كميل أحمدي وزوجته
كميل أحمدي وزوجته

قالت زوجة أكاديمي بريطاني من أصل إيراني، إن السلطات الإيرانية اعتقلته من منزل الأسرة في طهران الأحد من دون إبلاغه بالسبب أو التهم الموجهة إليه. 

وكان كميل أحمدي، وهو باحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، قد أجرى أبحاثا حول تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أو ما يسمى ختان الإناث وكذلك تزويج الصغيرات في إيران، ضمن عدد من القضايا.

وتعرّف مواقع إلكترونية مهنية مرتبطة بأحمدي، عنه بأنه "بريطاني إيراني متحدر من كردستان"، فيما تشير صفحته على موقع لينكد إن، إلى أنه درس في عدد من الجامعات البريطانية بما فيها مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.  

وقال متحدث باسم شبكة كردستان لحقوق الإنسان، والتي كانت أول من أعلن اعتقاله، إن أحمدي أقام في إيران لعدة سنوات. ولم يؤكد المسؤولون في البلدين اعتقال الباحث.

ويضاف أحمدي إلى عدد من الإيرانيين المزدوجي الجنسية الذين اعتقلوا في إيران وبينهم نزانين زغاري راتكليف المحتجزة منذ عام 2016 والمتهمة بالتجسس.

ونصحت الخارجية البريطانية بداية العام الجاري، جميع المواطنين المزدوجي الجنسية بعدم السفر إلى إيران بسبب احتمال تعرضهم للاعتقال التعسفي.

الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)
الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)

قتل أكثر من 63 عتالا إيرانيا، وأصيب 284 آخرين خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي، أثناء نقلهم البضائع في المناطق الحدودية والطرق الجبلية بين كردستان إيران وإقليم كردستان العراق.

والعتّال أو "الكولبار" باللغة الكردية والفارسية، يقوم عادة بنقل بضائع من الجانب الإيراني لبيعها في الجانب العراقي، والعكس، في رحلة تدوم 12 ساعة من جانب إلى آخر.

وقالت منظمة "هانا" لحقوق الإنسان (منظمة كردية إيرانية) في تقرير لها خصت به موقع "الحرة" أن غالبية القتلى والجرحى من العتالين سقطوا إثر تعرضهم لنيران مباشرة من قبل الجيش وحرس الحدود الإيراني، بينما كانت الانهيارات الثلجية والتجمد وانفجار الألغام والسقوط من المرتفعات وحوادث السير، سببا لمقتل واصابة الآخرين منهم.

وكشفت المنظمة في إحصائية خاصة لـ"الحرة" أنه "بلغ إجمالي عدد القتلى من العتالين في عام 2024، 59 قتيلاً و271 جريحاً، ومن بين القتلى، لقي 41 شخصا مصرعهم بنيران مباشرة من قبل قوات الحكومة الإيرانية، بينما أصيب 216 شخصا بنيران مباشرة من قبل القوات الحكومية، و4 آخرين نتيجة انفجار ألغام أرضية، والبقية إثر حوادث طبيعية وحوادث طرق."

وبحسب احصائيات "هانا" قُتل 4 عتالين وجُرح 13 آخرين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام الحالي 2025، اثنان من القتلى سقطا بنيران مباشرة من قبل القوات الإيرانية، بينما قتل الاثنان الآخران بسبب البرد والانهيارات الأرضية، مشيرة إلى أن جميع الجرحى أصيبوا بنيران القوات الإيرانية.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير، لها نشرته في يوليو الماضي، أن "قوات الأمن الإيرانية تقتل أكراداً ينقلون البضائع عبر الحدود".

واتهمت المنظمة في تقريرها السلطات الإيرانية بـ"استخدام القوة المفرطة والقاتلة ضد أشخاص غالبيتهم أكراد يعبرون الحدود من العراق ومعهم بضائع لإعادة بيعها."

واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر في كردستان إيران تعود لقمع السلطات الإيرانية وتهميشها المجتمعات الكردية منذ فترة طويلة.

وفي الوقت ذاته، حثّت المنظمة السلطات الإيرانية على تطوير فرص اقتصادية مستدامة في المناطق الحدودية لتقليل الاعتماد على نقل البضائع عبر الحدود، حتى تتمكن هذه المجتمعات من تدبّر أمورها اقتصادياً.