مدينة قم الإيرانية جاءت بين أعلى المدن في نسبة المدمنات
نساء إيرانيات في طهران، أرشيف

أقدمت شابة إيرانية، تجري محاكمتها على خلفية محاولة دخول ملعب لكرة القدم، على إحراق نفسها أمام مكتب المدعي العام في طهران، في الأول من الشهر الجاري.

وقال مستشفى "مطهري للحروق والطوارئ" في بيان إن الشابة البالغة من العمر 29 9عاما "تعاني من حروق من الدرجة الثالثة وهي الآن على أجهزة الإنعاش".

ونقلت وكالة أنباء "روكنا" الحكومية عن شقيقة الشابة المصابة أنها "اعتقلت في شهر مارس الماضي عندما كانت تحاول دخول استاد آزادي في طهران لمشاهدة مباراة نادي الاستقلال الإيراني أمام نادي العين الإماراتي".

وبحسب الوكالة نفسها، فإن سلطات الأمن اعتقلت الشابة التي كانت تعاني من "الاضطراب ثنائي القطب وكانت تخضع للعلاج".

ونقل عناصر الأمن الفتاة، التي لم يصرح عن اسمها حتى الآن، إلى سجن "قرتشك" سيئ الصيت شرق طهران.

وأضافت الوكالة أن الفتاة أخرجت بكفالة و "قد أخبرها العاملون في مكتب الادعاء بأنها ستواجه عقوبة السجن لستة أشهر، وقد احتجت على العقوبة، وكان القاضي في إجازة فتأجلت محاكمتها إلى موعد لاحق".

وكانت الفتاة في حالة من الغضب، فأضرمت النار في جسدها مستخدمة الوقود.

وإيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من دخول الملاعب وفق قانون غير مكتوب يلقى دعما كبيرا من المحافظين والمتدينين منذ عام 1980 .  

ومنع النساء الإيرانيات من دخول ملاعب كرة القدم، يتعارض مع سياسات الاتحاد الدولي للعبة، فيفا، الذي منح سلطات طهران مهلة حتى شهر أكتوبر القادم للسماح للإيرانيات بالدخول إلى الملاعب لحضور مباريات كرة القدم، وإلا فستواجه إيران خطر الاستبعاد من منافسات كرة القدم الدولية. 

مقام السيدة زينب في الضاحية الجنوبية في دمشق

مع بدء الحراك الاحتجاجي بسوريا في عام 2011، أعلنت إيران أنها تريد التدخُّل ذلك البلد العربي لحماية الأماكن المقدَّسة والمقامات الشيعية ومن أبرزها مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ومقام السيدة رقية في دمشق القديمة، إضافةً إلى مراقد أخرى لم تكن معروفة من قِبل السوريين.

وبحسب مركز حرمون للدراسات، فإن المراقد الشيعية في سوريا لم تبق مجرد مواقع دينية، بل تحولت إلى مواقع سياسية وعسكرية بعد عام 2011، لتسوّغ وجود قوات عسكرية إيرانية أو تابعة لإيران لحمايتها والدفاع عنها، وبالتالي للحصول على شرعية دخول سوريا ودعم نظام بشار الأسد.

ثم تعدى التغلغل الإيراني في سوريا فكرة حماية المراقد والمقامات، وبات أكثر سرعة واتساعاً. وبعد أن تحولت مظاهرات السوريين السلمية إلى أعمال مسلحة، أصبح انخراط إيران في دعم نظام الأسد أكثر وضوحاً. وأخذت إيران بإرسال عسكريين وخبراء وضباط من الحرس الثوري الإيراني للقتال بشكل مباشر إلى جانب نظام الأسد.

ومع توافد مقاتلين من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، بدأت إيران بتوجيه تركيزها نحو اختراق المجتمع السوري من خلال تعزيز العلاقات مع رجال الأعمال السوريين مع بداية عام 2017، وذلك حسب تقرير منظمة "أتلانتيك كاونسيل" الصادر في نوفمبر 2020.

التواجد الإيراني الواضح في سوريا جعل أمر استهدافهم من قبل إسرائيل أسهل. مما دفع إيران لإعادة تعريف وجودها في سوريا من خلال إنشاء قوات الدفاع الوطني، ودعم ألوية محددة في الجيش السوري، وإنشاء شركات أمنية خاصة في سوريا.

وحسب التقرير نفسه، بلغ عدد مقاتلين ميليشيا قوات الدفاع الوطني حوالي 40 ألف مقاتل، عدا عن الميليشيات الأخرى.

وفي عام 2018، أعادت إيران تنشيط منتدى الأعمال السوري الإيراني، والذي لعب دوراً أساسياً في نشر المشاريع الإيرانية في مختلف المناطق في سوريا، وركزت في الغالب على مشاريع توليد الطاقة.

اختراق المجتمع

كما عملت إيران مع المنظمات الخيرية للاندماج بشكل أفضل في المجتمع السوري. ومن أبرز المنظمات المدعومة من إيران منظمة جهاد البناء، التي ركزت على قضية ترميم المدارس والمراكز الصحية وخاصة في محافظتي حلب ودير الزور.

على صعيد التوعية التعليمية، وصل عدد المرافق التعليمية التي تم بناؤها من قبل الإيرانيين إلى سبعة، بالإضافة إلى المراكز الثقافية الإيرانية التي لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة الإيرانية في المجتمع السوري. 

في عام 2019، قامت منظمة جهاد البناء بترميم ستة عشر مدرسة في دير الزور وحدها. كما قامت بتوزيع المساعدات الغذائية على المدنيين في محاولة لكسب ولاء السكان المحليين.

أما على الصعيد الديني، فقد ازداد عدد الحوزات الشيعية ليصل إلى 21 حوزة موزعة على كامل الجغرافية السورية. والحوزة هي مركز دراسات شيعية تعمل على تخريج دعاة لنشر الإسلام الشيعي. 

كما تم تأسيس بعض المعاهد والجامعات، كالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الشيعية والتي أنشئ فرع لها داخل مقام السيدة رقية في الشام القديمة، وفرع الجامعة الإسلامية الإيرانية الحرة في العاصمة دمشق عام 2018.

ومع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد بات الوجود العسكري الإيراني في حكم الماضي لكن التخلص من التركة الإيرانية في الجانب الاجتماعي والديني والتعليمي والديموغرافي سيكون من أبرز التحديات أمام القيادة الجديدة في سوريا.