لقطة من الفيديو المتداول
لقطة من الفيديو المتداول

مع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني خلال الأيام الماضية انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه يصوّر انفجاراً ضخماً في شمال إسرائيل بعد سقوط صواريخ أطلقها حزب الله.

ويظهر الفيديو انفجاراً ضخماً ولّد كتلة نار كبيرة، وجاء في التعليقات المرافقة "شرق حيفا الآن يحترق".

 إلا أن الفيديو منشور منذ أسابيع على أنه لانفجار محطة غاز في محافظة عدن اليمنية، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، في بيان، أنّ "مئات الآلاف" من الإسرائيليين احتموا في الملاجئ، وأُغلقت المدارس في شمال البلاد، بعد إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ التي أدت إلى اندلاع حرائق، بينما ردّ الجيش بغارات على أهداف عائدة للحزب في جنوب لبنان.

وفي المقابل، أعلن حزب الله في بيان أنّه "قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية، الواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا".

وتصاعدت حدة المواجهات بين الحزب وإسرائيل هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طالت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية منسوبة للدولة العبرية، وإعلان الأخيرة شنّ ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعاً لقيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله.

لقطة للمنشورات المتداولة

حقيقة الفيديو

إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بالتطورات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.

إذ أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث إليه منشوراً في وسائل إعلام عربيّة عدة منذ أسابيع على أنه يصوّر انفجار محطة غاز في اليمن.

وبحسب وسائل الإعلام، فإن الفيديو يصوّر لحظة انفجار محطة غاز في شارع التسعين في مدينة المنصورة، بمحافظة عدن اليمنية، في 30 أغسطس 2024.

ونشرت قنوات محلية (أرشيف) مشاهد أخرى لهذا الحادث، الذي قالت إنه ناجم عن انفجار صهريج، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف
مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف

بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعموا أنه لـ"احتراق ناطحة سحاب في تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية"، فما حقيقة الفيديو المتداول؟.

ويظهر الفيديو ناطحة سحاب تخرج منها ألسنة نيران ودخان أسود كثيف. وجاء في التعليق المرافق: "ما لم تروه في الإعلام.. تل أبيب تحترق".

جاء في التعليق المرافق "ما لم تروه في الإعلام… تل أبيب تحترق"

هجوم إيراني على إسرائيل

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الهجوم الأخير يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، أواخر يوليو، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي، وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها إسرائيل، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وأن إسرائيل سترد على إيران في الوقت والزمان اللذين تقررهما.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمل "عواقب" هجومها، مشددة على أنها ستنسق مع المسؤولين الإسرائيليين الرد.

حقيقة الفيديو

بالعودة إلى الفيديو المتداول، فإنه لا يمت إلى هذا الهجوم بصلة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على نسخ عدة عنه ولقطات منشورة قبل سنوات. وجاء في التعليقات المرافقة أنه يظهر حريقا في مقر شركة اتصالات صينية.

كما يمكن العثور على مقاطع مشابهة للحريق نفسه نشرتها وسائل إعلام في سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن الحريق وقع في مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم".

ويمكن العثور على المبنى الظاهر في المقاطع على خدمة خرائط بايدو الصينية.

وفي 16 سبتمبر 2022، شب حريق كبير في ناطحة سحاب في مدينة تشانغشا بوسط الصين، ولم يخلف ضحايا.

وطال الحريق مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم" في تشانغشا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وهي عاصمة مقاطعة خونان.

وأظهرت صور بثتها محطة "سي سي تي في" العامة، ألسنة لهب ضخمة وقوية تجتاح جانبا كاملا من المبنى المكون من 42 طابقا ويرتفع 218 مترا.

وقال جهاز الإطفاء في المقاطعة على شبكة "ويبو" الاجتماعية حينها، إنه "وفقا لتحقيق أولي" بدأ الحريق "في جدار خارجي للمبنى".