كشف مقطع فيديو مسرب من مكان حفظ الجثث في مقبرة قم وقائع صادمة تكذب الرواية الرسمية للنظام الإيراني حول تفشي فيروس كورونا في البلاد، وفق تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية.
ونشر التقرير فيديو صوره أحد العاملين بالمكان بهاتفه النقال ويظهر طابور من الجثث بعضها في أكفان بيضاء وآخر في أكياس سوداء وكلها تنتظر الدفن.
وتم تصوير الفيديو في المقبرة الرئيسية في قم، المدينة المقدسة في وسط إيران التي كانت بؤرة تفشي الفيروس في البلاد لأول مرة.
وفي اللقطات، يقول عامل المشرحة إن جميع الجثث هي لضحايا الفيروس.
ولكن ما يقوله بعد ذلك هو الذي استحوذ على اهتمام الإنترنت. إذ في تعليق عابر، يوضح أن بعض الجثث كانت في المشرحة لمدة خمسة أو ستة أيام دون أن يتم دفنها.
ووفق التقرير فقد ألمحت اللقطات وتعليقاته إلى حقيقة أوسع: إيران تكافح من أجل التعامل مع العدد الهائل من الوفيات، والذي قد يكون أعلى بكثير مما اعترفت به.
ولم تتعرض أي دولة أخرى في الشرق الأوسط لضربة قاسية من قبل كوفيد-19 مثل إيران.
وقال التقرير إنه من الصعب الحصول على معلومات دقيقة من البلاد، ولكن العديد من المشاركات على الإنترنت تشير إلى أن مشرحة البلاد غارقة بالفعل.
ويرجع ذلك جزئيا ً إلى أن العديد من المهنيين في البلاد رفضوا "تغسيل" ضحايا الفيروس خوفاً من الإصابة بالعدوى.
وبعد أن انتشرت لقطات المشرحة، سارع المتشددون إلى الرد، حيث تم القبض على الرجل الذي قام بتصويرها، ثم حولت السلطات انتباهها إلى طمأنة الإيرانيين إلى أن جثث الموتى تعامل باحترام يتماشى مع الإسلام.
ووفقا للإحصاءات الحكومية الرسمية فإن أكثر من 60 ألف شخص في إيران قد أصيبوا بالفيروس وتوفي حوالي 4 آلاف، ولكن مجموعة من الباحثين الإيرانيين في الولايات المتحدة تعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.