سيطر المتمردون الحوثيون على عاصمة محافظة الجوف الاستراتيجية شمال صنعاء، الأحد، بحسب ما أعلن مسؤولون عسكريون موالون للحكومة المعترف بها دوليا، في خطوة قال محللون إنها قد تساعد الحوثيين على تحقيق اختراق كبير في النزاع.
وأكد مسؤول عسكري من القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس سيطرة المتمردين على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.
وكان المتمردون يسيطرون بالفعل على أجزاء واسعة من الجوف، ولكن عاصمتها التي تقع على نحو 150 كلم جنوب الحدود مع السعودية، كانت لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية.
وقال المسؤول العسكري إن المتمردين "سيطروا على مدينة الحزم بعد مواجهات مع القوات الحكومية التي اضطرت إلى الانسحاب نحو محافظة مأرب المجاورة".
ولم يصدر أي تأكيد فوري من التمرد حول السيطرة على مدينة الحزم.
واعتبر ماجد المذحجي المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن سيطرة المتمردين على عاصمة الجوف "قد يغير مسار الحرب كليا" إذ أنها تضع محافظة مأرب المجاورة والغنية بالنفط في مرمى نيراهم.

وأوضح أن "الحوثيين يغيرون الآن ميزان القوى ويدشنون تقدما استثنائيا"، مشيرا إلى أن السيطرة على عاصمة الجوف تتيح للمتمردين تطويق مأرب.
وأضاف "يطل الحوثيون حاليا على مأرب من ثلاث جهات (...) وبالتالي قد يبدأ مسارهم لتطويق محافظة مأرب بعد فترة إن لم تستطع (الحكومة) الشرعية الرد على الهجوم".
وبحسب المذحجي، فإن السيطرة على الجوف "تعني تأمين (الحوثيين) لأنفسهم من أي اختراق" من جهة الشمال.
ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتصاعدت حدة المعارك في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من المدنيين، حسب منظمات إنسانية.
وفي فبراير الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن 19 طفلا و12 مدنيا آخرين قتلوا خلال هجوم جوي في منطقة خاضعة لسيطرة المتمردين في الجوف، على الأرجح عبر طائرات تابعة للتحالف بقيادة السعودية.

ووقعت الغارات غداة سقوط طائرة مقاتلة تابعة للتحالف في منطقة قريبة في الجوف.
وبالإضافة إلى ضحايا النزاع اليمني، لا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.