دبابة إسرائيلية على الحدود الشمالية لقطاع غزة في 7 فبراير 2024
دبابة إسرائيلية على الحدود الشمالية لقطاع غزة في 7 فبراير 2024

تصاعد النزاع القائم بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بشكل ملحوظ في الأيام الماضية، بعد تأكيد إسرائيل أنها نقلت "الثقل" العسكري من الجنوب في غزة إلى الجبهة الشمالية مع لبنان لتأمين عودة سكانها.

في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لنقل دبابات إسرائيلية من غزة إلى الشمال. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم وهو يصور في الحقيقة نقل دبابات إسرائيلية إلى جوار غزة بعد أيام من شن حركة حماس هجومها في السابع من أكتوبر الماضي.

ويظهر في الفيديو قافلة شاحنات على متنها دبابات عسكرية.

وجاء في التعليق المرافق " الجيش الإسرائيلي ينقل دبابات إلى الشمال عند حدود لبنان".

تصعيد بين حزب الله وإسرائيل

وانتشر الفيديو على وسائل إعلام عربية وصفحات على فيسبوك وأكس، تزامنا مع تصاعد حدة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في الأيام الماضية عند الحدود الجنوبية للبنان.

جاء في التعليق المرافق " الجيش الإسرائيلي ينقل دبابات إلى الشمال عند حدود لبنان"

ودعا الجيش الإسرائيلي، الاثنين، السكان في لبنان إلى "الابتعاد" عن مواقع حزب الله، متوعدا بشن المزيد من "الغارات المكثفة والدقيقة".

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس والوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن مئات الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق في الجنوب ومنطقة البقاع (شرق)، الاثنين.

وتلقى حزب الله سلسلة ضربات في الأيام الأخيرة، شملت تفجير آلاف أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصره الأسبوع الماضي في عملية نسبها لإسرائيل، وغارة جوية قرب بيروت استهدفت اجتماعا لقيادة قوات النخبة التابعة له أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصا بينهم قائدان عسكريان بارزان وعدد من رفاقهما، إضافة إلى ضربات جوية مكثفة من سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف في جنوب لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود منذ أكتوبر، في تصعيد بدأ غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة.

إلا أن النزاع القائم بين الطرفين تصاعد بشكل ملحوظ في الأيام الماضية، بعد تأكيد إسرائيل أنها نقلت "الثقل" العسكري من الجنوب في غزة، إلى الجبهة الشمالية مع لبنان لتأمين عودة سكانها الذين نزح عشرات الآلاف منهم منذ أشهر بسبب تبادل القصف مع الحزب اللبناني المدعوم من طهران.

فيديو قديم

إلا أن الادعاء بأن الفيديو يصور نقل تعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى الحدود مع لبنان غير صحيح.

فقد أرشد التفتيش عنه عبر محركات البحث إليه منشورا منذ أشهر في وسائل إعلام غربية، ما ينفي أن يكون مرتبطا بالتطورات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصور آليات عسكرية إسرائيلية قام الجيش بنقلها في التاسع من أكتوبر 2023 إلى كيبوتس رعيم في محيط قطاع غزة، بعد يومين على الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس انطلاقا من غزة على مواقع ومناطق إسرائيلية.

وكان آلاف الشبان قد تجمعوا يومي 6 و7 أكتوبر الماضي لحضور حفل موسيقي أقيم بالقرب من كيبوتس رعيم على الحدود مع غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن مقاتلين من حماس عبروا الحدود من غزة وقتلوا أكثر من 360 شخصا في المهرجان.

مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف
مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف

بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعموا أنه لـ"احتراق ناطحة سحاب في تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية"، فما حقيقة الفيديو المتداول؟.

ويظهر الفيديو ناطحة سحاب تخرج منها ألسنة نيران ودخان أسود كثيف. وجاء في التعليق المرافق: "ما لم تروه في الإعلام.. تل أبيب تحترق".

جاء في التعليق المرافق "ما لم تروه في الإعلام… تل أبيب تحترق"

هجوم إيراني على إسرائيل

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الهجوم الأخير يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، أواخر يوليو، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي، وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها إسرائيل، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وأن إسرائيل سترد على إيران في الوقت والزمان اللذين تقررهما.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمل "عواقب" هجومها، مشددة على أنها ستنسق مع المسؤولين الإسرائيليين الرد.

حقيقة الفيديو

بالعودة إلى الفيديو المتداول، فإنه لا يمت إلى هذا الهجوم بصلة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على نسخ عدة عنه ولقطات منشورة قبل سنوات. وجاء في التعليقات المرافقة أنه يظهر حريقا في مقر شركة اتصالات صينية.

كما يمكن العثور على مقاطع مشابهة للحريق نفسه نشرتها وسائل إعلام في سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن الحريق وقع في مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم".

ويمكن العثور على المبنى الظاهر في المقاطع على خدمة خرائط بايدو الصينية.

وفي 16 سبتمبر 2022، شب حريق كبير في ناطحة سحاب في مدينة تشانغشا بوسط الصين، ولم يخلف ضحايا.

وطال الحريق مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم" في تشانغشا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وهي عاصمة مقاطعة خونان.

وأظهرت صور بثتها محطة "سي سي تي في" العامة، ألسنة لهب ضخمة وقوية تجتاح جانبا كاملا من المبنى المكون من 42 طابقا ويرتفع 218 مترا.

وقال جهاز الإطفاء في المقاطعة على شبكة "ويبو" الاجتماعية حينها، إنه "وفقا لتحقيق أولي" بدأ الحريق "في جدار خارجي للمبنى".