فرضت الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على كيانات إيرانية متخصصة في الفضاء، الثلاثاء، من بينها وكالة الفضاء الإيرانية.
وشملت العقوبات بالإضافة إلى الوكالة، مركز إيران للأبحاث الفضائية ومركز أبحاث للملاحة الفضائية، وفقا لبيان من الخزانة نقلته وكالة رويترز.
أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الثلاثاء، أن هذه هي المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة وكالة الفضاء المدنية الإيرانية على لائحة العقوبات بسبب أنشطتها التي تعزز برنامج الصواريخ البالستية.
وشدد بومبيو على أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران باستخدام برنامج إطلاق الصواريخ إلى الفضاء كغطاء للمضي قدما في برامج الصواريخ البالستية.
وأوضح أن محاولة إيران إطلاق مركبة فضائية في 29 أغسطس تؤكد على حدة التهديد.
وأشار إلى أن هذه التصنيفات يجب أن تكون بمثابة تحذير للمجتمع العلمي الدولي بأن التعاون مع برنامج الفضاء الإيراني يمكن أن يسهم في تعزيز قدرة طهران على تطوير نظام توصيل الأسلحة النووية.
وتأتي العقوبات الجديدة بالتزامن مع ضغوطات مستمرة من واشنطن على طهران حول برنامجها النووي.
أثار حضور مساعدة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي لشؤون المرأة والأسرة، أنسية خزعلي، في تونس لإلقاء محاضرة في ندوة حول المرأة موجة غضب واسعة لدى التونسيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وشاركت خزعلي، الأحد، في ندوة بعنوان "مكانة المرأة في المجتمع الحديث؛ التجربة الإيرانية والتجربة التونسية" ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني الذي يختتم الأربعاء.
وواجه حضورها انتقادات واسعة لدى فئة عريضة من التونسيين على منصات التواصل الاجتماعي وكذلك سياسيين وحقوقيين، معتبرين أن مشاركتها فيها مسّ من حقوق المرأة التونسية ومكتسباتها.
وجاءت زيارة المسؤولية الإيرانية السابقة في سياق بحث تونس في عهد سعيد عن التقارب مع إيران طيلة العامين الماضية.
كما قررت تونس، في يونيو الماضي، إعفاء الإيرانيين من تأشيرة الدخول، في خطوة سبقتها زيارة من الرئيس قيس سعيد، هي الأولى إلى طهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 للمشاركة في تشييع الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
انتقادات واستياء
وأثارت الصور التي نشرها "قصر الزهراء"، وهو المكان الذي احتضن فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني بتونس العاصمة، على صفحته بفيسبوك، سيلا من الانتقادات.
جانب من الحضور الإيراني في ندوة حول المرأة في تونس
واعتبر الناشط محمد علي بوسنينة أن ما حدث يأتي في سياق "المؤتمرات والمؤامرات"، مشيرا إلى أن "واقع المرأة وموقعها في المجتمع في تونس يختلف عن سواه، أكان الأمر في السعودية السنية أو إيران الشيعية".
وقال بوسنينة في تدوينة نشرها بفيسبوك "ما نشهده هذه الأيام من تواتر وتسابق في تنظيم ندوات حول المرأة براعية ممثلي فرع تنظيم القرضاوي في تونس أو الوافدين عليها من بلاد الملالي ليس إلا مدخلا مبطنا لأعداء الحداثة في تونس وللمتشبعين بفكرة "العورة" للانقضاض على المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية و الموقع الرفيع الذي تحتله عن جدارة في المجتمع".
بدورها، اتهمت الروائية والباحثة آمنة الرميلي المسؤولة الإيرانية السابقة بمعاداة حقوق النساء، معربة عن استغرابها من "اختيار موضوع المرأة في أيّام ثقافيّة لدولة ثيوقراطيّة هي من أكثر دول العالم قمعا للنّساء".
وطالبت الرميلي في عريضة نشرتها على فيسبوك وقعها حقوقيون وسياسيون وناشطون بالمجتمع المدني في تونس بـ"عدم تمرير الدّعاية السّياسيّة تحت عنوان التّعاون الثّقافيّ بين الدّول".
وشدد الموقعون على هذه العريضة على رفضهم "استقبال تونس لدعاة انتهاك حقوق اﻹنسان وحقوق اﻹنسان للمرأة، مهما كان لونهم السّياسيّ أو المذهبيّ".
من جانبها، استنكرت الأستاذة الجامعية بمعهد الصحافة في تونس، سلوى الشرفي، حضور الإيرانيات في ندوة حول المرأة.
وتساءلت "ندوة الحضارة؟ حضارة الولي الفقيه ممثل الله على الأرض ونكاح الصغيرة؟ وقتل النساء تحت التعذيب؟ في تونس بالذات سيقضون أسبوعا يبشرون بالتخلف وثقافة الحروب التي جلعتهم في القاع رغم ثروتهم البترولية".
تهديد هوية
في السياق ذاته، عبرت عضوة البرلمان فاطمة المسدي عن "رفضها القاطع" توفير منبر حواري لـ"تقديم دروس في حقوق المرأة من الجانب الإيراني"، لافتة إلى أن هناك "بونا شاسعا" بين تونس وإيران في هذا المجال.
وقالت المسدي لموقع "الحرة" إن "تونس التي سنّت مجلة الأحوال الشخصية وعززت حقوق المرأة في البلاد لا يجب أن ترحّب بأناس لا يعترفون بهذه الحقوق ويحاولون تسريب أفكارهم إلى المجتمع التونسي في أسلوب يهدد هويته وثقافته">
وأضافت في هذا السياق "إيمانا منا بأهمية المعاملة بالمثل والند للند أنا مستعدة مع مجموعة من النساء التونسيات للقيام بمحاضرة في إيران للتعريف بحقوق المرأة التونسية واعتزازنا بمجلة الأحوال الشخصية".
وبخصوص التعاون بين تونس وإيران، أكدت المسدي أنه "لا ضير في ذلك إذا كان يشمل التعاون الاقتصادي وقضايا الأمن القومي، لكن الأمر مرفوض إذا تعلق بهوية المجتمع ومكاسب المرأة"، وفقها.
كما دعت المتحدثة وزارة الثقافة التونسية إلى "ضرورة الانتباه لمثل هذه المسائل وعدم ترك المجال أمام الراغبين في التأثير على التونسيين وتغيير نمطهم الاجتماعي".
رسالة إلى الرئيس
من جانب آخر، وجه محسن مرزوق، السياسي والمستشار السابق للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، رسالة مفتوحة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد يذكره فيها بـ"خلافات تونس مع مقومات النظام الإيراني الحالي"، خاصة أن دستور هذا البلد المغاربي "ينص على الدولة المدنية".
ودعا مرزوق في رسالته التي نشرها بفيسبوك، الاثنين، الرئيس سعيد لـ"النّأي بتونس وشعبها عن أتون الصراعات الدولية الرهيبة في المنطقة والعالم والتي تأخذ فيها إيران موقعا يخصّها وتبحث عن مصالح وأهداف لا ينبغي أن نكون في علاقة بها، ظاهرا أو باطنا. ولا ينفعنا أن نخلق الانطباع بالتنسيق معها، إذا لم يكن هذا الانطباع واقعا".
وتابع بالقول "لننظر حولنا حتى الدول الشقيقة الجارة الأقوى منّا ثروة وقوّة عسكرية، تناور وتبحث عن موقع مختلف في ظلّ متغيرات دولية سريعة. وكذلك يجب أن يفعل منطق الدولة الحيّ الذي يتفاعل مع ما يحصل حوله".