لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل)
لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل) | Source: Social Media

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قيل إنه يُظهر اشتعال النيران نتيجة استهداف سفارة إسرائيل في الهند.

ويظهر في الفيديو المصوّر ليلاً، نيران مشتعلة في مبنى ورجال إطفاء في محيط الحادث. ويُسمع فيه تعليق مذيعة تتحدث عن "استهداف السفارة الإسرائيلية في الهند".

وحصد الفيديو مئات المشاركات على "إكس" و"فيسبوك". وعلّق الناشرون بالقول: "أنباء عن استهداف السفارة الإسرائيلية في الهند".

أطفال يلعبون وسط الدمار في غزة (أرشيفية)
طفلان يبكيان على قبر أمهما في غزة.. حقيقة الفيديو
مع استمرار الحرب في قطاع غزة التي تؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى فيها من النساء والأطفال، نشرت صفحات على مواقع التواصل مقطع فيديو قالت إنه لطفلين يبكيان على قبر أمهما التي قضت في قصف إسرائيلي. إلا أن الادعاء خطأ والفيديو المصور قبل أكثر من سنة يظهر طفلين في باكستان بجانب قبر جدتهما.

ويأتي انتشار الفيديو تزامناً مع مرور سنة تقريبا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، وبدء الحرب في غزّة، بينما يقف العالم عاجزاً عن وقف الكارثة التي امتدت إلى لبنان وتُهدّد بإشعال منطقة الشرق الأوسط.

فالثلاثاء، أعلنت إسرائيل أنها بدأت عملية عسكرية بريّة تستهدف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بعد أيام قليلة من مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في ضربة مدمّرة على ضاحية بيروت الجنوبية، أحد معاقل الحزب، سبقتها سلسلة اغتيالات وتفجيرات لأجهزة اتصال أصابت المئات من عناصره.

كما يأتي الفيديو في الوقت الذي تعرضت فيه إسرائيل لهجوم صاروخي من إيران، الثلاثاء، والذي توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرد عليه.

حقيقة الفيديو 

لكن الفيديو لا يظهر استهدافا لسفارة إسرائيل في الهند.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة يرشد إلى تقرير مصور يظهر المشاهد نفسها نشرته قناة أميركية على يوتيوب، في العاشر من سبتمبر الماضي. (رابط أرشيف).

وحسب التفاصيل التي أوردتها القناة إضافة لمواقع إخبارية أخرى، فقد اشتعلت النيران في مطعم يدعى "بيتزامانيا" يقع في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أرشيف 1، 2).

كما يمكن العثور على موقع المطعم المذكور في خدمة خرائط غوغل. 

أما صوت المذيعة الذي يسمع في الفيديو، فيرشد البحث عنه باستخدام عبارات مثل "استهداف السفارة الإسرائيلية الهند" إلى مقطع الفيديو الأصلي الذي تظهر فيه المذيعة على قناة "العربية" بتاريخ 26 ديسمبر الماضي  (رابط أرشيف).

وآنذاك، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان وقوع "انفجار" قرب السفارة في نيودلهي لم يسفر عن أي إصابات.

وقال نائب السفير الإسرائيلي في نيودلهي أوهاد نقاش كينار، في بيان: "هذا المساء.. وقع انفجار على مقربة من السفارة".

وأضاف حينها: "جميع موظفينا بخير، وجميع دبلوماسيينا بخير. وتعمل فرقنا الأمنية بالتعاون الكامل مع الأمن المحلي في دلهي، وسيقومون بإجراء مزيد من التحقيقات في الأمر".

FILE PHOTO: Israeli PM Netanyahu attends a discussion at the Israeli Parliament Knesset in Jerusalem
نتانياهو خلال جلسة للكنيست الإسرائيلي في القدس

فيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، انتشر فيديو قيل إنه يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وهو يتباهى بأن مطاري دبي وأبوظبي تحت تصرفه لحماية إسرائيل، بما يوحي بأنه قال ذلك في ظل الحرب.

إلا أن الفيديو يعود لعام 2020 والترجمة المرافقة له غير صحيحة، ويظهر فيه نتانياهو يدلي بتصريح في ما يبدو أنه مطار ومن خلفه طائرة إسرائيلية.

وجاء في التعليقات المرافقة "نتانياهو يصرح بكل ثقة أن مطارات أبوظبي ودبي تحت تصرفنا وقيادة الإمارات تساندنا بكل ما يتطلب لحماية إسرائيل من محيطها".

جاء في التعليقات المرافقة "نتانياهو يصرح بكل ثقة أن مطارات أبوظبي ودبي تحت تصرفنا"

ويأتي انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصدا العديد من التفاعلات والمشاركات على فيسبوك وإكس فيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة المحاصر وفي الضفة الغربية إضافة إلى القصف المكثف على جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية للعاصمة، بيروت.

حقيقة الفيديو

إلا أن فيديو نتانياهو قديم ولا علاقة له بالحرب.

فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث إلى النسخة الكاملة منشورة على قناة رئاسة الوزراء الإسرائيلية في موقع يوتيوب قبل أربع سنوات، وتحديداً في 17 أغسطس 2020، ما ينفي أن يكون مرتبطاً بالأحداث الأخيرة.

وبحسب الموقع الرسمي، فإن نتانياهو كان يتحدث من مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل، وذلك بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.

إلا أن الترجمة العربية المرافقة للمقطع المضلّل غير صحيحة.

وبحسب صحفي ناطق باللغة العبرية في وكالة فرانس برس، يقول نتانياهو في الفيديو: "تملك أبوظبي ودبي أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم. يتم شحن المواد الأولية إلى هناك، إضافة إلى إنتاج السلع... والآن ستأتي هذه السلع إلى إسرائيل بموجب اتفاقيات السلام... كلفة المعيشة ستكون منخفضة بينما مستوى المعيشة سيكون أعلى، لأن ذلك ممكنا".

ماذا حدث في 17 أغسطس 2020؟

آنذاك، أعلن نتانياهو أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بالإمارات وتحديدا بدبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية.

وقال: "إنها رحلة جوية قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى ثلاث ساعات، لكنها ستغير وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي في كلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات التي لم نشهد مثلها".

وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أعلن قبل ذلك بأيام، أي في 13 أغسطس، أن الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى "اتفاق سلام تاريخي" يسمح للبلدين بتطبيع العلاقات بينهما.

والإمارات هي أول دولة خليجية طبعت العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في خطوة تأتي في أعقاب مؤشرات على التقارب في السنوات الأخيرة بينها وبين إسرائيل.

واعتبر آنذاك وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الاتفاق مع إسرائيل خطوة "جريئة لضمان حل الدولتين"، فيما أشاد نتانياهو بالاتفاق قائلاً إنه "يوم تاريخي" يدشن لـ "حقبة جديدة" في العلاقات مع العالم العربي.

أما السلطة الفلسطينية فقد أعلنت "رفضها واستنكارها الشديدين" للاتفاق، وحذّرت "من الرضوخ للضغوط الأميركية والسير على خطى دولة الإمارات والتطبيع المجاني" مع إسرائيل "على حساب الحقوق الفلسطينية".