منشورات مضللة تزعم اغتيال علماء سوريين. أرشيفية
منشورات مضللة تزعم اغتيال علماء سوريين. أرشيفية

تتداول منشورات وتقارير اغتيال عالمة ذرة سورية مزعومة اسمها "زهرة الحمصية" وذلك ضمن سلسلة منشورات غير صحيحة عن اغتيال علماء سوريين في الأيام التي تلت سقوط حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي.

يضم المنشور صورة لسيدة قيل في التعليق المرافق إنها للعالمة السورية "في مجال الذرة زهرة الحمصية التي اغتيلت في منزلها في العاصمة السورية دمشق".

وتم تداول هذه المنشورات على نطاق واسع في ظل حالة عدم الاستقرار بعد الأحداث العنيفة التي شهدتها سوريا في منطقة الساحل على خلفية توترات بدأت في السادس من مارس وانتهت بأعمال عنف واسعة النطاق.

ولكن بعد التحقق من المنشورات، تبين أنه لا توجد عالمة بهذا الاسم ولم تسجل جريمة من هذا النوع.

والصورة المرفقة بالمنشورات الجديدة، أظهر التفتيش عنها على محركات البحث أنها تعود في الحقيقة لناشطة جزائرية اسمها أميرة بوراوي كانت ممنوعة من السفر إلى فرنسا.

وفي العام 2023 أدت قضية هذه الناشطة إلى توتر العلاقات الثنائية الفرنسية الجزائرية.

فقد استدعت الجزائر سفيرها في فرنسا للتشاور بعد هروب الناشطة في الحراك من أجل الديمقراطية من الجزائر عبر تونس.

ونددت الجزائر يومها بـ "عملية إخراج غير قانونية" بمساعدة موظفين دبلوماسيين وأمنيين فرنسيين.

وتمت تسوية الخلاف بعد شهر من خلال مكالمة هاتفية بين الرئيسين الفرنسي والجزائري اللذين يظهران في العلن علامات صداقة متكررة.

اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)
اللاذقية من بين مناطق الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف (رويترز)

انتشر مؤخرا مقطع فيديو يظهر جثث ضحايا، معظمهم من الأطفال، وربطت بعض المنشورات بين هذا الفيديو وأحداث منطقة الساحل السوري التي وقعت في أوائل مارس الجاري.

غير أن الفيديو لا صلة له بأحداث الساحل، وفق رويترز التي أوضحت أن يوثق قصفا للنظام السوري للغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية في أغسطس 2013.

الفيديو قديم يعود إلى 2013 ولا علاقة له بأحداث الساحل

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، والمتخصص في المصادر المفتوحة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مضر الأفندي، أن الفيديو قديم ولا يمت بأي صلة لأحداث منطقة الساحل السوري، حيث يظهر قصف الغوطة بالأسلحة الكيميائية.

كما أشار عبد الرحمن إلى أن المرصد لم يوثق مقتل هذا العدد من الأطفال العلويين في أحداث العنف الأخيرة في الساحل.

سوريا تعاني من أزمات عدة من بينها انتشار السلاح
كيف يمكن إنهاء العنف في سوريا؟.. لجنة التحقيق الدولية تجيب
حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

وكانت سوريا قد شهدت في الفترة الأخيرة موجة عنف دامية، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وهروب مئات آخرين إلى لبنان.