أصدرت محكمة استئناف في طهران الثلاثاء حكما بالسجن لمدة عشر سنوات بحق الموظفة الإيرانية في المركز الثقافي البريطاني آراس أميري، بتهمة التجسس، وفق ما أفاد به متحدث باسم السلطة القضائية.
وفي يوليو الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال الأكاديمية الإيرانية التي تحمل الجنسية الفرنسية، فاريبا عادلخاه، ويترقب متابعون اتهامها كذلك بالتخابر أو التجسس.
وتعتبر التهم بالتخابر والتجسس و"محاولة قلب نظام الحكم" من أبرز الأدوات التي تستخدمها إيران لابتزاز الدول عبر المواطنين مزدوجي الجنسية، وهم مواطنون يحملون الجنسية الإيرانية وجنسية غربية أخرى.
مزدوجو الجنسية، وحتى الأجانب، ولا سيما الأميركيين منهم، أصبحوا هدفا للحرس الثوري، ففي 2015 اعتقلت السلطات الإيرانية الخبير في العلاقات الدولية، سياماك نمازي الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والأميركية.
نمازي اتهم بالتجسس وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، فيما زج والده في السجن أيضا حين دخل إيران سعيا للإفراج عن ابنه.
19 من بين المعتقلين الـ30 يحملون جنسيات أوروبية، وهناك عدد من الإيرانيين الأميركيين الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية وترفض الإفراج عنهم.
بعدها وفي شهر أغسطس من سنة 2016، اعتقل الطالب الأميركي زيو وانغ بينما كان يجري أبحاثا حول سلالة "القاجار" الملكية، التي انتهى حكمها لإيران في أوائل القرن العشرين، واتهم بـ "التخابر مع دولة معادية".
لم تتوقف إيران عند هذا الحد، بل جعلت من اعتقال مزدوجي الجنسية طريقة لاستفزاز المجتمع الدولي الذي يعارض أغلبه سياساتها العدوانية تجاه شعبها، والمنطقة والعالم أجمع، وفقا لما يراه متابعون.
ففي سنة 2016، اعتقلت الصحافية البريطانية من أصل إيراني نازانين زغاري راتكليف بتهمة "المشاركة في مظاهرات معادية للنظام".
لكن سعيد مالكبور ، وهو إيراني يحمل إقامة دائمة في كندا، كان يقضي حكما بالسجن المؤبد في طهران، تمكّن من الفرار إلى كندا بعد منحه إذنا بالخروج المؤقت الشهر الفائت.
وتداول ناشطون فيديو للرجل برفقة شقيقته في مطار بكندا ساعة وصوله فرحا إلى البلد الذي استضافه ووفر له الأمان من النظام الإيراني.
ومالكبور منتج فيديوهات ومصور، اتهم بتصوير فيديوهات فاضحة ونشرها على الإنترنت، وهو ما نفاه المعني وعائلته جملة وتفصيلا.