسيا إلى جانب زوجها الذي فر إلى حليفته الكبرى، بعد تقدم فصائل المعارضة في بلاده.

وفي عام 2020 فرضت عليها عقوبات أميركية إلى جانب والديها وشقيقيها، واعتبرتها الخارجية الأميركية "من أكبر المستفيدين من الحرب في سوريا".

في مايو الماضي، أعلنت الرئاسة السورية أن الأسد مصابة باللوكيميا بعدما عولجت من سرطان الثدي بين العامين 2018 و2019.

وكانت مجلة "فوغ "الأميركية، أطلقت عليها لقب "وردة الصحراء" قبل أن تسحب هذا المقال من موقعها الإلكتروني بعد بدء النزاع.

ويتهمها منتقدوها بالإثراء غير المشروع بفضل المنظمة الخيرية "الأمانة السورية للتنمية" التي أسستها وكانت تتلقى غالبية التمويلات الواردة من الخارج، وفق فرانس برس.