بث التلفزيون الحكومي الإيراني خلال اليومين الماضيين انتقادات غير مسبوقة استهدفت رئيس القضاء السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الحالي صادق لاريجاني الحليف القوي للمرشد الإيراني علي خامنئي.
ونشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران مقاطع فيديو بثت في وقت سابق على وسائل إعلام رسمية وعلق بعضهم عليها بالقول: "عندما يهاجم التلفزيون الحكومي آية الله صادق لاريجاني فإن هذا له معنى واحد فقط: إن تاريخ صلاحية لاريجاني قد انتهى".
وأظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت بشكل لافت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقدمي برامج في تلفزيون حكومي يتحدثان عن تجربتهما الخاصة وكيفية إصدار مذكرة توقيف ضدهما بعد قيامهما بانتقاد لاريجاني في برنامج سابق.
In 2 days, a few different individuals have exposed Sadeq Larijani%27s corrupt actions during his tenure as the head of #Iran%27s judicial system on state TV. They%27ve discussed his unfair treatment of people with opposing views as well as financial corruption. https://t.co/JXEVLfQcr8
— Reza H. Akbari (@rezahakbari) August 15, 2019
وفي مقطع فيديو آخر تم اقتطاعه من برنامج يبث على التلفزيون الحكومي الإيراني، يكشف أحد رجال الدين أن إحدى المدارس الدينية الأكثر فخامة في إيران تخص صادق لاريجاني ورجل دين آخر يدعى ناطق نوري.
وفي مقطع فيديو ثالث، تم قصه أيضا من تسجيل برنامج تلفزيوني حكومي، يشرح أحد المشرعين كيف أثرت الرقابة المفروضة على الإبلاغ عن أنشطة لاريجاني سلبا على شفافية التقارير المتعلقة بالفساد المالي.
كما صرح عضو في البرلمان يدعى محمد علي فاكيلي للتلفزيون الإيراني الرسمي أن لاريجاني بصفته رئيس السلطة القضائية، كان يقوم بترهيب الإعلاميين المحافظين والإصلاحيين على السواء مما جعلهم يخافون الخوض في أنشطته المشبوهة خوفا من انتقام القضاء.
ويرى عبد الرزاق داري مستشار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد أن الهجمات المتكررة على لاريجاني من قبل التلفزيون الرسمي تشير إلى وجود "إرادة حديدية لمواجهة التهديدات التي يشكلها لاريجاني وجماعته ضد النظام".
ويرى محللون سياسيون إيرانيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الهجمات على لاريجاني لا يمكن أن تحدث إلا بموافقة المرشد الإيراني علي خامنئي، على اعتبار أن مدير التلفزيون الحكومي يعين مباشرة من قبله وكذلك هو مسخر للترويج لأفكاره وأجندته السياسية.
وقال الصحافي الإيراني مهراف خرازمي، في تغريدة إن الهجمات على لاريجاني هي حيلة دعائية لصالح رئيس القضاء الجديد إبراهيم رئيسي.
وقال آخرون إن الهجمات على لاريجاني هي جزء من خطة أكبر للإطاحة ببعض المتنافسين الطموحين على منصب المرشد الأعلى بعد وفاة خامنئي.
ويرى هؤلاء أن القضاء على شخصيات مثل لاريجاني سيضيق خيارات خلافة المرشد الأعلى ويمهد الطريق لمجتبى نجل خامنئي ليخلف والده.
وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع اعتقال أحد أبرز مساعدي لاريجاني ويدعى أكبر طبري بتهمة التورط في ملفات فساد ضخمة.
يشار إلى أن صادق لاريجاني هو واحد من خمسة أبناء لرجل الدين هاشم لاريجاني أحد أبرز المقربين من الخميني، وشغل أخوته الباقون مناصب رسمية في إيران من بينهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني.
المصدر: راديو فاردا