قالت إدارة جمعية الهلال الأحمر إنها تخطط لمساعدة مليوني شخص خسروا وظائفهم جراء تفشي وباء كوفيد-19.
قالت إدارة جمعية الهلال الأحمر إنها تخطط لمساعدة مليوني شخص خسروا وظائفهم جراء تفشي وباء كوفيد-19.

قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن تفشي فيروس كورونا المستجد أثر سلبا على حالة توظيف 7.3 مليون إيراني.

وكتب ربيعي في إيضاح لوكالة الأنباء شبه الرسمية في إيران "إسنا"، يوم السبت، إن الوباء أثر على 3.3 مليون موظف بدوام كامل، بالإضافة إلى أربعة ملايين شخص يعملون لحسابهم الخاص في البلاد.

وظهرت تقديرات ربيعي على نحو أقل من تلك المنقولة عن الرئيس حسن روحاني، إذ قال إن نحو 30 مليون مواطن تكبدوا خسائر وتبعات تفشي وباء كوفيد-19 في إيران.

ولاحقا، نفى مستشار روحاني لشؤون الصحافة أمر الأرقام آنفة الذكر.

وبحسب وصف راديو "فاردا"، فإن النفي في إيران لا يقتضي بالضرورة أن البيان الأصلي غير صحيح.

وقال ربيعي إن نحو سبعة ملايين إيراني خسروا وظائفهم أو تعطلت بشكل مؤقت أو تم تخفيضها. 

رغم ذلك، لم يحدد ربيعي رقما يعكس عدد الذين خسروا وظائفهم بشكل دقيق.

وفي بداية أبريل، قالت إدارة جمعية الهلال الأحمر إنها تخطط لمساعدة مليوني شخص خسروا وظائفهم جراء تفشي وباء كوفيد-19.

وفي 7 أبريل، حذر مركز مجلس للأبحاث إدارة روحاني من "اعتصامات" و"أعمال شغب" قد تنبثق عن التأثير الاقتصادي لأزمة تفشي فيروس كورونا.

وقال ربيعي إن وقف الإنتاج في 1.5 مليون من الأعمال سيكون له تبعات على اقتصاد إيران على المدى الطويل.

ولم يتطرق ربيعي لشأن ما حل بالمليار يورو التي فوض خامنئي روحاني بسحبها من صندوق التطوير الوطني لمساعدة المسؤولين على التعامل مع تبعات الأزمة.

ولم ينطق أي من المسؤولين، وروحاني ضمنهم، بكلمة واحدة حول كيفية إنفاق تلك العملة الصعبة.

ولا يعتبر شراء المعدات والمستلزمات الطبية من دول أخرى حلا على المدى القصير، وقد لا يكون ممكنا أصلا تنفيذ ذلك في وقت قريب كون الدول الأخرى، جميعها على الأغلب، تعاني ذات المشاكل وتحتاج ذات المتطلبات.

ولم يتطرق المسؤولون في إيران  إن كانوا سيستخدمون الميزانية الإضافية غير المتوقعة لدعم قطاع الأعمال والمنتجين أو العمال الذين فقدوا وظائفهم.

ويزيد الافتقار إلى الشفافية سوءا بالأخذ بالاعتبار عدم الوضوح بشأن إن كانت إدارة روحاني قد تلقت أي أموال أو قروض من الصندوق الذي يسيطر عليه خامنئي.

واستند ربيعي في إيضاحه للوكالة إلى استطلاع أجري مؤخرا، قال 35 بالمئة من المشاركين فيه إنهم غير قادرين أصلا على تغطية نفقاتهم وأنهم يفقدون قدرتهم على الاستمرار بوجه المصاعب الاقتصادية المتأزمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جاهانبور، في مؤتمر صحفي يوم السبت إن حصيلة الإصابات بعدوى فيروس كورونا المستجد في إيران تجاوزت 70 ألف إصابة، تم تسجيل 125 حالة وفاة جديدة منها خلال الساعات الـ 24 الأخيرة.

وتشير تقارير عدة إلى أن الأرقام التي تعلن عنها السلطات الإيرانية أقل بكثير من التقديرات الحقيقية.

FILE PHOTO: Military personnel stand guard at Iran's Isfahan nuclear facility
جنود إيرانيون يحرسون محطة أسفهان النووية.

نشرت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة قاذفات من طراز بي-2 على مقربة من إيران، في إشارة قوية للجمهورية الإسلامية بما قد يحدث لبرنامجها النووي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يحد من نشاطه.

وقاذفات بي-2 هي الطائرات الوحيدة القادرة على إسقاط أقوى القنابل الخارقة للتحصينات.

لكن خبراء عسكريين ونوويين يقولون إنه حتى مع وجود مثل هذه القوة النارية الهائلة، فإن أي عمل عسكري أميركي -إسرائيلي لن يؤدي على الأرجح إلا لتعطيل مؤقت لبرنامج يخشى الغرب أن يكون هدفه بالفعل إنتاج قنابل نووية ذات يوم، وهو ما تنفيه إيران.

والأسوأ من ذلك، أن يدفع أي هجوم إيران إلى طرد مفتشي الأمم المتحدة النوويين، والتحرك لجعل البرنامج المدفون جزئيا تحت الأرض مدفونا بالكامل، والإسراع نحو التحول إلى دولة مسلحة نوويا، مما يضمن ويُعجل في الوقت نفسه بتلك النتيجة المخيفة.

وقال جاستن برونك، وهو باحث بارز في مجال القوة الجوية والتكنولوجيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز بحثي دفاعي بريطاني "في نهاية المطاف، وباستثناء تغيير النظام أو الاحتلال، من الصعب جدا تصور كيف يمكن لضربات عسكرية أن تدمر مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي".

وأضاف برونك "سيكون الأمر في جوهره محاولة لإعادة فرض قدر من الردع العسكري، وإلحاق خسائر والعودة بزمن الاختراق إلى ما كنا عليه قبل بضع سنوات".

ويشير زمن الاختراق إلى المدة التي قد يستغرقها إنتاج مواد انشطارية بكميات كافية لإنتاج قنبلة نووية، ويتراوح هذا الزمن حاليا بين أيام أو أسابيع بالنسبة لإيران. لكن إنتاج قنبلة بالفعل، إذا قررت إيران ذلك، سيستغرق وقتا أطول.

وفرض الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى قيودا صارمة على أنشطة إيران النووية مما أطال زمن الاختراق إلى عام على الأقل. لكن الاتفاق انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب عام 2018، وهو ما جعل إيران تتخلى كثيرا عن قيوده.

والآن يريد ترامب التفاوض على قيود نووية جديدة في محادثات بدأت في الأيام القليلة الماضية. وقال أيضا قبل أسبوعين "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف".

وأطلقت إسرائيل تهديدات مماثلة. وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس بعد توليه منصبه في نوفمبر إن "إيران معرضة أكثر من أي وقت مضى لقصف منشآتها النووية. لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم وهو إنهاء التهديد الوجودي لدولة إسرائيل ومحوه".

عملية كبرى محفوفة بالمخاطر

يتوزع برنامج إيران النووي على العديد من المواقع، ومن المرجح أن يستهدف أي هجوم معظمها أو جميعها. وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة، لا تعرف أين تحتفظ إيران ببعض المعدات الحيوية مثل قطع غيار أجهزة الطرد المركزي التي تُخصب اليورانيوم.

ويقول خبراء عسكريون إن إسرائيل قادرة على تدمير معظم هذه المواقع بنفسها، لكنها ستكون عملية محفوفة بالمخاطر تشمل هجمات متكررة، وستضطر إلى التعامل مع أنظمة مضادة للطائرات مقدمة من روسيا. وسبق أن نجحت إسرائيل في القيام بذلك عندما نفذت ضربات محدودة على إيران العام الماضي.

ويُعد تخصيب اليورانيوم جوهر البرنامج النووي الإيراني، وأكبر موقعين للتخصيب لديها هما منشأة تخصيب الوقود في نطنز الواقعة على عمق ثلاثة طوابق تقريبا تحت الأرض، لحمايتها على ما يبدو من القصف، ومنشأة فوردو المقامة في عمق أحد الجبال.

ولدى الولايات المتحدة مستوى جاهزية أعلى بكثير لضرب هذه الأهداف الصعبة باستخدام أقوى قنبلة خارقة للتحصينات لديها، وهي القنبلة الضخمة التي تزن 30 ألف رطل (14 ألف كيلوغرام)، والتي لا تستطيع إطلاقها حاليا إلا قاذفات بي-2 مثل تلك التي تم نقلها في الآونة الأخيرة إلى دييغو غارسيا في المحيط الهندي والتي لا تمتلكها إسرائيل.

وقال الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي تشارلز والد، الذي يعمل حاليا في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، "إسرائيل لا تملك ما يكفي من القنابل عيار 5000 رطل" لتدمير فوردو ونطنز. ويدعم هذا المعهد جهود تعزيز علاقات دفاعية وثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان الجنرال المتقاعد يشير إلى أكبر قنبلة خارقة للتحصينات في الترسانة الإسرائيلية. وقال إن مشاركة الولايات المتحدة ستجعل الهجوم أسرع وتزيد من احتمالات نجاحه لكنه توقع أن يستغرق الأمر أياما.

ماذا سيحدث في اليوم التالي؟

قال إريك بروير من مبادرة التهديد النووي، وهو محلل استخبارات أميركي سابق "ربما تسبب ضربة أميركية ضررا أكبر من ضربة إسرائيلية، ولكن في كلتا الحالتين، الأمر يتعلق بكسب الوقت، وهناك خطر حقيقي في أن تدفع (أي ضربة) إيران نحو القنبلة بدلا من إبعادها عنها".

وأضاف "يمكن للضربة أن تعرقل البرنامج وتؤخره، لكنها لا تستطيع تدميره".

ومن الممكن تدمير المواقع النووية، لكن خبرة إيران المتقدمة في تخصيب اليورانيوم لا يمكن تدميرها. وقال محللون ومسؤولون إن منعها من إعادة بناء المواقع سيكون مستمرا وصعبا للغاية.

وقالت كيلسي دافنبورت من رابطة الحد من انتشار الأسلحة "ماذا سيحدث في اليوم التالي؟ سترد إيران على الهجمات على برنامجها النووي بتحصين منشآتها وتوسيع برنامجها".

وبعد إلغاء رقابة إضافية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرت بموجب اتفاق 2015، يرى كثير من المحللين خطرا يتمثل في أن إيران، في حال تعرضها لهجوم، ستطرد مفتشي الوكالة الذين يعملون بمثابة عيون للعالم في مواقع مثل نطنز وفوردو.

وقال علي شمخاني، المسؤول الأمني الإيراني البارز والمستشار الحالي للزعيم الأعلى علي خامنئي، على موقع التواصل أكس الأسبوع الماضي "استمرار التهديدات الخارجية ووجود إيران في حالة ترقب هجوم عسكري قد يؤدي إلى إجراءات رادعة، بما في ذلك طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون".

وتلك الخطوة لم تتخذها دولة غير كوريا الشمالية التي أجرت بعد ذلك تجربتها النووية الأولى.

وقال جيمس أكتون من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "إذا قصفتم إيران فمن شبه المؤكد، في اعتقادي، أن إيران ستطرد المفتشين الدوليين وتندفع نحو إنتاج قنبلة".