تحاول أوروبا الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني على قيد الحياة، من خلال التهديد بتدميره، وهي مقامرة محفوفة بالمخاطر ويمكن أن تأتي بنتائج عكسية، حسب ما يرى مسؤولون ومحللون أوروبيون لصحيفة نيويورك تايمز.
وكانت الدول الأوربية الثلاث فرنسا وألمانيا وبريطانيا أعلنت تفعيل آلية فض النزاع بموجب الاتفاق النووي، ردًا على تصريحات إيران بأنها لن تحترم حدود الاتفاق النووي على تخصيب لليورانيوم.
وأثارت هذه الخطوة غضب طهران، التي زعمت أن انتهاكاتها للاتفاق مبررة، وأن الأوروبيين يميلون للرئيس الاميركي دونالد ترامب.
ورأت الصحيفة أن الأوروبيين يحاولون تجنب وصول إيران إلى قنبلة نووية.
استراتيجية أوروبا
أما عن استراتيجية أوروبا في حل الأزمة، أكدت ناتالي توتشي، المستشارة السابقة لمنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، التي ساعدت في التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015: "إذا كانت هناك استراتيجية أوروبية فهي محاولة شراء الوقت".
وأوضحت أن الأوربيين يراهنون على أن إيران لن تستخدم الأزمة الحالية لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات جاهزة لصنع القنبلة، بالرغم من الضغوط التي تتعرض لها.
صفقة ترامب
ويأمل الأوروبيون أن تدخل الولايات المتحدة وطهران في مفاوضات جديدة حول صفقة ترامب، والتي يمكن أن تختلف قليلا عن اتفاقية 2015.
وهذا ما حث عليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون واشنطن وطهران على إجراء محادثات جديدة حول "صفقة ترامب" لتحل محل الصفقة الحالية.، ووافق عليه الرئيس الأميركي.
Prime Minister of the United Kingdom, @BorisJohnson, stated, “We should replace the Iran deal with the Trump deal.” I agree!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 15, 2020
آلية فض النزاع
ووفقًا لآلية النزاع، أوضحت إيلي غيرانمايه، الخبيرة الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، يمكن تمديد الحدود الزمنية للمناقشات، ويمكن لأي طرف في الصفقة أن يذهب إلى مجلس الأمن لطلب إعادة فرض العقوبات.
من جانبها، وصفت ويندي شيرمان المفاوض الأميركي الرئيسي في اتفاق 2015، استخدام آلية النزاع بأنها "سياسة محفوفة بالمخاطر بشكل لا يصدق" وقالت "إنها ستزيد من احتمالية زوال الصفقة".
ومن المتوقع أن تستمر الدول الأوروبية الثلاث في التركيز على إيجاد فرصة لتحقيق انفراجة دبلوماسية، وهو ما يسعى إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع واشنطن وإيران منذ أواخر الصيف الماضي.
موقف روسيا
أما عن روسيا فيرى محللون أنها سعيدة بشأن الانقسام بين أوروبا وأميركا حول إيران، وأنها لا تريد امتلاك إيران أسلحة نووية، لذلك قد يسعى بوتين للتوسط بين طهران وواشنطن.
وعن إمكانية الوصول للاتفاق، قال فرانسوا هيسبورغ، محلل الدفاع الفرنسي ، إنه يمكن أن يعتقد أن المفاوضات ستكون تدريجية تبدأ بتحديد العقوبات التي يمكن لواشنطن رفعها عن طهران، كدليل على حسن النية، ثم عقد اجتماع رفيع المستوى، مثل ما حدث بين ترامب وكيم يونغ اون زعيم كوريا الشمالية.
ولمحاولة الضغط على الأوروبيين بإنهاء الاتفاق مع طهران، هدد مسؤول بإدارة ترامب بفرض تعريفة بنسبة 25 في المائة على صادرات السيارات الأوروبية.
كما أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن، إنه ووزير الخارجية مايك بومبيو يعتقدان أن عقوبات الأمم المتحدة على إيران ستتم إعادة فرضها بسرعة الآن بعد أن قامت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بإطلاق آلية حل النزاعات.