وزارة الخارجية الأميركية رصدت مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وفروعه بما في ذلك فيلق القدس
وزارة الخارجية الأميركية رصدت مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وفروعه بما في ذلك فيلق القدس

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، رصد مكافأة مالية تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار لأي معلومات عن النشاطات المالية والشبكات والأفراد المرتبطين بالقائد في فيلق القدس الإيراني، عبد الرضا شهلائي.

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، برايان هوك، في مؤتمر صحافي في واشنطن إن شهلائي الذي يتخذ من اليمن مقرا له، قائد رفيع في فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وتقدر الخارجية الأميركية أن شهلائي من مواليد عام 1957، وقالت إنه يستخدم عدة أسماء تشمل: عبد الرضا شهلائي، حاج يوسف، الحاج يوسف، الحاج ياسر، حاج ياسر، ويوسف أبو الكرخ.

وأوضح أن المكافأة، وهي جزء من "برنامج المكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية، ستقدم مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحرس الثوري وفروعه بما في ذلك فيلق القدس.

وكانت الخارجية الأميركية قد صنفت الحرس الثوري في 15 أبريل 2019، منظمة إرهابية أجنبية.

شهلائي لديه تاريخ طويل من الهجمات ضد الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة حول العالم، بحسب ما كشفه هوك الذي قال إن القائد الإيراني خطط للعديد من الاغتيالات ضد قوات التحالف في العراق.

كما قدم أسلحة ومتفجرات لجماعات شيعية متطرفة عنيفة، فضلا عن أنه خطط للهجوم الذي وقع في 20 يناير 2007 في مدينة كربلاء العراقية وأسفر عن مقتل خمسة أميركيين وإصابة ثلاثة آخرين.

وعام 2008، أعلنت الخزانة الأميركية أن شهلائي يهدد السلم والاستقرار في العراق والحكومة العراقية. 

مخطط لاغتيال السفير السعودي

وفي عام 2011، مول شهلائي وقام بتوجيه مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشطن آنذاك، عادل الجبير، في مطعم بمنطقة جورج تاون الراقية في العاصمة الأميركية.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في أكتوبر 2011 عن مشتبهيْن رئيسييْن في مخطط اغتيال الجبير.

وقالت إن العملية كانت ستنفذ من خلال استئجار خدمات قتلة مأجورين من عصابات تجار المخدرات في المكسيك بقيمة 1.5 مليون دولار.

المشتبهان هما منصور أرباب سير وهو تاجر سيارات إيراني يحمل الجنسية الأميركية، وعلي غلام شكوري الذي قيل إنه أحد عناصر فيلق القدس ويقيم في إيران.

وفيما كانت السلطات الأميركية قد قالت حينها إن شكوري في إيران، أعلنت اعتقال أرباب سير في مطار كينيدي في نيويورك ومثوله أمام محكمة مانهاتن.

وبحسب الخزانة فإن أربار سير التقى في عدة مناسبات مع مسؤولين رفيعين في فيلق القدس لبحث المخطط وعمل نيابة عنهم بمن فيهم ابن عمومته شهلائي ونائب الأخير شكوري. وخلال تلك الاجتماعات تمت الموافقة على مبلغ 100 ألف دولار لقتل الجبير. 

وجمدت وزارة الخزانة الأميركية أرصدة شكوري وأرباب سير في الولايات المتحدة إضافة إلى أرصدة ثلاثة آخرين متورطين في المخطط هم قاسم سليماني وعبد الرضا شهلائي وحامد عبد الله. 

وبحسب الشكوى فإن أرباب سير قام بموافقة شكوري بتسهيل إيداع مبلغ يقارب 100 ألف دولار في حساب مصرفي أميركي كدفعة أولى لمحاولة الاغتيال.

وعندما قال العميل السري الأميركي الذي ادعى أنه سينفذ عملية الاغتيال، إن أشخاصا آخرين بينهم أعضاء في الكونغرس الأميركي قد يقتلون في الهجوم إذا ما تم تنفيذه في مطعم، رد أرباب سير "لا مشكلة".

ووافق شهلائي على تخصيصات مالية لأرباب سير للمساعدة في تجنيد أفراد آخرين للمخطط، ووافق على خمسة ملايين دولار لتغطية جميع العمليات التي تمت مناقشتها.

مخططات لمزيد من الهجمات

وسعى شهلائي أيضا وفق ما أعلنه هوك، إلى شن هجمات أخرى داخل الولايات المتحدة وفي مناطق أخرى. وقال إن الهجمات كانت ستحصد أرواح مدنيين أميركيين يصل عددهم إلى 200 قتيل في حال نجح ذلك المخطط.

وتابع هوك أنه بالنظر إلى سجل شهلائي في النشاطات الإرهابية وزعزعة الاستقرار في العراق، نشعر بقلق شديد إزاء وجوده في اليمن ودوره المحتمل في توفير أسلحة متطورة من النوع الذي اعترضناه، للحوثيين.

وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء اعتراض قارب يحمل صواريخ متقدمة في بحر العرب، وأكدت أن مصدر الصواريخ هو إيران قال مسؤولون إنها كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.

ويشهد اليمن حربا تدور بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقربين من إيران، وقوات موالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل أكثر من أربع سنوات.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض، 13 مايو 2025. رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض، 13 مايو 2025. رويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن إيران هي القوة الأكثر تدميرا في الشرق الأوسط، محملا طهران مسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة ومحذرا من أن الولايات المتحدة لن تسمح لها أبدا بامتلاك سلاح نووي.

وقال ترامب خلال قمة أعمال في الرياض "أكبر هذه القوى وأكثرها تدميرا هو النظام الإيراني، الذي تسبب في معاناة لا تُصدق في سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن وغيرها".

وقال إن إيران عليها أن تختار بين الاستمرار في "الفوضى والإرهاب" أو أن تبني مسارا نحو السلام، في ما وصفه بأنه تحذير أخير واستعداد محتمل للدبلوماسية.

ودأبت طهران على نفي اتهامات إثارة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال ترامب إنه على استعداد للتوصل إلى اتفاق جديد مع الجمهورية الإسلامية لكن ليس قبل أن يغير زعماؤها نهجهم.

وقال "أريد إبرام اتفاق مع إيران... لكن إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا... فلن يكون أمامنا إلا ممارسة أقصى الضغوط".

وحذر ترامب، في حديثه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في العاصمة السعودية الرياض من أن "إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا"، وقال إن عرضه للتوصل إلى اتفاق لن يدوم إلى الأبد.

وسلط ترامب الضوء على ما يراه تناقضا صارخا بين ما قال إنه "رؤية بناءة" تتبناها السعودية وما قاله إنه "انهيار ومعاناة" بسبب زعماء إيران.