حريق ضخم متعمد بحسب المسؤولين وقع في مدينة ميناء بوشهر الإيرانية
حريق ضخم متعمد بحسب المسؤولين وقع في مدينة ميناء بوشهر الإيرانية

شب حريق هائل في مدينة ميناء بوشهر، جنوب غرب إيران، ليل الجمعة، في منطقة قريبة من مفاعل نووي إيراني.

وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية، إن حريقا كبيرا اجتاح مدخل مدينة ميناء بوشهر، بالقرب من تقاطع "باغ زهرا".

من جانبهم، سارع عشرات المغردين الإيرانيين برفع مقاطع فيديو، تظهر الحريق الضخم.

وأفاد شهود عيان للوكالة، أن إشعال النيران كانت متعمدا، إلا أنه لم يتم الكشف عن هوية المتسبب فيها إلى الآن.

وقال مدير عام الأزمات بمحافظة بوشهر، أن الحريق اندلع في مكان ليس به أي مبان، وإنما في ساحة تحتوي على أعمدة قصب.

وأوضح جهانغير دهقاني، أن عملية الإطفاء كانت صعبة، نظرا لطبيعة حقل القصب، المغمور بالمياه.

من جانبها، قالت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، إن الحريق الضخم اندلع في منطقة قرب مفاعل بوشهر النووي، وهو المفاعل الوحيد الذي لا يزال يعمل في إيران، حسب الصحيفة.

وتتعرض منشآت إيرانية من حين لآخر لهجمات بعضها سيبراني، تتسبب في اندلاع حرائق، وكان أبرزها منشأة نطنز، قبل نحو شهر.

الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)
الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)

قتل أكثر من 63 عتالا إيرانيا، وأصيب 284 آخرين خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي، أثناء نقلهم البضائع في المناطق الحدودية والطرق الجبلية بين كردستان إيران وإقليم كردستان العراق.

والعتّال أو "الكولبار" باللغة الكردية والفارسية، يقوم عادة بنقل بضائع من الجانب الإيراني لبيعها في الجانب العراقي، والعكس، في رحلة تدوم 12 ساعة من جانب إلى آخر.

وقالت منظمة "هانا" لحقوق الإنسان (منظمة كردية إيرانية) في تقرير لها خصت به موقع "الحرة" أن غالبية القتلى والجرحى من العتالين سقطوا إثر تعرضهم لنيران مباشرة من قبل الجيش وحرس الحدود الإيراني، بينما كانت الانهيارات الثلجية والتجمد وانفجار الألغام والسقوط من المرتفعات وحوادث السير، سببا لمقتل واصابة الآخرين منهم.

وكشفت المنظمة في إحصائية خاصة لـ"الحرة" أنه "بلغ إجمالي عدد القتلى من العتالين في عام 2024، 59 قتيلاً و271 جريحاً، ومن بين القتلى، لقي 41 شخصا مصرعهم بنيران مباشرة من قبل قوات الحكومة الإيرانية، بينما أصيب 216 شخصا بنيران مباشرة من قبل القوات الحكومية، و4 آخرين نتيجة انفجار ألغام أرضية، والبقية إثر حوادث طبيعية وحوادث طرق."

وبحسب احصائيات "هانا" قُتل 4 عتالين وجُرح 13 آخرين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام الحالي 2025، اثنان من القتلى سقطا بنيران مباشرة من قبل القوات الإيرانية، بينما قتل الاثنان الآخران بسبب البرد والانهيارات الأرضية، مشيرة إلى أن جميع الجرحى أصيبوا بنيران القوات الإيرانية.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير، لها نشرته في يوليو الماضي، أن "قوات الأمن الإيرانية تقتل أكراداً ينقلون البضائع عبر الحدود".

واتهمت المنظمة في تقريرها السلطات الإيرانية بـ"استخدام القوة المفرطة والقاتلة ضد أشخاص غالبيتهم أكراد يعبرون الحدود من العراق ومعهم بضائع لإعادة بيعها."

واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر في كردستان إيران تعود لقمع السلطات الإيرانية وتهميشها المجتمعات الكردية منذ فترة طويلة.

وفي الوقت ذاته، حثّت المنظمة السلطات الإيرانية على تطوير فرص اقتصادية مستدامة في المناطق الحدودية لتقليل الاعتماد على نقل البضائع عبر الحدود، حتى تتمكن هذه المجتمعات من تدبّر أمورها اقتصادياً.