لقطة من فيديو الشجار
لقطة من فيديو الشجار

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يصوّر وزير التجارة المصري، حسن الخطيب، في "شجار" مع مسؤولين بحرينيين، بعدما "تفوّه بعبارات مذهبية".

ويظهر في الفيديو مجموعة من الرجال، بعضهم يرتدي الزي التقليدي الخليجي والبعض الآخر بذلة رسمية، في ما يبدو أنها قاعة كبيرة، قبل أن تعمّ الفوضى ويبدأ العراك.

وجاء في التعليق المرافق: "وزير التجارة المصري ذهب إلى البحرين لتعزيز العلاقات وعمل صفقة تبادل تجاري مع البحرين، فأراد أن يجامل المسؤولين البحرينيين، قام بشتم الشيعة وهو لا يدري أن معظمهم من الطائفة الشيعية، فتحوّلت العلاقة إلى معركة وعراك".

وحصد الفيديو عشرات المشاركات على موقع فيسبوك.

حقيقة الفيديو

لقطة من مقطع الفيديو المنتشر

إلا أن الادعاء بأن الفيديو يصوّر وزير التجارة المصري غير صحيح.

فبحسب صحفيي فرانس برس في القاهرة، لم يقم الوزير بأية زيارة في الفترة الأخيرة إلى البحرين، مما ينفي بالأساس ما جاء في المنشورات المضللة.

كما أرشد التفتيش عن الفيديو عبر مشاهد ثابتة، إلى نسخة أطول منه (أرشيف) منشورة في موقع يوتيوب في أبريل 2019.

وجاء في التعليق المرافق: "مصري يتهجم على بحريني في اجتماع غرفة التجارة في البحرين".

إثر ذلك، أرشد التعمّق بالبحث إلى تحقيق نشره موقع صحيفة "المصري اليوم" في 11 سبتمبر الجاري، ينفي فيه ما جاء في المنشورات المضللة عن أن الفيديو يصوّر وزير التجارة المصري.

وأشار الموقع إلى أن الشجار حصل بين مستشار قانوني مصري يُدعى ياسر العطار وبحرينيين، بعد اتهام المستشار أحد أعضاء غرفة التجارة والصناعة البحرينية بـ"العمالة لإيران".

إزاء ذلك، أرشد البحث الإضافي باستخدام العناصر التي وردت في تقرير الصحيفة المصرية، لا سيّما اسم الرجل الضالع في الشجار، إلى مواقع إخباريّة بحرينية ومصريّة تناولت الخبر.

وحسب هذه المواقع وبعد أشهر من الحادثة، حكمت المحكمة الصغرى الجنائية الأولى في السابع من يوليو 2019، ببراءة ياسر العطار، المستشار المصري لرئيس غرفة تجارة البحرين، من تهمة السب والتحريض على الطائفة الشيعية، واكتفت بالحكم عليه بغرامة.

وكانت نيابة البحرين قد أمرت غداة الشجار بحبس المستشار القانوني المتهم بـ"سب الشيعة"، لمدة 7 أيام على ذمة التحقيقات وإحالته للمحاكمة الجنائية.

مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف
مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف

بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعموا أنه لـ"احتراق ناطحة سحاب في تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية"، فما حقيقة الفيديو المتداول؟.

ويظهر الفيديو ناطحة سحاب تخرج منها ألسنة نيران ودخان أسود كثيف. وجاء في التعليق المرافق: "ما لم تروه في الإعلام.. تل أبيب تحترق".

جاء في التعليق المرافق "ما لم تروه في الإعلام… تل أبيب تحترق"

هجوم إيراني على إسرائيل

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الهجوم الأخير يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، أواخر يوليو، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي، وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها إسرائيل، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وأن إسرائيل سترد على إيران في الوقت والزمان اللذين تقررهما.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمل "عواقب" هجومها، مشددة على أنها ستنسق مع المسؤولين الإسرائيليين الرد.

حقيقة الفيديو

بالعودة إلى الفيديو المتداول، فإنه لا يمت إلى هذا الهجوم بصلة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على نسخ عدة عنه ولقطات منشورة قبل سنوات. وجاء في التعليقات المرافقة أنه يظهر حريقا في مقر شركة اتصالات صينية.

كما يمكن العثور على مقاطع مشابهة للحريق نفسه نشرتها وسائل إعلام في سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن الحريق وقع في مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم".

ويمكن العثور على المبنى الظاهر في المقاطع على خدمة خرائط بايدو الصينية.

وفي 16 سبتمبر 2022، شب حريق كبير في ناطحة سحاب في مدينة تشانغشا بوسط الصين، ولم يخلف ضحايا.

وطال الحريق مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم" في تشانغشا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وهي عاصمة مقاطعة خونان.

وأظهرت صور بثتها محطة "سي سي تي في" العامة، ألسنة لهب ضخمة وقوية تجتاح جانبا كاملا من المبنى المكون من 42 طابقا ويرتفع 218 مترا.

وقال جهاز الإطفاء في المقاطعة على شبكة "ويبو" الاجتماعية حينها، إنه "وفقا لتحقيق أولي" بدأ الحريق "في جدار خارجي للمبنى".