لأول مرة في تاريخ السينما، سيكون بإمكان عشاق الفن السابع أن يتوجهوا لصالات العرض لمشاهدة فيلم يجسد شخصية النبي محمد.
وسيعرض الفيلم في إيران الأسبوع المقبل، وفي كندا كذلك في افتتاح مهرجان مونتريال السينمائي.
وأخرج هذا الفيلم الإيراني مجيد مجيدي، وبلغت كلفته حوالي 50 مليون دولار، بينما استغرقت فترة التحضير والتصوير ثماني سنوات.
ويثير هذا الفيلم جدلا كبيرا بسبب تجسيده المباشر لشخصية النبي محمد، لكن مخرج الفيلم يؤكد أن وجه النبي لا يظهر، في حين تظهر بقية جسده وتظهر مشاهد الفيلم حركاته بشكل واضح.
وحتى قبل عرضه، أفتت "الهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته" بحرمة تجسيد شخص النبي محمد.
وقالت الهيئة إن تشخيص الأنبياء بشكل عام "غير جائز في الإسلام". وأضافت في بيان لها أن "الهيئات والمجامع الإسلامية في أقطار العالم، أجمعت على تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل".
وتعارض الهيئة ومقرها السعودية تجسيد صحابة النبي محمد وتعتبر ذلك "مخالفةً صريحةً وعدم مبالاة بما أفتى به جمهور علماء المسلمين من منع ذلك وتحريمه، حيث صدرت الفتوى من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية".
تريثوا قبل الحكم
ودعا الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي إلى الانتظار حتى عرض الفيلم ثم الحكم عليه.
وذكر الشناوي بأن الأزهر سبق أن منع عام 1926 السينما المصرية من إخراج فيلم يجسد شخصية النبي محمد.
وانتقد مخرج الفيلم مجيد مجيدي "الأحكام المسبقة" على فيلمه من قبل بعض الهيئات الإسلامية.
وقال إن فيلمه يهدف إلى ايجاد "توافق عالمي" حول شخصية النبي.
وشرح أنه هدفه من إخراج هذا الفيلم هو إعطاء نبذة عن حياة هذه الشخصية الدينية والتعريف بها.
وأكد أن النبي سيجسد في فيلمه "باعتباره رمزاً للأخلاق والقيم الروحية الحميدة".
نبذة عن الفيلم
يتكون هذا العمل السينمائي من ثلاثة أجزاء. يجسد الجزء الأول طفولة النبي محمد حتى حوالي الـ 12 من العمر.
وتدور أحداث الجزء الثاني حول حياة النبي حتى تاريخ البعثة أي بلوغ النبي سن الـ40.
أما الجزء الأخير فيلخص حياة النبي حتى رحليه في سن 63 والأحداث التي طبعت هجرته من مكة إلى المدينة.
وتصل مدة الفيلم قرابة ثلاث ساعات. ويجسد أيضا شخصيات قريبة من النبي محمد كعمه أبي طالب وبعض صحابته.
إيران تعرض فيلم (محمد رسول الله).
إخراج مجيد مجيدي.
بـ 50 مليون $.
177 دقيقة. pic.twitter.com/Lw3NYPLNpT
— maitham.alharbi (@maitham_morad) August 20, 2015
وصورت مشاهد الفيلم في مدينتي كرمان ونور الإيرانيتين، ويقول القائمون عليه إنه أشرك سينمائيين عالميين في الإعداد للخروج بعمل جيد.
وكان الفيلم موضوع جدل على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
المغرد نواف الغويري رفض الفيلم، معتبرا أنه سيخضع لمنطق الحبكة الدرامية وهو ما يؤثر على المصداقية التاريخية لسيرة النبي محمد.
#إيران_تسيئ_للنبي_محمد
الحبكة الدرامية
تفرض ادخال بالمسلسل التاريخي
ما ليس في التاريخ لربط أحداث المسلسل
وفي هذا تحريف للتاريخ وهذا مشاهد...
— نواف الغويري (@nawaf_7575) August 19, 2015
أما المعلق الإيراني آراش كرامي فانتقد الاعتراض على الفيلم قبل مشاهدته.
Some are upset about a movie on Prophet Mohammad which they haven%27t seen. Like criticzing a tweet b4 reading article. http://t.co/G8ht3mgRg9
— Arash Karami (@thekarami) March 25, 2015