جانب من الشجار في الفيديو المنتشر
جانب من الشجار في الفيديو المنتشر

في ظل التوترات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي والخلاف بين إثيوبيا والصومال، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لـ"عراك داخل البرلمان الإثيوبي".

ويُظهر الفيديو ما يبدو أنها قاعة برلمان تشهد شجاراً عنيفاً بين النواب تخلله ضرب، وزعمت التعليقات المرافقة أن المشهد "مصوّر في إثيوبيا".

اضطرابات في القرن الإفريقي

حظي المقطع بآلاف المشاركات من عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تصاعد التوترات في منطقة القرن الإفريقي.

وتخوض إثيوبيا نزاعا مع الصومال المجاور بشأن اتفاق بحري وقعته أديس أبابا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية. كما تشهد العلاقات مع مصر توترا بسبب سد النهضة الضخم الذي أنشأته أديس أبابا على النيل الأزرق.

واتهمت إثيوبيا، الشهر الماضي، جهات لم تسمّها بالسعي إلى "زعزعة استقرار المنطقة"، بعد أن أرسلت مصر معدات عسكرية إلى الصومال، إثر توقيع اتفاق تعاون عسكري بين القاهرة ومقديشو.

كما عرضت مصر نشر قوات في الصومال في إطار بعثة جديدة بقيادة الاتحاد الإفريقي، من المقرر أن تحل العام المقبل محل قوة حفظ السلام الحالية المعروفة باسم "أتميص"، التي تعد إثيوبيا حاليا مساهما رئيسيا فيها، والتي تساعد مقديشو في حربها مع حركة الشباب المتطرفة.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في صورة أرشيفية
صراع النيل والبحر.. لماذا أغضب تعاون مصر والصومال "عسكريا" إثيوبيا؟
اعتبرت إثيوبيا بصيغة غير مباشرة أن التقارير عن دعم مصر للصومال بشحنات أسلحة، بمثابة تهديد للأمن القومي لأديس أبابا ومحاولة لزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، فيما يرى محللون أن الخطوة المصرية تأتي في إطار "حصار" لإثيوبيا ومنعها من الوصول إلى حلمها بمنفذ على البحر، بعدما بات سد النهضة "أمر واقع".

حقيقة الفيديو

إلا أن فيديو الشجار البرلماني ليس مصوّراً في إثيوبيا كما ادعت المنشورات، فالتفتيش عن لقطات منه في محركات البحث يرشد إلى أنه يعود لشجار وقع في برلمان أرض الصومال.

ويمكن العثور على نسخ من الفيديو منشورة في موقع يوتيوب في الثالث من سبتمبر الجاري.

وتتطابق معالم القاعة الظاهرة في الفيديو مع صورٍ برلمان أرض الصومال المنشورة في صفحته الرسميّة على موقع فيسبوك.

ونقلت وسائل إعلام محلية وأجنبية أن الشجار وقع على خلفية "رفع الحصانة عن أحد النواب إثر اتهامه بالخيانة وتشويه سمعة الجيش".

وأرض الصومال هي مستعمرة بريطانية سابقة يبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، أعلنت استقلالها عام 1993 عن الصومال لكن مقديشو رفضت هذه الخطوة التي لم يعترف بها أيضاً المجتمع الدولي.

وسبق أن شهد برلمان أرض الصومال عدة شجارات خلال السنوات الماضية، نشرت في سياقات مضللة على صفحات عربية في مواقع التواصل الاجتماعي، وفنّدتها خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس.

مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف
مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف

بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعموا أنه لـ"احتراق ناطحة سحاب في تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية"، فما حقيقة الفيديو المتداول؟.

ويظهر الفيديو ناطحة سحاب تخرج منها ألسنة نيران ودخان أسود كثيف. وجاء في التعليق المرافق: "ما لم تروه في الإعلام.. تل أبيب تحترق".

جاء في التعليق المرافق "ما لم تروه في الإعلام… تل أبيب تحترق"

هجوم إيراني على إسرائيل

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الهجوم الأخير يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، أواخر يوليو، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي، وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها إسرائيل، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وأن إسرائيل سترد على إيران في الوقت والزمان اللذين تقررهما.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمل "عواقب" هجومها، مشددة على أنها ستنسق مع المسؤولين الإسرائيليين الرد.

حقيقة الفيديو

بالعودة إلى الفيديو المتداول، فإنه لا يمت إلى هذا الهجوم بصلة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على نسخ عدة عنه ولقطات منشورة قبل سنوات. وجاء في التعليقات المرافقة أنه يظهر حريقا في مقر شركة اتصالات صينية.

كما يمكن العثور على مقاطع مشابهة للحريق نفسه نشرتها وسائل إعلام في سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن الحريق وقع في مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم".

ويمكن العثور على المبنى الظاهر في المقاطع على خدمة خرائط بايدو الصينية.

وفي 16 سبتمبر 2022، شب حريق كبير في ناطحة سحاب في مدينة تشانغشا بوسط الصين، ولم يخلف ضحايا.

وطال الحريق مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم" في تشانغشا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وهي عاصمة مقاطعة خونان.

وأظهرت صور بثتها محطة "سي سي تي في" العامة، ألسنة لهب ضخمة وقوية تجتاح جانبا كاملا من المبنى المكون من 42 طابقا ويرتفع 218 مترا.

وقال جهاز الإطفاء في المقاطعة على شبكة "ويبو" الاجتماعية حينها، إنه "وفقا لتحقيق أولي" بدأ الحريق "في جدار خارجي للمبنى".