فتاة إيرانية تخلع حجابها في مكان عام بوسط طهران
إيرانية تلوح بحجابها إثر خلعه فوق صندوق كهربائي في مكان عام وسط طهران | Source: Courtesy Image

بعد فشلها في وضع حد لمعارضة شعبية متزايدة لممارسات السلطات الخاصة بتطبيق الحجاب الإجباري، يرتقب أن تبدأ الشرطة الإيرانية الأسبوع المقبل خطة جديدة.

تحت اسم "مراقبة 2"، ستدخل الخطة الجديدة حيز التنفيذ في 1 سبتمبر، بحسب ما أعلنه نائب قائد الشرطة أيوب سليماني.

وبموجب الخطة، فإن السلطات ستنشر عناصرها في المواقع العامة بما فيها الأسواق والشواطئ، من أجل إعطاء "النساء اللائي يرتدين حجابا سيئا، إنذارا شفهيا".

وفي الأشهر القليلة الماضية، طبقت الشرطة خطة أخرى تحت مسمى "مراقبة 1"، لمواجهة النساء اللائي يتجاهلن قواعد اللباس والحجاب الصارمة، خلال ركوبهن سيارات.

 

وبموجب "مراقبة 1"، إذا شوهدت نساء بحجاب "غير محكم" داخل سيارات سواء كن يقدنها أو راكبات على متنها، ترسل الشرطة رسالة نصية إلى أصحاب السيارات تمهلهم 72 ساعة للتوجه إلى مقر شرطة الآداب حيث يلتزمون خطيا بأن "المخالفة" لن تتكرر أبدا.

أما إذا تجاهل أصحاب السيارات الالتزام الخطي، فإن السلطات تتحفظ على السيارة لأسبوع واحد. وفي حال تكرار "المخالفة" للمرة الثالثة، فإن الشرطة تصادر السيارة وتحيل صاحبها إلى القضاء.

سليماني، من جانبه، أعلن عن خطة ثالثة، هي مراقبة 3، والتي ستتم بموجبها مراقبة مصانع الألبسة الخاصة بالنساء وكذلك المحلات، لمنع إنتاج أو بيع ملابس "غير إسلامية".

وتعاني النساء في إيران منذ عام 1980، من الحجاب الإلزامي الذي فرض بعد الثورة الإسلامية التي أطاحت النظام الملكي الذي كان قائما.

ولقيت مقاومة تدخل السلطات في لباس المرأة، زخما في ديسمبر 2017، عندما قررت الكثيرات اعتلاء الصناديق التي تحوي أسلاكا كهربائية في الشوارع، لخلع حجابهن في الأماكن العامة ثم التلويح به، في تحد شجاع للقوانين الجائرة بحق من لا يرغبن تغطية رؤوسهن رغم العواقب التي شملت الضرب والاعتقال وحتى السجن لسنوات طويلة.

شباب حزب الله الإيراني
شباب حزب الله الإيراني

خاص بـ "موقع الحرة" / كريم مجدي

كانت حركة "حزب الله" الإيرانية لسنوات إحدى أكبر الجماعات الأصولية الضاغطة داخل البلاد، والتي عرف عنها التشدد الديني.

تشكلت الحركة أثناء الثورة الإسلامية في 1979، وتمكنت بعد إطاحة الشاه من مساعدة الخميني في إحكام قبضته على أركان الدولة، وتعتبر المساجد مقرات لأعضاء تلك الحركة التي تهابها الشرطة.

وتوجهت الحركة فيما بعد نحو المجتمع لتفرض رؤيتها المتشددة باستخدام العنف في بعض القضايا مثل "لبس الحجاب"، و"الاختلاط بين الجنسين"، و"شرب الخمر".

ورصد تقرير مطول لموقع "راديو فردا" الإيراني، اختلاف نمط حياة أعضاء حركة "حزب الله" من الشباب حاليا مقارنة بالأجيال السابقة، على مستوى الرفاهية والملبس والاهتمام بالعلامات التجارية والسفر خارج البلاد ومحاولة التميز عن بقية الشباب.

ودفع تغير نمط حياة هؤلاء الشباب إلى أن يصفهم بعض المتشددين بأنهم "نسخة جديدة من المسلمين"، والتي تشكلت في المقاهي والملاعب، لا في الحوزات الدينية والمساجد.

​​وقال علي أكبر رشاد، مدير المجلس الأعلى للحوزات الدينية في العاصمة طهران، إن أحد أكبر التهديدات التي تواجهها الحوزات العلمية، هو ظهور رجال دين يتشبهون بالغرب.

وأضاف رشاد "المُفُتون في بعض الدول يرتدون قمصانا ملونة ذات أكمام قصيرة وربطات عنق.. هذا يحدث لنا تدريجيا أيضا".

سفر وماركات وعمليات تجميل

وكان خامنئي قد طرح قضية تحول الشباب الإيراني في محاضرة بعنوان "نمط حياة الشباب الإيراني الإسلامي"، بهدف منع هذه التغيرات داخل المجتمع الإيراني.

وفي خطاب آخر انتقد خامنئي استهلاك البضائع الخارجية لأنها تفسد قيم الشباب، خاصة العلامات التجارية المشهورة، كما انتقد تزايد رحلات الشباب الإيراني إلى خارج البلاد، داعيا لترك هذه العادة.

وكان أحمد بابايي أحد شعراء حركة "حزب الله"، قد انتقد في حوار مع وكالة مهر، تبني شباب "حزب الله" نمط حياة يميل للبحث عن المتعة والإسراف.

​​ويمكن رصد التغيرات التي طرأت على الشباب الأصوليين بشكل عام من خلال الشبكات الاجتماعية التي نشرت فيها مؤخرا صور لعرض كوميدي دعت له منظمة طلاب البسيج بطهران.

ولاقت الفاعلية انتقادات من الرجال الدين الأصوليين الذين سخروا منها بوصفها "تجمع شباب الإسلام الوسطي".

وبحسب تقرير "راديو فردا"، فقد توجه العديد من شباب "حزب الله"، من الجنسين، لإجراء عمليات تجميل، ويعرف عن إيران انتعاش سوق العمليات التجميلية فيها.

وعلى خلاف الجيل القديم، اتجهت العديد من فتيات الحركة المتشددة إلى تغيير حجاب الشادور الأسود التقليدي، إلى آخر ملون وإلى تبني أنماط "الحجاب اللبناني".

فتيات من حركة حزب الله

 

​​وأشار تقرير "راديو فردا" إلى أن شباب "حزب الله"، اتجهوا بشكل كبير إلى الاهتمام بشراء آخر موديلات الهواتف المحمولة، إذ يرون أن نوع الهاتف يشير إلى مرتبتهم الاجتماعية.

وكانت تقارير إيرانية رصدت مؤخرا ظاهرة تدعى "آغازاده"، والتي تعني "أبناء الأغنياء" الذين ينشرون مظاهر الترف والبذخ على حساباتهم على الشبكات الاجتماعية.

ويتعرض أولاد مسؤولين إيرانيين كبار لانتقادات واسعة على الشبكات الاجتماعية، بسبب حياة البذخ التي ينعمون بها، أو لتخلي بعضهم عن التعاليم الدينية عقب خروجهم من البلاد.