عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد كان سببا في اشتعال الثورة السورية
عاطف نجيب هو أهمّ شخصية يتمّ توقيفها منذ الإطاحة بالأسد

انتشرت صورة ادعى ناشروها أنها للعميد عاطف نجيب، رئيس فرع الأمن السياسي التابع للنظام المخلوع لحظة القبض عليه من طرف الأمن العام، لكن بحثا من منصة للتأكد من صحة الأخبار أظهر أن ذلك غير صحيح.

وانتشرت صورة لما قيل إنها لـ "الدوس على عاطف نجيب" وهو راكع في قبضة عناصر الأمن العام السوري.

لكن هذه الصورة ليست لرئيس فرع الأمن السياسي التابع للنظام المخلوع، إذ أظهرت نتائج البحث أنها منشورة على مواقع التواصل قبل يومين من الإعلان الرسمي عن اعتقال عاطف نجيب، وفق منصة "تأكد". وهو مصدر موثوق لتقصي صحة الأخبار.

 ونقلت المنصة عن مصدر موثوق أن الصورة تظهر شخصًا يُدعى "حسان.ع"، الذي ينحدر من مدينة تدمر، وتم توقيفه من قبل الأمن العام مع مجموعة من المطلوبين الآخرين بتاريخ 29 يناير الجاري، تمهيدًا لمحاكمته بتهمة ارتكاب انتهاكات بحق أهالي المدينة.

والجمعة، أعلنت قوات الأمن السورية توقيف نجيب، قريب الرئيس المخلوع بشار الأسد والذي تولى سابقا رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة درعا (جنوب) حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات الشعبية عام 2011.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مدير مديرية الأمن العام في اللاذقية (غرب) مصطفى كنيفاتي قوله إنّه "في عملية نوعية، تمكّنت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية... من إلقاء القبض على العميد عاطف نجيب، والذي شغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا".

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّ نجيب، وهو ابن خالة الرئيس المخلوع ومدرج على لائحة العقوبات الأميركية، هو "أهمّ شخصية" يتمّ توقيفها منذ الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر إثر هجوم لفصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام.

الفيديو من متحف مصري
الفيديو من متحف مصري
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو قال ناشروه إنّه يظهر جنودا مصريين في حالة تأهّب في أنفاق تحت الأرض استعداداً لأي مواجهات، وذلك وسط توترات متزايدة بشأن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.
 
ويظهر الفيديو رجلاً بملابس عسكريّة يدخل نفقاً، وتبدو فيه كتابات بالعبريّة وعلمٌ مصريّ وضع فوق علمٍ إسرائيليّ.

وجاء في التعليق المرافق "حالة تأهب في إسرائيل بعد ظهور مقطع يظهر الجيش المصري في أنفاق تحت الأرض وفي حالة تأهب قتالي عالية".

حظي الفيديو بانتشارٍ واسع على مواقع التواصل الاجتماعيّ وسط توترات متزايدة بشأن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، الذي واجه معارضة شديدة من كلا البلدين.

ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المقترح بأنه "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، في حين قال العاهل الأردني الملك عبد الله إن بلاده تظل "ثابتة" في موقفها ضد التهجير القسري للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

ومن المقرر أن تستضيف مصر قمة للدول العربية في وقت لاحق من الشهر الجاري، وأعلنت هذا الأسبوع أنها ستقدم "رؤية شاملة" لإعادة إعمار غزة بطريقة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

إلا أنّ المقطع المتداول لا يظهر استعدادات عسكريّة مصريّة.

يظهر البحث عن لقطات من الفيديو أنّه نشر أولاً على صفحة في موقع إنستغرام بتاريخ 30 يناير 2025.

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 14 شباط/فبراير 2025 عن موقع إنستغرام

ويعرّف صاحب الصفحة عن نفسه بأنّه ضابط في الجيش المصريّ، وغالباً ما ينشر مقاطع تظهر آليات عسكريّة.

إلا أنّ ما يثير الشكّ في أن يكون المقطع مصوّراً في منشأة عسكريّة قيد الاستخدام وجود كتابات ولافتات بالعبريّة وهاتفٌ قديم وخوذة عليها نجمة داوود.

إثر ذلك، أرشد التعمّق بالبحث إلى أنّ الفيديو مصوّر في متحف "عيون موسى" العسكري في جنوب سيناء.


وكان هذا الموقع، الذي يضمّ أنفاقاً محصّنة ومركز قيادة، تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي قبل أن يستعيده الجيش المصري خلال حرب أكتوبر عام 1973، وهو اليوم مزارٌ سياحيّ ومتحف.

وتتطابق لقطات من الفيديو المتداول مع تقارير مصوّرة عدّة بثّتها وسال إعلام مصريّة حول هذا المتحف، ومقاطع فيديو وصور نشرها زوّاره عبر خدمة خرائط غوغل.

 
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 14 شباط/فبراير 2025 عن موقع فيسبوك