الطائرة الايرانية المسيرة "كيان"
الطائرة الايرانية المسيرة "كيان"

في مطلع الأسبوع كشفت إيران عن طائرة مسيرة هجومية جديدة أطلقت عليها اسم "كيان"، وتفاخرت بأن لديها قدرات عالية ومتطورة تجعلها قادرة على ضرب أهداف بعيدة خارج البلاد.

الطائرة التي كشف النظام الإيراني عنها في حفل أقيم في طهران الأحد الماضي، "قادرة على حمل أنواع عدة من الذخيرة والتحليق على ارتفاع خمسة آلاف متر"، حسب ما أفادت قنوات تلفزة إيرانية.

وتضيف أن "كيان" قادرة أيضا على تنفيذ "مهام الاعتراض والاستطلاع واستمرارية التحليق المرتفع لمهام التصويب بدقة عالية جدا".

لكن مجلة "ناشيونال إنترست" ذكرت في تقرير لها الأربعاء أن تصميم الطائرة الإيرانية البسيط وهيكلها المصنوع من الألياف الزجاجية، يشير إلى أنها على الأغلب غير متطورة.

ومع ذلك تتحدث المجلة الأميركية أنها "يمكن أن تشكل خطرا إذا توفرت أعداد كافية منها وتمكن مستخدموها من توظيفها بشكل صحيح".

وكانت صحيفة "جيروساليم بوست" ذكرت في وقت سابق أن الطائرة الإيرانية المسيرة تشكل "تهديدا واضحا لإسرائيل ولبلدان أخرى".

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "من الغريب أن الإعلان عن الطائرة المسيرة صدر باللغة الإنكليزية، فيما لم تهتم به وسائل الإعلام الإيرانية المحلية".

وتضيف أن "هذا يعني على الأرجح أن وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية تلقت أوامر للدفع بهذه المعلومات من أجل إيصال رسالة للجمهور في البلدان الغربية".

ولدى إيران سجل حافل بالصناعات العسكرية الوهمية، والتي تروج لها داخليا بكثافة فيما يعرف الخبراء حقيقة هذه الإنجازات.

وفي العام الماضي، عرضت وسائل الإعلام الإيرانية عملية إطلاق ستة صواريخ من طراز "ذو الفقار" على أهداف لتنظيم داعش في سوريا، وسط احتفاء محلي كبير.

وبينما ادعت وكالة "فارس" الإيرانية إصابة الصواريخ لأهدافها وقتل ما يقارب 360 إرهابيا، فإن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن عسكريين قولهم أن الصواريخ لم تصل حتى إلى العمق السوري وسقطت على المناطق الحدودية.

وتستخدم إيران "الهندسة العكسية" لاستنساخ العديد من الأسلحة الغربية وخاصة الأميركية، وكانت أبرز حادثة هي استنساخ طائرة RQ-170 المسيرة الأميركية، التي كشف خبراء طيران عن أنها مجرد دعاية إيرانية.

 

 

 سكان زاهدان نظّموا احتجاجات منتظمة أيام الجمعة طوال العام
سكان زاهدان نظّموا احتجاجات منتظمة أيام الجمعة طوال العام

أوقفت قوات الأمن الإيرانية عشرات المحتجين السبت أثناء إحيائهم في جنوب شرق البلاد ذكرى مقتل متظاهرين في المنطقة قبل عام، وفق ما أوردت منظمات حقوقية.

وفي 30 سبتمبر عام 2022، قضى 104 شخص على الأقل في يوم "الجمعة الدامية" عندما استعملت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق محتجين في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان-بلوشستان، وفق منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها في النروج.

شهد ذلك اليوم أحداث العنف الأكثر دموية في الاحتجاجات التي اندلعت في إيران العام الماضي.

إيرانيون يحيون ذكراها الأولى.. ما هي "الجمعة الدامية"؟
دخل محتجون إيرانيون في مواجهات مع قوات الأمن، الجمعة، في جنوب شرق إيران المضطرب خلال إحياء ذكرى يوم 30 سبتمبر 2022 الذي يوافق قمع قوات الأمن المعروف باسم "الجمعة الدامية"، وفق ما ذكرت جماعات حقوقية وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووقعت أحداث زاهدان بعد أيام من اندلاع احتجاجات في أنحاء مختلفة من الجمهورية الإسلامية في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها لدى شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس.

ولطالما اشتكى ناشطون من أن السكان البلوش السنّة في سيستان-بلوشستان يعانون من التمييز.

وقالت منظمة "هالفش" الحقوقية التي تركز على قضايا البلوش إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لليوم الثاني على التوالي لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في زاهدان لإحياء الذكرى السنوية للاحتجاجات.

وتابعت أن زاهدان ومناطق أخرى شهدت إضرابا عاما طوال السبت، مضيفة أنه تم توقيف "العشرات" من الأشخاص.

ونشرت المنظمة مقطع فيديو يظهر بوضوح أصوات إطلاق نار وسط تواجد أمني مكثف في المدينة.

وسبق أن استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية لتفريق متظاهرين الجمعة، ما أدى إلى إصابة 25 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال، وفق مجموعة "حملة النشطاء البلوش". ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا في الاضطرابات التي وقعت السبت.

ورغم تراجع زخم حركة الاحتجاج في أماكن أخرى من إيران، نظّم سكان زاهدان احتجاجات منتظمة أيام الجمعة طوال العام.

وأصدر خطيب الجمعة في المدينة، مولوي عبد الحميد، الذي كان صريحا في دعمه للاحتجاجات العام الماضي، دعوة جديدة لتحقيق العدالة بشأن أحداث "الجمعة الدامية"، مطالبا "المؤمنين" بـ "معرفة حقوقهم".

وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة مشاهد فوضى مع امتلاء مستشفيات بجرحى، بينهم أطفال، بينما سعى محتجون في الشوارع إلى الاحتماء وسط أصوات إطلاق نار كثيف.

وقالت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" إن الاحتجاجات في زاهدان ومدن أخرى تم "سحقها بوحشية" مرة أخرى باستخدام "الذخيرة الحية والخرطوش والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين العزل".

وقال هادي قائمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره في نيويورك، إن "هذا عرض مروع للعنف العشوائي من قبل الجمهورية الإسلامية مع محاولة الدولة قمع التظاهرات السلمية".

وشدّد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي "بتسليط الضوء على هذا العنف ومحاسبة المسؤولين الإيرانيين في المحاكم الدولية".