بلينكن قال في المقابلة إن إيران "أقرب اليوم" لصنع سلاح نووي
بلينكن قال في المقابلة إن إيران "أقرب اليوم" لصنع سلاح نووي

أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة مع إيران، في عام 2015، "كان فعالا" في منع طهران من إنتاج المواد اللازمة للحصول على أسلحة نووية.

وأشار الوزير في مقابلة مع موقع الإذاعة الأميركية العامة (أن بي آر) إلى أن سياسة الولايات المتحدة لا تزال تقضي بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، مشيرا إلى ان الاتفاق النووي كان "فعالا للغاية في قطع جميع المسارات (المفروضة) على إيران وقتها لإنتاج المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي... ومن المؤسف للغاية أننا انسحبنا منه".

وأضاف أنه بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، بدأت طهران في التخلي عن التزاماتها فيه "والنتيجة هي أن إيران اليوم أقرب إلى امتلاك القدرة على إنتاج المواد الانشطارية لسلاح في وقت قصير مما كانت عليه عندما كانت الصفقة سارية المفعول".

وقال إن "الخطوة الأولى" يجب أن تكون عودة إيران إلى الامتثال ببنود الاتفاق، مضيفا أنه سيكون هناك حاجة أيضا إلى العمل على اتفاق "أطول وأقوى من الاتفاق الأصلي"، وكذلك "الانخراط في قضايا أخرى لم تكن جزءا من المفاوضات الأصلية والتي تمثل إشكالية عميقة بالنسبة لنا ولبلدان أخرى حول العالم، وهي: برنامج الصواريخ الباليستية لإيران، وأعمالها المزعزعة للاستقرار في دولة تلو الأخرى".

وأضاف وزير الخارجية الأميركي "كان الرئيس بايدن واضحا في أنهم إذا امتثلوا، فسنفعل الشيء ذاته. الطريق إلى الدبلوماسية مفتوح الآن".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك خطوات للتواصل مع إيران بشكل مباشر، قال: "إن الرئيس بايدن كان واضحا جدا علنا وبشكل متكرر حول موقفنا. سنرى رد فعل إيران على ذلك".

وعما إذا كانت إيران أرادت "اختبار" الإدارة الأميركية الجديدة بالهجوم الذي وقع على أربيل، قال: "من السابق لأوانه قول ذلك" لكنه أشار إلى جهود تبذلها الولايات المتحدة بمساعدة شركائها في كردستان وفي بغداد "لمحاولة معرفة حقيقة ما حدث".

وأضاف: "لقد رأينا هذه الهجمات في الماضي. كانت الميليشيات العراقية وتلك المدعومة من إيران مسؤولة في كثير من الحالات، لكن حتى الآن، من السابق لأوانه معرفة من المسؤول عن ذلك (الهجوم الأخير)".

واستهدف هجوم صاروخي، ليل الاثنين الثلاثاء، قاعدة جوية في كردستان العراق تؤوي جنودا أميركيين، ما تسبب بمقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح آخرين من عراقيين وأجانب بينهم عسكري أميركي.

واشنطن تلقي بالمسؤولية على الهجمات ضد مصالحها في العراق على الفصائل المدعومة من إيران
واشنطن تلقي بالمسؤولية على الهجمات ضد مصالحها في العراق على الفصائل المدعومة من إيران

حذرت أحزاب سياسية عراقية من تجاهل المطالب الدولية المتمثلة بنزع سلاح الفصائل المسلحة في العراق ودمجها في القوات الأمنية العراقية، فيما أشارت بعض هذه الأحزاب إلى أن استمرار وجود الفصائل ونفوذها سيضر بالعراق ومكانته ومستقبله.

وتأتي هذه التحذيرات الجديدة مع تأكيد مسؤولين عراقيين سعي الحكومة لفتح ملف نزاع سلاح الفصائل المسلحة في العراق وضمها للجيش الموحد.

ففي منتصف شهر يناير الماضي، قال وزير الخارجية فؤاد حسين، إن بغداد تحاول إقناع فصائل مسلحة خاضت قتالا ضد القوات الأميركية وأطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، بالتخلي عن سلاحها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية.

هذه التحذيرات تزامنت أيضا مع مطالبات للنائب الأميركي جو ويلسون بإجراء "تحقيق شامل" بشأن إمكانية وصول أموال الضرائب الأميركية بطريقة غير مباشرة إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق.

وفي حديث خاص لقناة الحرة، أكد ديفيد فيليبس، المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تحدد بعد تفاصيل سياستها تجاه التهديدات التي تشكلها الفصائل المسلحة العراقية.

وأوضح فيليبس أن تركيز ترامب في هذه المرحلة سيكون على تعزيز وحدة العراق الوطنية، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي يفضل أن تكون قوات الحشد الشعبي تحت إشراف الحكومة المركزية في بغداد.

وأشار إلى أن التحدي الذي يواجه العراق حالياً هو فقدان السيادة نتيجة للتدخل الإيراني المستمر في شؤونه الداخلية.

كما أكد فيليبس أن رفض فصائل الحشد الشعبي نزع سلاحها ودمجها في المؤسسة العسكرية والأمنية الرسمية سيكون له أثر سلبي على وحدة العراق واستقلاله. 

وأضاف أن إيران تسعى للحفاظ على نفوذها في هذه الفصائل وتعمل على إعاقة الجهود الرسمية العراقية.

وفيما يخص الموقف الأميركي، أشار المستشار السابق إلى أن إدارة ترامب تركز بشكل كبير على التهديدات الإيرانية في المنطقة.

 واعتبر أن واشنطن قد تتخذ رد فعل في حال استمرت طهران في تدخلاتها السلبية في العراق. ولكنه أوضح أن هذا الرد لم يتبلور بعد ولم يصل إلى أعلى مستويات الأجندة الأميركية.

ومع ذلك، أشار فيليبس إلى أن الرئيس ترامب يعتبر إيران "قوة سلبية في المنطقة"، واعتبر أن تأثيرها السلبي على سيادة العراق لا يمكن تجاهله، حيث أن أذرع إيران متورطة في العديد من الأزمات التي تشهدها المنطقة.

وبخصوص احتمالية مواجهة إيران، قال فيليبس إن إدارة ترامب قد تتخذ خطوات مماثلة لتلك التي اتخذتها في الماضي، مثل استهداف قيادات في الفصائل المسلحة.

لكنه شدد على أن واشنطن حالياً تركز على جهود إحلال السلام في غزة وأوكرانيا، ولا ترغب في رؤية نزاع جديد في المنطقة.

ورغم ذلك، أضاف أن الإدارة الأميركية تبقى ملتزمة بتعزيز الجهد الدبلوماسي، في حين أن الرد العسكري سيظل خياراً متاحاً في حال أصرت إيران على موقفها.

الولايات المتحدة تنشر زهاء 2500 جندي في العراق (AFP)
الفصائل المسلحة في العراق "تعيد النظر" بمطالب إخراج القوات الأميركية
دفع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا الفصائل المتحالفة مع إيران في العراق إلى إعادة النظر في مساعيها الرامية لإخراج القوات الأميركية من البلاد، وفقا لعدة مسؤولين عراقيين وأميركيين تحدثوا لوكالة "أسوشيتد برس".

واندلعت خلافات جديدة بين الأحزاب السياسية العراقية، سيما قوى الإطار التنسيقي، حول موضوع نزع سلاح الفصائل المسلحة ودمجها في القوات الأمنية، وهو ما أصبح واحداً من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة العراقية.

هذا الخلاف يشكل عائقاً كبيراً أمام مساعي الحكومة لتحقيق الاستقرار على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وفي هذا السياق، قال عبد الرحمن الجزائري، القيادي في تيار القسم الوطني، لـ "الحرة" إن هناك تبايناً في الآراء بسبب رفض الفصائل المسلحة حتى اليوم موقف الحكومة العراقية بشأن دمجها في القوات الأمنية.

وأضاف أن هذه الفصائل رفضت حتى مطالب المرجعية الدينية التي دعت إلى أن يكون السلاح تحت إطار الدولة.

وفي المقابل، ترى بعض الأحزاب السياسية العراقية أن حل هذه الفصائل المسلحة أصبح أمراً ضرورياً، خاصة في ظل التغيرات السياسية على الساحة الإقليمية والدولية. 

وهناك مطالب متزايدة من المجتمع الدولي للضغط على الحكومة العراقية من أجل نزع سلاح الفصائل وحصره بيد الدولة.

وذكر صبحي المندلاوي، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، للحرة أن استمرار رفض هذه الفصائل سيسبب ضرراً للعراق في ظل الظروف الداخلية والخارجية الصعبة.

وحذر من أن عدم الالتزام بسياسات الحكومة قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة.

وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أكد في وقت سابق أن حكومته تعمل على دمج الفصائل المسلحة في القوات الأمنية ضمن الأطر القانونية والمؤسساتية، بهدف بناء عراق جديد يستند إلى إرثه الحضاري والعربي.