الملك عبد الله الثاني خلال عملية إنزال مساعدات جويّة على قطاع غزة- أرشيف
الملك عبد الله الثاني خلال عملية إنزال مساعدات جويّة على قطاع غزة- أرشيف

حصد فيديو للعاهل الأردني عبد الله الثاني، آلاف المشاركات على "فيسبوك"، بعدما ظهر الملك خلاله يقدم شكره لأهل غزة "على العملية التي حدثت قبل يومين (أو) ثلاثة".

وزعم ناشرو الفيديو أن  الملك يوجه الشكر على عملية معبر "اللنبي" على الحدود البريّة الفاصلة بين الأردن والضفة الغربية.

وتم تداول الفيديو بشكل واسع بعد مرور أيام على مقتل 3 إسرائيليين برصاص سائق شاحنة أردني، خلال عبوره المنطقة الحدودية بين "اللنبي"/ جسر الملك حسين.

إلا أن الادعاء بخصوص الفيديو غير صحيح، فهو في الحقيقة مقتطع من حديث أجراه الملك عبد الله الثاني في فبراير الماضي، تناول فيه مجريات عمليات إنزال مساعدات أردنية بالمظلات لأهالي غزة.

صورة ملتقطة من الفيديو المتداول في فيسبوك

فيديو قديم

وأرشد التفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث إلى نسخة أطول منشورة منذ أشهر في مواقع أردنية عدّة، مما ينفي أن يكون حديثاً كما ادعت المنشورات.

وكان العاهل الأردني يتحدث في 29 فبراير الماضي عن عمليات إنزال مساعدات أردنية على غزة بالمظلات، نفذها سلاح الجو الأردني قبل أيام على خطابه، بحسب "فرانس برس".

وقال الملك في كلمته: "أنا أشكر أهل غزّة الذين يشكرون الأردنيين على هذه العمليّة … كان من المفروض أن نطلع بـ12 طائرة، ولكن بعد كثير من التشويش سمحوا فقط بأربع طائرات (..) ثلاث طائرات أردنيّة وواحدة فرنسيّة".

وأضاف: "أنا أعرف أن أهل غزّة يشكروننا ولكن في داخلهم يشعرون أن هذا غير كاف".

وفي فبراير 2024 قام الجيش الأردني بأربعة إنزالات جواً لمساعدات إنسانية على غزة إحداها بطائرة تابعة للجيش الفرنسي، وهو الإنزال السادس عشر الذي ينظمه الأردن على القطاع آنذاك، لكن الأول الذي يصل إلى السكان مباشرة.

وفي اليوم التالي، شارك العاهل الأردني شخصياً في عملية إنزال تضمنت ستّ طائرات عسكرية بينها ثلاث أردنية والأخرى إماراتية ومصرية وفرنسية.

عملية جسر اللنبي

وقعت العملية التي قُتل على أثرها المنفذ ماهر الجازي وهو عسكري أردني متقاعد، وسط تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية، حيث ينفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة النطاق ويشنّ فلسطينيون هجمات، ووسط استمرار الحرب في قطاع غزة منذ أكثر من 11 شهراً.

وأغلقت السلطات الأردنية المعبر ليومين بعد الحادثة، فيما أشار مصدر أمني أردني فضل عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس إلى أن "المعبر سيبقى مغلقاً أمام حركة الشحن" في الوقت الراهن.

ويقع المعبر على نهر الأردن على بعد نحو 60 كلم غرب عمان ويستخدمه الفلسطينيون خصوصاً للسفر الى المملكة، وعبرها حيث يتوجهون إلى مطار الملكة علياء في عمّان للسفر إلى الخارج للسياحة والعلاج والحج، إضافة إلى استخدام المعبر لأغراض الشحن.

مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف
مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف

بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعموا أنه لـ"احتراق ناطحة سحاب في تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية"، فما حقيقة الفيديو المتداول؟.

ويظهر الفيديو ناطحة سحاب تخرج منها ألسنة نيران ودخان أسود كثيف. وجاء في التعليق المرافق: "ما لم تروه في الإعلام.. تل أبيب تحترق".

جاء في التعليق المرافق "ما لم تروه في الإعلام… تل أبيب تحترق"

هجوم إيراني على إسرائيل

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الهجوم الأخير يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، أواخر يوليو، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي، وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها إسرائيل، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وأن إسرائيل سترد على إيران في الوقت والزمان اللذين تقررهما.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمل "عواقب" هجومها، مشددة على أنها ستنسق مع المسؤولين الإسرائيليين الرد.

حقيقة الفيديو

بالعودة إلى الفيديو المتداول، فإنه لا يمت إلى هذا الهجوم بصلة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على نسخ عدة عنه ولقطات منشورة قبل سنوات. وجاء في التعليقات المرافقة أنه يظهر حريقا في مقر شركة اتصالات صينية.

كما يمكن العثور على مقاطع مشابهة للحريق نفسه نشرتها وسائل إعلام في سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن الحريق وقع في مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم".

ويمكن العثور على المبنى الظاهر في المقاطع على خدمة خرائط بايدو الصينية.

وفي 16 سبتمبر 2022، شب حريق كبير في ناطحة سحاب في مدينة تشانغشا بوسط الصين، ولم يخلف ضحايا.

وطال الحريق مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم" في تشانغشا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وهي عاصمة مقاطعة خونان.

وأظهرت صور بثتها محطة "سي سي تي في" العامة، ألسنة لهب ضخمة وقوية تجتاح جانبا كاملا من المبنى المكون من 42 طابقا ويرتفع 218 مترا.

وقال جهاز الإطفاء في المقاطعة على شبكة "ويبو" الاجتماعية حينها، إنه "وفقا لتحقيق أولي" بدأ الحريق "في جدار خارجي للمبنى".