أودى قصف الطائرة الأوكرانية بتحطمها ومقتل 176 مدنيا على متنها
أودى قصف الطائرة الأوكرانية بتحطمها ومقتل 176 مدنيا

دعم برلمانيون إيرانيون قصف الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية والذي أودى بحياة 176 شخصا مدنيا في يناير الماضي. 

وقال البرلماني الإيراني حسن نوروزي إن الحرس الثوري قامه بعمله بشكل جيد في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية المدنية، والدليل على ذلك أنه على عكس المزاعم الرسمية فلم يتم اعتقال أو محاسبة أي أحد، وفق ما نقل تقرير نشره الموقع الإلكتروني لراديو فاردا.

وأضاف أن الطائرة الأوكرانية كانت قبل أسبوع من الحادث في إسرائيل، وربما تم العبث والتلاعب بها هناك.

وأكد نوروزي أن الطائرة كانت تخضع لسيطرة خارجية ولم يكن أمام الجيش خيار سوى إسقاطها، مشيرا إلى أنه من غير المعقول القبض على العناصر المسؤولة عن إسقاطها.

من جانبه قال المتحدث باسم المحافظين في اللجنة القانونية والقضائية في مجلس الشورى زعم حميدلي قال في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الطائرة لم تكن تحت سيطرة البرج عندما أقلعت وبدا أنها أصبحت تحت سيطرة أميركا.

الموقع الإلكتروني للقوات المسلحة الإيرانية نشر بيانا الاثنين يدعي فيه أنه اعتقل عددا من الأشخاص الذين ساهموا في إسقاط الطائرة وتم توجيه اتهامات لهم، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

وأصيبت طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ إيراني عندما كانت الدفاعات الإيرانية في حالة تأهب قصوى تحسبا لرد الولايات المتحدة على ضربات إيرانية سابقة على القوات الأميركية في العراق، التي كانت بدورها ردا على قتل الولايات المتحدة لقاسم سليماني.

ورغم أن غالبية المسافرين الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة هم من المدنيين الإيرانيين، إلا أنها ضمت أيضا ركابا من أفغانستان وبريطانيا وكندا والسويد وأوكرانيا.

وفي أعقاب ذلك مباشرة أصرت السلطات المدنية الإيرانية على أن سبب سقوط الطائرة عطل فني نافية بشدة تقارير عن إسقاطها، قبل أن يعترف الجيش الإيراني في 11 يناير بأن الطائرة أسقطت بسبب "خطأ بشري"، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.

وفي تسجيل مصور كان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة قد أعلن المسؤولية الكاملة عما حصل، مشيرا إلى أنه يتحمل كامل المسؤولية عن هذا العمل.

وبعد أيام كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعلن أن التحقيق الداخلي الذي أجري خلص أن الصواريخ أطلقت بسبب خطأ بشري تسببت في تحطم الطائرة، مشيرا إلى أنه سوف تستمر التحقيقات ومقاضاة المسؤولين عن ذلك.

مهرجان الربيع لاحتفالات النوروز في منطقة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية
مهرجان الربيع لاحتفالات النوروز في منطقة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية

صعّدت السلطات الإيرانية من إجراءاتها الأمنية لمنع احتفالات عيد النوروز في المدن ذات الغالبية الكردية.

وانتشرت قوات عسكرية إيرانية مدججة بالسلاح وأقيمت نقاط تفتيش في عدة مناطق، بالتزامن مع حملة اعتقالات استهدفت مواطنين أكراد شاركوا في الاحتفالات.

انتشار أمني مكثف لمنع التجمعات

ووفقًا لمنظمة "هنكاو" لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، فقد تم نشر قوات أمنية وعسكرية بأسلحة شبه ثقيلة في مدن وقرى كردية مثل كرمانشاه، أشنويه، سقز، وبوكان، لمنع المواطنين من التجمع وإقامة الاحتفالات التقليدية.

كما منعت قوات الحرس الثوري المواطنين من التوجه إلى المواقع المخصصة للاحتفال في بعض المدن، وأقامت حواجز تفتيش مشددة في قريتي كاني سورك وقلعتوك، حيث تم تفريق الحشود ومنع أي تجمعات احتفالية.

اعتقالات وأجواء أمنية مشددة

ضمن الحملة الأمنية، اعتقلت السلطات الإيرانية عددًا من المواطنين الأكراد، من بينهم سلمان باسانج من مدينة بيرانشهر، وهادي جامي وأبو بكر إيراندوست من مدينة شنو، حيث تم نقلهم إلى جهات مجهولة.

وأفاد تقرير منظمة "هنكاو" بأن جامي (48 عامًا) وإيراندوست (47 عامًا) اعتُقلا يوم الأحد بعد مداهمة مكان عملهما من قبل قوات الاطلاعات والحرس الثوري باستخدام العنف.

أما سلمان باسانج، فقد اعتقل مساء السبت في قريته شناوة ببيرانشهر، وسط مخاوف متزايدة بشأن مصيرهم.

وفي سياق متصل أفادت المنظمة الحقوقية بأن الأجهزة الأمنية الإيرانية اعتقلت أيضا الفنان الكردي الشاب فؤاد كشاورز من مدينة سقز، عقب مشاركته في احتفالات عيد النوروز بمدينة سهيو، والتي شهدت حضور أكثر من 30 ألف شخص.

وأكدت منظمة "هنغاو" أن اعتقاله تم بناءً على أوامر المدعي العام علي رضا رضا بور، بعد يوم من تقديمه مجموعة من الأغاني الملحمية خلال الاحتفال، حيث اقتادته السلطات إلى جهة غير معلومة.

محاولات قمع مستمرة

وعلى الرغم من الأجواء الأمنية المشددة، تمكن بعض المواطنين في مناطق متفرقة من إقامة احتفالات النوروز، متجاوزين القيود التي فرضتها السلطات.

ويأتي هذا التصعيد في إطار حملة أمنية مشددة تستهدف الاحتفالات الكردية بعيد النوروز، والذي تعتبره السلطات الإيرانية مناسبة ذات أبعاد سياسية وثقافية معارضة، في ظل استمرار التوترات بين الحكومة والمجتمع الكردي في إيران.