مشهد عام من مدينة تل أبيب - صورة تعبيرية - رويترز
مشهد عام من مدينة تل أبيب - صورة تعبيرية - رويترز

أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ، ليل الخميس الجمعة، أطلق من اليمن، تبنى الحوثيون إطلاقه بعد ساعات. في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنه يُظهر لحظة وصول الصاروخ إلى تل أبيب. لكنّ هذا الفيديو منشور في الحقيقة قبل أكثر من عام على أنه مصور في أوكرانيا.

ويظهر في الفيديو المصوّر ليلا انفجار ضخم في مدينة، تليه سحابة من الدخان.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصور لحظة سقوط صاروخ في تل أبيب أطلق من اليمن.

جاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصور لحظة سقوط صاروخ في تل أبيب أطلق من اليمن

وانتشر الفيديو بهذا السياق عقب إعلان الجيش الإسرائيلي أنه اعترض، ليل الخميس الجمعة، صاروخا أطلق من اليمن "بواسطة منظومة الدفاع الجوي آرو (السهم)".

وأضاف أن الصاروخ هو "صاروخ أرض - أرض" اعترضته المنظومة الدفاعية المتخصصة باعتراض الصواريخ البالستية "خارج الحدود".

والجمعة، تبنى الحوثيون المدعومون من إيران إطلاق الصاروخ، وقالوا في بيان إنهم استهدفوا "هدفا عسكريا" إسرائيليا في تل أبيب "وذلك بصاروخ باليستي نوع فلسطين2" واستهدفوا "هدفا حيويا" في منطقة عسقلان بطائرة مسيرة.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا شأن له بذلك.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه على محركات البحث يُظهر أنه منشور في أغسطس من العام 2023، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادعت المنشورات.

ونشرت الفيديو آنذاك وسائل إعلام غربية قائلة إنه يصور قصفا روسيا على العاصمة الأوكرانية كييف.

وفي اليوم نفسه، في الثلاثين من أغسطس 2023، قالت الإدارة العسكرية لكييف إن دفاعاتها الجوية صدت الهجوم الأكثر قوة على العاصمة منذ ربيع 2023.

وقال سلاح الجو الأوكراني حينها إنه أسقط 28 صاروخا روسيا و15 مسيرة ليلا، مضيفا أن القوّات الروسية أطلقت ما مجموعه 44 مقذوفا.

لقطة من الفيديو المتداول الذي نُشر عام 2021
لقطة من الفيديو المتداول الذي نُشر عام 2021

دخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق من بدء وقف إطلاق النار، بموجب اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية مصرية أميركية.

وبالتزامن مع ذلك، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يصور "معدات مصرية تستعد للدخول" إلى القطاع المدمر لـ"رفع الأنقاض تمهيدا لإعادة الإعمار".

إلا أن الفيديو مضلل، وهو يصور في الحقيقة دخول معدات مصرية إلى غزة عام 2021، بعد مواجهة بين إسرائيل وحركة حماس.

يصور الفيديو جرارات وشاحنات ترفع العلم المصري. وعلّق الناشرون بالقول: "بعد وقف القتال في غزة، مصر تستعد لإدخال معدات لرفع الأنقاض تمهيداً لإعمار غزة".

وحصدت المنشورات آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق على بدء سريان الهدنة، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن منشور لمسؤول في الأمم المتحدة مكلف بالأراضي الفلسطينية، على منصة إكس.

صورة من الفيديو المنتشر

وأفادت السلطات المصرية بأنه "تم الاتفاق على دخول 600 شاحنة يومياً" إلى داخل غزة، بموحب الاتفاق، بينها 50 شاحنة وقود.

وأفاد مسؤول مصري بدخول 260 شاحنة مساعدات و16 صهريج وقود إلى غزة من معبري كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة ونيتسانا الحدودي بين مصر وإسرائيل، الأحد.

وينص اتفاق الهدنة الذي تم بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج في المرحلة الأولى منه الممتدة على ستة أسابيع، عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج عن قرابة 1900 فلسطيني في إطار المرحلة الأولى، بينهم تسعون معتقلاً سيخرجون اليوم.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن لدى الإعلان عن الاتفاق قبل ثلاثة أيام.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

إلا أن الفيديو لا شأن له بكل ذلك.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يرشد إلى أجزاء مختلفة منه منشورة عبر تقارير بثتها مواقع إخبارية مصرية عام 2021، عن دخول آليات ومعدات هندسية ثقيلة لإزالة أثار الركام في غزة، وتسريع عمليات الإعمار بعد اشتباكات دامية بين إسرائيل وحركة حماس.

ووثقت عدسات مصوري وكالة فرانس برس دخول هذه المعدات.