ينتخب الإيرانيون الجمعة برلمانا جديدا يتوقع أن يعزز سلطة مرشد الجمهورية علي خامنئي، فيما تواجه البلاد ضغوطا اقتصادية هائلة بسبب العقوبات الأميركية أميركية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وفي ظل استياء شعبي متنام احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية.
ومنع مجلس صيانة الدستور مرشحين موالين للإصلاح ومحافظين بارزين من خوض المنافسة، ما يجعل الخيارات المتاحة أمام الناخبين محصورة بين غلاة المحافظين وآخرين يدينون بالولاء لخامنئي.
ويؤيد المحافظون بشكل عام حكم رجال الدين القائم في البلاد منذ عقود، لكن الأقل تشددا - الذين يسمون بالمعتدلين - يؤيدون الانفتاح على العالم الخارجي.
ويسعى المعتدلون والبراغماتيون إلى حريات سياسية واجتماعية أوسع نطاقا في البلاد، ومُنعوا إلى حد كبير من الترشح.
حقائق عن الانتخابات البرلمانية الـ11 في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979:
التدقيق في الراغبين للترشح
فحصت لجان تديرها الحكومة أوراق الراغبين في الترشح، ثم راجع مجلس صيانة الدستور، المؤلف من رجال دين وقضاة من المحافظين، طلبات المتقدمين وذلك لمعرفة مدى التزامهم بتعاليم الإسلام وقناعتهم بمبدأ ولاية الفقيه وبالجمهورية الإسلامية.
وبعد عملية التدقيق تلك، جرى السماح لنحو 7150 مرشحا بخوض الانتخابات من بين أكثر من 16 ألفا تقدموا للترشيح. ومُنع ثلث النواب الحاليين من الترشح مجددا.
وبذلك لم يعد للمعتدلين أي مرشح للمنافسة على 230 مقعدا ستشملها الانتخابات، من أصل 290 مقعدا في البرلمان.
الأحزاب السياسية والتحالفات
هناك 82 حزبا سياسيا على مستوى إيران، بالإضافة إلى 34 حزبا على مستوى الأقاليم وفقا لبيانات وزارة الداخلية. لكن الجمهورية الإسلامية تفتقر للعضوية الحزبية المنضبطة أو المنصات الحزبية واسعة النطاق، وبالتالي فإن السياسة تُدار وفقا للانتماءات.
وبعد أشهر من المساومات، ظهر تجمعان رئيسيان يضمان غلاة المحافظين، وتحالف محافظ واحد. ويحضى بعض المرشحين بدعم أكثر من تجمع سياسي.
- تحالف قوى الثورة الإسلامية: أكبر تجمع لغلاة المحافظين ويضم أفرادا سابقين في الحرس الثوري الإيراني وميليشيا الباسيج، علاوة على شخصيات أخرى تدين بالولاء لخامنئي. ومن المتوقع أن يهيمن هذا التحالف على المجلس.
- الأصوليون: وهم من المحافظين الذين يصفون أنفسهم بأنهم سياسيون يتحركون وفقا للمبادئ بسبب ولائهم لقيم الثورة الإسلامية ولخامنئي. واختلافهم الأساسي عن غلاة المحافظين هو أنهم أقل عداء للغرب.
- جبهة ثبات الثورة الإسلامية: يُنظر إليه على أنه أقصى ما وصل إليه المعسكر الأصولي الإسلامي في إيران. وله صلات بأحد أكثر الشخصيات تشددا في المؤسسة الدينية الإيرانية وهو آية الله محمد تقي مصباح يزدي.
- حزب القائمين على البناء: مؤلف من تكنوقراط يدعمون قيم الثورة الإسلامية لكنهم ينشدون أيضا التغيير الاجتماعي والسياسي. وذهبت آمالهم في أن يكون لهم صوت مسموع في البرلمان أدراج الرياح خلال عملية التدقيق في طالبي الترشح، إذ مُنع المرشحون الرئيسيون عن الحزب من خوض الانتخابات. وشكل الحزب مع بعض الأحزاب المعتدلة الصغيرة قائمة تضم 30 مرشحا للتنافس على مقاعد العاصمة طهران.
وعلى الرغم من أن تلك التجمعات السياسية يمكن أن يكون لها دور أكبر في المدن، إلا أن العامل الحاسم بالنسبة للمرشحين في البلدات الأصغر والمناطق الإقليمية هو السمعة والقدرة على التواصل شخصيا مع الناخبين.
ولا يخصص النظام الإيراني سوى 5 مقاعد في البرلمان للأقليات الدينية، وهي الزرادشتية واليهود ومقعدان للمسيحيين الآشوريين، ومقعد للمسيحيين الأرمن.
التصويت والنتائج
تفتح مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 0430 بتوقيت غرينتش وتغلقها في 1430 بتوقيت غرينتش، ويمكن تمديد التصويت حتى الساعة 2030 بتوقيت غرينتش (منتصف الليل بالتوقيت المحلي).
وهناك نحو 58 مليونا يحق لهم التصويت من بين سكان البلاد البالغ عددهم 83 مليون نسمة. ومن شروط الأحقية في الانتخاب تخطي سن الثامنة عشرة.
يتم إحصاء وفرز جميع الأصوات يدويا وبالتالي قد لا تعلن النتائج النهائية قبل ثلاثة أيام لكن قد تظهر نتائج جزئية وأولية قبل ذلك.