الصورة مركبة ولا تظهر رهينة إسرائيلية تقبل رأس مسلح من حماس
حماس أفرجت عن رهينات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار

في 19يناير 2025، أفرجت حماس عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة بعد أكثر من 15 شهراً من حرب مدمّرة. 

وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لإحدى الرهائن وهي تقبّل رأس مقاتل في كتائب القسّام. إلا أنّ الصورة في الحقيقة مركّبة.

وتبدو في الصورة شابّة وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس وسط مجموعة من الأشخاص.

وجاء انتشار الصورة بعد إفراج حماس في 19 يناير 2025 عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة.

 وجاء الاتفاق بعد أكثر من 15 شهراً من حرب اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من  أكتوبر 2023.

وسلّمت حركة حماس الرهينات الثلاث المحتجزات في قطاع غزة منذ يوم الهجوم، إلى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال في مدينة غزة، وسط تجمهر حشد من السكان وعناصر كتائب عز الدين القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.

ونقلت الرهينات من سيارة فان بيضاء إلى سيارة الصليب الأحمر التي أقلعت بهن وسلمتهن في وقت لاحق إلى الجيش الإسرائيلي.

لاحقاً، أورد الجيش أن العائدات الثلاث وصلن إلى إسرائيل والتقين عائلاتهن. ثم نقلن الى مستشفى شيفا في رامات غان بوسط إسرائيل، لإجراء فحوص طبية. وقال المستشفى مساء الأحد إن حالتهن مستقرة.

والرهينات الثلاث إسرائيليات، وهن: إميلي داماري (28 عاماً) التي تحمل أيضاً الجنسية البريطانية، ورومي غونين (25 عاماً)، ودورون شتاينبرخر (31 عاماً) التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.

وأعلنت إسرائيل الإفراج عن 90 معتقلا فلسطينياً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

إلا أنّ مقاطع الفيديو التي بثّتها وسائل الإعلام للحظة تسليم الرهينات لم تظهر أيّاً منهنّ وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس، ما يثير الشكّ في صحّة الصورة المتداولة.

ويعزّز هذه الشكوك تفاوت درجات الألوان بين الشابّة والأشخاص المحيطين فيها.

إثر ذلك، أرشد البحث عن الصورة إلى منشورٍ في صفحة منصّة صدق اليمنيّة المتخصّصة بتفنيد الأخبار المضلّلة على مواقع التواصل، حيث ذكرت أنّ الصورة مقتطعة من فيديو لتسليم القسائم رهائن في إطار اتفاق هدنة سابق مع إسرائيل. 

وبالفعل، وعند مراجعة مشاهد تسليم الرهائن التي نشرتها وسائل الإعلام في نوفمبر 2023 يمكن ملاحظة أنّ صورة الشابّة أضيفت إلى اللقطة المتداولة.

وآنذاك، أتاحت هدنة مؤقتة استمرت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر 2023، تبادل العشرات من رهائن تحتجزهم حماس بمعتقلين فلسطينيين في إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.

لقطة من الفيديو المتداول للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعناصر بجيش بلاده
لقطة من الفيديو المتداول للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعناصر بجيش بلاده (youtube)

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، فيديو ادعى ناشروه أنه لـ"زيارة حديثة" قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي "إلى معبر رفح".

وجاء في التعليقات المرافقة: "السيسي يزور الحدود المصرية"، في إشارة إلى أن الزيارة أتت تزامناً مع "خروج تظاهرات عند رفح لرفض مقترح نقل الفلسطينيين لمصر والأردن".

ويأتي انتشار هذا الفيديو، الذي حصد مئات المشاركات على فيسبوك، بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الداعية إلى إعادة توطين الغزيين في دول أخرى، مثل مصر والأردن.

وقال الرئيس المصري، الأسبوع الماضي، إن "ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه". وحذّر مراراً من أن مثل هذه الخطوة "خط أحمر من شأنها أن تهدد الأمن القومي المصري".

حقيقة الفيديو


إلا أن الفيديو المتداول لـ"الزيارة" المزعومة للسيسي إلى معبر رفح، قديم ولا علاقة له بكل هذا، وفق وكالة فرانس برس.

فالتفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث، يرشد إلى نسخة أطول منشورة في صفحة الرئاسة المصرية على موقع يوتيوب، في الأول من أبريل 2023.

ويصوّر الفيديو موكباً كبيراً من السيارات قبل أن يظهر الرئيس المصري برفقة من يبدو أنهم جنود.

وآنذاك، تفقد الرئيس المصري عناصر القوات المصرية المسلحة في شرق قناة السويس، وذلك "بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان (حرب السادس من أكتوبر)".