هل انفجرت هواتف آيفون في لبنان؟
انتشرت صور لخبر زائف حول انفجار هواتف آيفون في لبنان

لا تزال أصداء عملية التفجير المتزامن لعدد كبير من أجهزة الاتصال الخاصة بمقاتلي حزب الله، "البيجر"، تتالى وسط انتشار لافت لعديد الأخبار غير الدقيقة أو حتى الزائفة. إذ ظهرت منشورات وصور على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعي أن هواتف آيفون انفجرت في لبنان، مرجحة أن تكون إسرائيل هي من يقف وراء ذلك.

وسادت حالة من الرعب عقب موجة الانفجارات، التي طالت عديد المناطق في لبنان، وثقت بعضها كاميرات المراقبة،  وأدت إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان وإصابة نحو 2800 شخص بجروح، بينهم مئات من عناصر حزب الله، حسب ما صرحت به وزارة الصحّة اللبنانية، التي أشارت كذلك  إلى أن حوالي 300 جريح لا زالوا في وضع خطر.

وأثناء تشييع قتلى التفجيرات، حدثت موجة ثانية من تفجير أجهزة "البيجر"، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، بيروت، ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى، حسب وزارة الصحة اللبنانية. وأفادت بعثة الأمم المتحدة لدى بيروت "أن أجهزة الاتصال المستهدفة تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان".

وتُظهر الصور جهاز هاتف محمول من نوع آيفون، وقد تضرر جراء ارتفاع درجة حرارته وانفجار بطارياته، مع وجود أسلاك خارجه، وتلف الغلاف الخارجي إلى جانب عديد المكونات الإلكترونية.

صور قديمة من مصر

لكن بعد التحقق من الصور، أفادت وكالة فرانس برس أن تلك المنشورات زائفة ومخالفة للواقع. وأنها تعود في الحقيقة إلى منشور قديم من موقع إخباري مصري، تم تداوله عام 2021، ويتضمن صور هاتف محترق.

صور المنشور الزائف تعود لاحتراق هاتف آيفون في مصر عام 2021 أثناء توصيله بالكهرباء بغرض شحنه

ويفيد الخبر المرافق لتلك الصور، أن الهاتف انفجر أثناء توصيله بالكهرباء، بغرض شحنه. ويضيف الموقع أن الحادث وقع في منطقة المعادي، جنوب العاصمة المصرية، القاهرة، في مارس عام 2021، وأن صاحب الهاتف قال لوسائل إعلام محلية، إن الهاتف من نوع "آيفون برو ماكس 12"، انفجر عقب وضعه على الشاحن الكهربائي، وقد أصيب ابنه بكسر في يده لدى محاولته الهروب من النيران.

مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف
مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف

بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعموا أنه لـ"احتراق ناطحة سحاب في تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية"، فما حقيقة الفيديو المتداول؟.

ويظهر الفيديو ناطحة سحاب تخرج منها ألسنة نيران ودخان أسود كثيف. وجاء في التعليق المرافق: "ما لم تروه في الإعلام.. تل أبيب تحترق".

جاء في التعليق المرافق "ما لم تروه في الإعلام… تل أبيب تحترق"

هجوم إيراني على إسرائيل

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الهجوم الأخير يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، أواخر يوليو، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي، وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها إسرائيل، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وأن إسرائيل سترد على إيران في الوقت والزمان اللذين تقررهما.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمل "عواقب" هجومها، مشددة على أنها ستنسق مع المسؤولين الإسرائيليين الرد.

حقيقة الفيديو

بالعودة إلى الفيديو المتداول، فإنه لا يمت إلى هذا الهجوم بصلة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على نسخ عدة عنه ولقطات منشورة قبل سنوات. وجاء في التعليقات المرافقة أنه يظهر حريقا في مقر شركة اتصالات صينية.

كما يمكن العثور على مقاطع مشابهة للحريق نفسه نشرتها وسائل إعلام في سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن الحريق وقع في مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم".

ويمكن العثور على المبنى الظاهر في المقاطع على خدمة خرائط بايدو الصينية.

وفي 16 سبتمبر 2022، شب حريق كبير في ناطحة سحاب في مدينة تشانغشا بوسط الصين، ولم يخلف ضحايا.

وطال الحريق مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم" في تشانغشا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وهي عاصمة مقاطعة خونان.

وأظهرت صور بثتها محطة "سي سي تي في" العامة، ألسنة لهب ضخمة وقوية تجتاح جانبا كاملا من المبنى المكون من 42 طابقا ويرتفع 218 مترا.

وقال جهاز الإطفاء في المقاطعة على شبكة "ويبو" الاجتماعية حينها، إنه "وفقا لتحقيق أولي" بدأ الحريق "في جدار خارجي للمبنى".