الفيديو المتداول على أنه رد من ولي العهد السعودي على تصريحات ترامب مركّب
الفيديو المتداول على أنه رد من ولي العهد السعودي على تصريحات ترامب مركّب

بعد أيام على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى دول أخرى، في مقدمها مصر والأردن وتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن إقامة دولة للشعب الفلسطيني في السعودية، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موجها "رسالة تهديد إلى ترامب".

يظهر الفيديو الأمير محمد بن سلمان خلال ما يبدو أنه مؤتمر صحافي وجاء في التعليق المرافق له "محمد بن سلمان يهدد ترامب".

حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات من صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بعد تأكيد السعودية ودول عربية عدة في التاسع من فبراير "الرفض القاطع" لتصريحات نتانياهو بشأن نقل الشعب الفلسطيني من غزة وإقامة دولة له في المملكة الخليجية.

وجاءت هذه التصريحات التي اعتبرها الإعلام الإسرائيلي مجرد "مزحة" بعد يومين من اقتراح ترامب إعادة تطوير قطاع غزة ونقل أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون فيه إلى دول أخرى، في مقدمها مصر والأردن.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان "تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".

أصل الفيديو

إلا أن الفيديو المتداول على أنه رد من ولي العهد السعود على هذه التصريحات مركّب، وفقا لفرانس برس.

فقد أشار عدد من المستخدمين في خانة التعليقات إلى أن الصوت مركّب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي فيما أشار البعض إلى أن محتوى الفيديو ساخر وفكاهيّ.

إثر ذلك، أرشد البحث عن لقطات من الفيديو إلى النسخة الأصلية منه منشورة في سبتمبر من العام 2024، أي قبل تصريحات ترامب ونتانياهو حول مخطط نقل سكّان غزة.

وكان ولي العهد السعودي يتحدث آنذاك خلال افتتاح دورة جديدة لمجلس الشورى السعودي، ولم يأت على ذكر ما قيل في المقطع المتداول، ما يشير إلى أنه مركب.

ويمكن مشاهدة الخطاب كاملاً في حساب قناة الإخبارية السعودية على موقع يوتيوب. 

ما مصدر الفيديو المركّب؟

يحمل الفيديو المتداول علامة ترشد إلى حسابٍ في موقع "أكس" يحمل اسم "الشريف" يعرّف عن نفسه أنه حسابٌ ساخر.

ويتضمن هذا الحساب مقاطع عدة مولدة بالذكاء الاصطناعي لتصريحات لزعماء عرب، سبق أن انتشر بعضها على أنها حقيقية.

وتتيح هذه التقنيات تعديل مقاطع فيديو لأي شخصية وخلق تعليقٍ بصوتها يتضمن الكلمات التي يختارها المستخدم.

 

مقاطع الفيديو المتداولة أظهرت تظاهرات حاشدة - رويترز
مقاطع الفيديو المتداولة أظهرت تظاهرات حاشدة - رويترز

تداول مستخدمون على مواقع التواصل مؤخرا مقطاع فيديو قالوا إنها ترصد مظاهرات لاحتجاجات غاضبة خرجت في تركيا، اعتراضا على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول.

إلا أن تلك المقاطع لا علاقة لها بتركيا، وإنما تعود إلى وسط العاصمة الصربية بلغراد، حيث نظمت مظاهرات حاشدة قبل أيام، احتجاجا على الفساد والأوضاع المعيشية.

وصعد آلاف الأتراك احتجاجاتهم يوم 20 مارس على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو باعتباره تراجعا عن الديمقراطية، وذلك رغم وجود حظر على التجمعات، ونشر الشرطة حواجز في عدة مناطق وعشرات الاعتقالات بشأن منشورات على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال وصف لمنشور شارك الفيديو على موقع فيسبوك "مظاهرات تركيا ضد إردوغان..".

ونشرت مقطع الفيديو المتداول عدد من المنافذ الإعلامية.

غير أن الفيديو يعرض جانبا من المظاهرات الحاشدة التي خرجت وسط بلغراد في 15 مارس.

وانضم للاحتجاجات ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أكثر من مئة ألف شخص هذا اليوم.

وشهدت صربيا شهورا من المظاهرات المناهضة للحكومة، بعدما لقي 15 شخصا حتفهم إثر سقوط سقف في محطة قطار مما أجج اتهامات بتفشي الفساد والإهمال.

ونشرت رويترز صورا ومقطع فيديو التقط بطائرة مسيرة يعرض نفس المشاهد في الفيديو على الإنترنت، تتطابق فيه المباني والحشود.

وحددت رويترز موقع الفيديو بأنه في وسط العاصمة بلغراد، إذ يتطابق تصميم المباني وشكل المكان ككل الذي يظهر في الفيديو مع صور خرائط غوغل.