قادة حزب الله تعرضوا للاستهداف في الفترة الماضية
قادة حزب الله تعرضوا للاستهداف في الفترة الماضية

على وقع التصعيد غير المسبوق منذ بدء حزب الله وإسرائيل تبادل إطلاق النيران، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يظهر مواطنين في قرية في جنوب لبنان يطردون عناصر من حزب الله كانوا يحاولون دخول قريتهم.

لكن هذا الفيديو ليس جديدا ولا شأن له بالنزاع الدائر حاليا، بل يعود لعام 2021 حين اعترض سكان قرية على مرور منصة صواريخ للحزب بين بيوتهم.

ويظهر في الفيديو ما يبدو أنه شجار تُسمع فيه لهجة لبنانية. ويُمسك فيه من يبدو أنهم سكان محليون بعدد من الشبان.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنه شجار تُسمع فيه لهجة لبنانية

ويُرى في الفيديو من بين السكان المحليين رجال يرتدون الزي الخاص بمشايخ طائفة الموحدين الدروز، والتي يتوزع أبناؤها بين عدد من دول الشرق الأوسط، ولا سيما في لبنان، وفي مرتفعات الجولان السوري المحتل.

ويأتي ظهور هذا الفيديو بهذا السياق فيما أثار القصف المتواصل بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة مخاوف على نطاق واسع من أن الجانبين يتحركان بلا هوادة باتجاه حرب شاملة.

تصعيد كبير

فبعد أشهر من المواجهات الحدودية المضبوطة وتبادل القصف، تلقى حزب الله الأسبوع الماضي ضربة قاسية بتفجير أجهزة اتصالات يستخدمها عناصره، ثم اغتيال قادة بقوات النخبة في صفوفه.

عقب ذلك، أعلن الحزب على لسان نائب أمينه العام، نعيم قاسم، الأحد، أنه دخل "مرحلة جديدة" من المواجهات مع اسرائيل عنوانها "الحساب المفتوح".

وفي وقت مبكر، الاثنين، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية غير المسبوقة على امتداد الجنوب اللبناني ومنطقة البقاع في الشرق المحاذي لسوريا.

وأدت الغارات إلى مقتل أكثر من 550 شخصا، وفق وزارة الصحة، وفرار مئات الآلاف من منازلهم في جنوب لبنان.

أصوات تنتقد الحزب

ومع أن زعماء أحزاب وقوى معارضة لحزب الله سارعوا إلى الدعوة لترك الخلافات الداخلية جانباً و"التضامن الوطني" بوجه "العدوان"، إلا أن أصواتا ما زالت ترتفع في الأوساط السياسية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، محملة حزب الله مسؤولية جر لبنان إلى الحرب.

في هذا السياق، انتشر هذا المقطع المتداول الذي قيل إنه يُظهر طرد مقاتلين من حزب الله من إحدى القرى.

لكن هذا الفيديو قديم، إذ سرعان ما تعرف صحفي بوكالة فرانس برس في بيروت عليه، إذ نُشر لأول مرة عام 2021.

هذا الفيديو قديم ونُشر لأول مرة عام 2021

ويمكن العثور على المشاهد نفسها ومشاهد مشابهة منشورة على وسائل إعلام لبنانية وعربية في ذلك الوقت.

يمكن العثور على المشاهد نفسها ومشاهد مشابهة منشورة على وسائل إعلام لبنانية وعربية في ذلك الوقت

ماذا جرى آنذاك

في السادس من أغسطس 2021 أطلق حزب الله عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية ردت عليه اسرائيل بقصف مدفعي على وقع توتر حدودي.

وبعد وقت قصير من القصف باتجاه إسرائيل، أوقف عدد من المواطنين راجمات أطلقت منها صواريخ، وفق ما أفاد مصدر عسكري وحزب الله.

وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل مواطنين من قرية شويّا ذات الغالبية الدرزية في منطقة حاصبيا يحيطون بشاحنات تحمل راجمات ويتهمون حزب الله بإطلاق النار من مناطق سكنية.

لكن حزب الله رد على ذلك وقال إنه أطلق الصواريخ من "مناطق حرجية بعيدة تماما عن المناطق السكنية حفاظا على أمن المواطنين".

صورة ممزقة لبشار الأسد - رويترز
نظام بشار الأسد سقط في 8 ديسمبر وهرب إلى روسيا

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الثلاثاء إن الرئيس السوري الهارب بشار الأسد هو بضيافة روسيا، في أول تأكيد حكومي روسي لذلك. 

في هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها للأسد وزوجته في شوارع موسكو. إلا أنّ الصورة في الحقيقة التقطها مصوّر فرانس برس عام 2010 خلال زيارة الأسد إلى باريس. 

يظهر في الصورة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وزوجته أسماء يمشيان وسط شارعِ.

ويأتي انتشار هذه الصورة بعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الثلاثاء أن بشار الأسد هو بضيافة روسيا، في أول تأكيد حكومي روسي لذلك.

صورة بشار وزوجته في باريس وليست في روسيا

ولفت ريابكوف خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "أن بي سي" الأميركية، الى أن روسيا نقلت الأسد إلى أراضيها "بأكثر الطرق أماناً" مع انهيار حكومته في مواجهة فصائل المعارضة المسلّحة.

وكانت وكالات أنباء روسية نقلت الأحد عن مصدر في الرئاسة الروسية أن موسكو منحت حليفها الأسد وعائلته اللجوء. لكن الكرملين رفض الاثنين تأكيد ذلك.

ولم يذكر ريابكوف مكان وجود الأسد في روسيا، مضيفاً "لا فكرة لدي عما يحصل معه الآن". وتابع "سيكون من الخطأ بشكل كبير أن أستفيض في الحديث عمّا حصل وكيف حُلّت المسألة".

ورداً على سؤال عمّا إن كان الأسد سيُسلّم لمحاكمته بجرائم يتهم بارتكابها، قال ريابكوف إن "روسيا ليست طرفا في الاتفاق الذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية".