صورة نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لاختبار منظومة أرو 3
صورة نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لاختبار منظومة أرو 3

قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأحد إن منظومة أرو-3 الدفاعية الجوية المدعومة من الولايات المتحدة اجتازت اختبارا بالذخيرة الحية في ولاية ألاسكا الأميركية.

والمنظومة مصممة لتكون حصنا في مواجهة الصواريخ الباليستية التي قد تُطلق من إيران وسوريا.

​​وشارك في تصنيع المنظومة شركة بوينغ الأميركية، وتوصف بأنها قادرة على تدمير الصواريخ في الفضاء على ارتفاع يضمن تدمير أي رأس حربي غير تقليدي.

وأعلن رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد عن أن الاختبارات كانت سرية وأجريت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، مشيرا إلى أنها كانت ناجحة "بشكل يتخطى أي خيال"، بحسب تعبيره.

وأضاف أن المنظومة اعترضت بنجاح صواريخ بالستية خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية "بعلو وسرعة لم نعرفهما حتى الآن".

​​ويهدف صاروخ أرو 3 إلى اعتراض الصواريخ البالتسية طويلة المدى في ارتفاع أكبر بكثير من صاروخ أرو 2 الموجود في الخدمة بالقوات الجوية الإسرائيلية، حيث تقول التقارير أنه يرتفع إلى 2400 كيلو متر، وأسرع وأخف وأصغر من سابقه أرو 2.

وبحسب رئيس الوكالة الإسرائيلية للفضاء فإن أرو 3 مُعد لاعتراض صواريخ متطورة في الفضاء، حيث أنه مجهز لاختراق الغلاف الجوي وذلك لتقليل أضرار بقايا الصواريخ المعترضة أثناء سقوطها، وتقليل الخطورة إذا كان الصاروخ البالستي محملا بمواد كيماوية أو بيولوجية.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لاختبار منظومة أرو 3

​​وبمقدور منظومة أرو 3 إطلاق صاروخين على الهدف الواحد، ويمكن لبطارية المنظومة استهداف خمسة صواريخ بالستية خلال 30 ثانية، ويمكن إطلاقه في منطقة فضاء قبل معرفة مساره ثم تحديد هدفه أثناء طيرانه.  

وبدأت الاختبارات المبدئية على منظومة أرو 3 في 2011 واجتاز أول اختبار اعتراض كامل فوق البحر الأبيض المتوسط في 2015 وبدأ تشغيله في بداية 2017.

وفي سبتمبر 2016 رصدت خمسة مليارات دولار لدعم المنظومة حتى 2028.

وتنفصل رؤوس أرو 3 الحربية وتتحول إلى مقذوفات مدمّرة تتعقب الصواريخ المستهدفة وتصيبها.

​​وقال نتنياهو في كلمة متلفزة الأحد بمناسبة انتهاء التجارب على المنظومة إن إسرائيل تمتلك اليوم القدرة على العمل ضد صواريخ بالستية تطلق علينا من إيران ومن أي مكان آخر".

واختبرت إيران الأربعاء الماضي صاروخا متوسط المدى حلق لمسافة 1100 كيلومتر، بحسب مسؤول أميركي لصحيفية نيويورك تايمز.

وقال المسئول إن الصاروخ يحمل اسم "شهاب 3" وأطلق من الساحل الجنوبي لإيران وسقط شرق طهران.

​​​​​وبحسب موقع ديفينس نيوز فإن منظومة أرو 3 تعتبرها إسرائيل خط الدفاع الأول ضد الصواريخ الباليستية المتطورة من طراز شهاب الإيرانية.

صورة للسجين السياسي والناشط العمالي الإيراني محمد داوري- وسائل إعلام إيرانية
صورة للسجين السياسي والناشط العمالي الإيراني محمد داوري- وسائل إعلام إيرانية

"ما شهدته خلال عملي الحقوقي مع السجناء في إيران، يشبه سجون الحجاج بن يوسف"، قال السجين السياسي والناشط العمّالي محمد داروي عبر رسالة مسجلة من أحد زنازين سجن "عادل آباد".

يقع السجن في مدينة شيراز جنوبي إيران، وهناك كما روى داوري "زنزانة تحت الأرض مكونة من 6 غرف تُعرف باسم القبو، ومرفق تعذيب سيء السمعة يُدعى (عنبر الإرشاد)"، كلاهما تم إخفاؤه عن المفتشين والزوار.

يوجه داوري (30 عاماً) رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يذكر فيها صنوف التعذيب التي تعرض لها، والتهديد بالاغتصاب.

كما انتقد السجين عدم الحصول على العلاج المناسب وعدم الاهتمام بالأوضاع الإنسانية للسجناء في هذا السجن.

نُشرت الرسالة الصوتية السبت على حسابه في إنستغرام، وتداولها نشطاء ومنصات إعلامية إيرانية.

بعد ذلك، تم نقل داروي إلى وجهة غير معلومة، بحسب ما ذكرت وكالة "هرانا" الحقوقية، الأحد.

 

"أنت سبب معاناتي"

سجن داوري مرات عدة وحاليا يقضي عقوبة بالسجن لمدة 3 سنوات منذ مايو 2024، بتهمة "إهانة خامنئي".

وقال في رسالته "أنا في السجن بسبب إهانتكم (خامنئي)، لذلك أحملكم مسؤولية كل المعاناة والمصاعب التي عانيت منها أنا وأسرتي خلال هذه الفترة".

وفي 23 ديسمبر الماضي، تم نقله لمركز التوقيف المعروف بـ"البلوك 100"، عبر إجباره على الصعود إلى سيارة، دون إعلامه بالوجهة أو توضيح السبب".

وخلال المسافة، تحولت السيارة لمركز تعذيب متنقل، وفق تعبير داوري، قال "تم تقييد يدي من الخلف وتكبيل قدمي بشدة لدرجة أن أطرافي أصيبت بالخدر والكدمات، ولا تزال آثارها واضحة بعد أكثر من 50 يوماً على ذلك. وتعرضت للضرب المتواصل".

حدث ذلك بعد أقل من شهر على وفاة والده.

أين حقوق الإنسان؟

في رسالته يُذكّر داوري المرشد الأعلى بتصريحات له عن "حقوق الإنسان" و"الأمن النفسي" التي لا معنى لها أو صدى داخل السجون.

"كنتَ تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات ضد من يهددون الأمن النفسي للمجتمع، لكن قبل أن يمضي شهر على وفاة والدي، اختُطفت، تاركا عائلتي المفجوعة في قلق وعدم يقين. مرضت والدتي، وأصيبت شقيقتي بصدمة نفسية شديدة، وتعرضت للضرب العنيف لدرجة أن ضلوعي وصدري تعرضا للكدمات، ونزف أنفي، وأصيبت ساقاي بجروح، وتحطمت نظارتي"، قال داوري.

وتابع "لقد أهانوني وأذلوني، وهددوني بالاعتداء الجنسي باستخدام زجاجة صودا. لماذا؟ كانت المعاناة التي تعرضت لها شديدة لدرجة أنني لم أتمكن من تناول الطعام لعدة أيام. لا أتكلم عن ألمي الشخصي، لكن من يستطيع أن يفهم العذاب الذي تحملته عائلتي"؟

صورة للسجين السياسي والناشط العمالي الإيراني محمد داوري- وسائل إعلام إيرانية

ووجه سؤالا لخامنئي: "من هم المخالفون للأمن النفسي للمجتمع؟" مستعرضاً أبرز تجليات الأزمة الاقتصادية في إيران، حيث تعاني أشد آثارها الطبقة العاملة وجزء كبير من الطبقى الوسطى، وحيث لم يعد هناك أي "أمن نفسي".

بخصوص حقوق الإنسان، كان خامنئي وجّه القضاة لاحترام حقوق الإنسان الإسلامية والالتزام بها، لكن هذه الحقوق ،وفق داوري تمر "بوضع كارثي" أكثر من أي مكان.

وشبّهها بالفزاعة المهترئة التي لا تخيف حتى أضعف الطيور.

وقال السجين السياسي عبر رسالته المسجلة، إن المسؤولين عن استمرار الانتهاكات الحقوقية في السجون، يقومون بالوقت ذاته بمهاجمة إسرائيل، "للتغطية على اضطهادهم".

لكنّ أي شيء قد تفعله الجمهورية الإسلامية لتزيين صورتها في الخارج والظهور بمظهر القوي لا يمكنه إخفاء الضعف الداخلي. 

وكانت محامية داوري، فرشته تابانيان، أعلنت في يناير الماضي تعرض موكلها للتعذيب في مركز احتجاز إدارة المعلومات في شيراز، وقالت إن الطب الشرعي أكد وجود كدمات وجروح على الضلوع والصدر والساقين.

وعن هذا قال داوري إن القضاة لم يفعلوا أي شيء إزاء تقرير الطب الشرعي، بل على العكس "أسقطوا القضية وبرأوا الجلاد".

لذلك: "كيف يمكن للمرء أن يأمل في مثل هذا القضاء؟" تساءل داوري.

تهديد والده قبل وفاته 

في رسالته أيضاً، ذكر محمد داورني أنه تعرض للتعذيب خلال احتجازه عام 2018، آنذاك كان عمره 23 عاماً. 

وقال "اعتُقلت على يد ضباط الاستخبارات، وتعرضت للتعذيب ليلة كاملة. حيث تم تقييدي في وضعية أبولو، وجَلدي بالأسلاك على قدميّ، ثم تعليقي على الحائط حتى أعترف بتهمهم الملفقة".

وأشار داوري لمفارقة تُظهر أن طريقة التعذيب التي تعرض إليها هي نفسها التي تعرض لها زوار متحف "عبرت" الذي كان بالأساس سجناً في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، حيث عُذب معارضوه على يد قوات "السافاك".

وأكد داوري تعرض والده للتهديد على يد المخابرات في مدينة ياسوج: "استدعوا والدي المريض ليلا، وقالوا له إما أن يوافق ابنك على شروطنا أو نشنقه، وفي وقت آخر سنقتله بصبّ السم في كأسه".

وكان ردّ والده المريض بالسرطان ""أين غرفة الإعدام؟ حتى لو شنقته أمام عيني فلن أسمح لابني بالخضوع لمثل هذا الإذلال واللعب بشرفه وشرف عائلته".

توفي والده بعد ذلك، ولم يتمكن داوري من توديعه لمثواه الأخير.

تهمة "إهانة خامنئي" كلفت داوري 3 سنوات سجن، ثم عامين من منعه مغادرة البلاد عبر إلغاء جواز سفره، وعامين يُحرم فيهما من الخدمات الاجتماعية، مثلهما من استخدام مواقع التواصل.