حقيقة الفيديو كشفها بحث معمق
حقيقة الفيديو كشفها بحث معمق

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر أقبية لم يُكشف عنها من قبل في سجن صيدنايا سيّء السُمعة الواقع قرب دمشق، الذي خرج منه آلاف المعتقلين ليلة سقوط حُكم عائلة الأسد في سوريا.

لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالفيديو يصوّر في الحقيقة مقرّاً عسكرياً محصّناً تحت الأرض في بريطانيا، يعود لزمن الحرب العالمية الثانية.

ويظهر في الفيديو سلالم تؤدي إلى ما يبدو أنها أنفاق وأقبية تحت الأرض.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو مصوّر في سجن صيدنايا، الذي أثارت المشاهد الواردة منه إثر سقوط بشّار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، صدمة واسعة.

لقطة للمنشورات المتداولة

وكان سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا، مخصصاً أساساً للسجناء السياسيين. وشهد عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسرياً، وفق شهادات منظمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم.

وقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري" نظراً لحجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.

وبعيد دخول دمشق عقب هجوم مباغت أسقط حُكم الأسد، سارعت الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الى فتح أبواب السجون وبينها صيدنايا. وأعلنت إخراج الآلاف من الزنزانات في مناطق سورية عدة. وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينات.

ومن ذلك الحين، تنتشر على مواقع التواصل صور ومشاهد يُقال إنّها من السجن، من بينها منشورات غير صحيحة أو تنطوي على مبالغات كبيرة بهدف جذب التفاعلات.

شائعات عدة ارتبطت بسجن صيدنايا في سوريا

حقيقة الفيديو

وينتشر فيديو مصحوبا بعناوين مثل "سجن صيدنايا الحقيقي" بيد أنه لا علاقة له بسجن صيدنايا المروّع.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه على محرّكات البحث يُرشد إلى الفيديو نفسه وإلى فيديوهات مشابهة منشورة قبل سنوات على منصّات تُعنى باستكشاف الأماكن الغريبة أو المهجورة، وفق "فرانس برس".

وتُصوّر هذه المقاطع، وفقاً لناشريها، مركزاً عسكرياً محصّناً تحت الأرض يعود لزمن الحرب العالمية الثانية، في منطقة دوفر شرق إنكلترا، وتحديداً قرب منارة ساوث فورلاند.

ويمكن العثور على صور لهذا المقرّ العسكريّ على موقع خرائط غوغل.

وسبق أن ظهرت ادّعاءات مضلّلة كثيرة عن سجن صيدنايا، منها ما ينطوي على مبالغات، ومنها في المقابل ما ينطوي على إنكار لما جرى فيه.

 

 

اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)
اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)

انتشر مؤخرا مقطع فيديو يظهر جثث ضحايا، معظمهم من الأطفال، وربطت بعض المنشورات بين هذا الفيديو وأحداث منطقة الساحل السوري التي وقعت في أوائل مارس الجاري.

غير أن الفيديو لا صلة له بأحداث الساحل، وفق رويترز التي أوضحت أن يوثق قصفا للنظام السوري للغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية في أغسطس 2013.

الفيديو قديم يعود إلى 2013 ولا علاقة له بأحداث الساحل

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، والمتخصص في المصادر المفتوحة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مضر الأفندي، أن الفيديو قديم ولا يمت بأي صلة لأحداث منطقة الساحل السوري، حيث يظهر قصف الغوطة بالأسلحة الكيميائية.

كما أشار عبد الرحمن إلى أن المرصد لم يوثق مقتل هذا العدد من الأطفال العلويين في أحداث العنف الأخيرة في الساحل.

كيف يمكن إنهاء العنف في سوريا؟.. لجنة التحقيق الدولية تجيب
حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

وكانت سوريا قد شهدت في الفترة الأخيرة موجة عنف دامية، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وهروب مئات آخرين إلى لبنان.