قوة أميركية تجري مراقبة للتحركات الإيرانية في مضيق هرمز- أرشيف
قوة أميركية تجري مراقبة للتحركات الإيرانية في مضيق هرمز- أرشيف

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، الثلاثاء، أن المزاعم الإيرانية بشأن ناقلة النفط في الخليج "زائفة ولا أساس لها من الصحة".

وكانت طهران قد اتهمت واشنطن بـ "مصادرة" ناقلة نفط تحمل على متنها نفطا تابعا لها في بحر عمان.

واحتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي في خليج عمان الشهر الماضي، واكتفت القوات الأميركية بالمراقبة، وفق مصادر أميركية متعددة تحدثت لـ "الحرة" ووسائل إعلام أخرى.

وأشار كيربي إلى أنه لم يتم الإعلان عن "استيلاء إيران على ناقلة، لأننا كنا نراقب عن كثب"، مؤكدا أن بلاده تحترم "القانون الدولي وحرية الملاحة على خلاف إيران التي تنتهكها".

وشدد كيربي على أن "وجودنا في المنطقة يشكل رادعا للحرس الثوري الإيراني ووجودنا مرتبط بدعم حرية الملاحة والتجارة الحرة".

وكان التلفزيون الرسمي الإيراني أفاد، الأربعاء، بأن بحرية الحرس الثوري "أحبطت محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط تحمل على متنها نفطا تابعا لطهران في بحر عمان"، من دون أن يحدد تاريخ ذلك.

وزعم التلفزيون أن "الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطا إيرانيا معدا للتصدير ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، وقادتها لجهة مجهولة"، قبل أن تقوم بحرية الحرس "بإنزال" على متن الناقلة الثانية ومصادرتها، مشيرا إلى أنها "باتت حاليا في المياه الإقليمية الإيرانية"، بحسب ما نقلت "فرانس برس".

لكن وزارة الدفاع الأميركية، نفت، الأربعاء، المزاعم الإيرانية بشأن الحادث، وخاصة الادعاء بأن قوات بحرية أميركية حاولت استعادة ناقلة نفط من البحرية الإيرانية.

وأكد مسؤول بالبنتاغون لـ"الحرة" أن الحادث وقع الأسبوع الماضي، وأن "البحرية الأميركية كانت في موضع المراقب".

وأضاف أنه لم يحدث أي تبادل لإطلاق النار، أو أي توجيه لطلقات تحذيرية.

وقال مسؤول أميركي لمجلة نيوزويك: "ندحض المزاعم الإيرانية بمنعنا من استعادة السفينة"، مبينا أن القوات الأميركية في خليج عمان "لاحظت القوات البحرية الإيرانية تستولي على ناقلة النفط".

وأضاف أن "10 زوارق إيرانية سريعة" كانت موجودة إضافة إلى طائرة هيليكوبتر كانت تحلق في المكان، وأن القوات الأميركية "استجابت للأمر بمراقبة الوضع فقط".

وأوضح المسؤول للمجلة أن الولايات المتحدة رفضت الكشف عن تفاصيل الحادث، الأسبوع الماضي "بسبب عدد من الحساسيات". 

وأشار إلى أن إيران تستخدم الأمر "ضدنا، قائلة إنهم منعونا من استعادة هذه السفينة، في حين أنه من الواضح جدا أن قواتنا كانت تراقب ببساطة".

ويشكل تصدير النفط أحد المجالات المشمولة بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

وتنتشر البحرية الأميركية بشكل منتظم في الخليج. وغالبا ما اتهمت واشنطن طهران بنشاطات "استفزازية"، خصوصا في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خُمس إنتاج النفط العالمي.

ندوة المسؤولة الإيرانية السابقة في تونس أثارت جدلا
ندوة المسؤولة الإيرانية السابقة في تونس أثارت جدلا

أثار حضور مساعدة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي لشؤون المرأة والأسرة، أنسية خزعلي، في تونس لإلقاء محاضرة في ندوة حول المرأة موجة غضب واسعة لدى التونسيين على منصات التواصل الاجتماعي. 

وشاركت خزعلي، الأحد، في ندوة بعنوان "مكانة المرأة في المجتمع الحديث؛ التجربة الإيرانية والتجربة التونسية" ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني الذي يختتم الأربعاء.

وواجه حضورها انتقادات واسعة لدى فئة عريضة من التونسيين على منصات التواصل الاجتماعي وكذلك سياسيين وحقوقيين، معتبرين أن مشاركتها فيها مسّ من حقوق المرأة التونسية ومكتسباتها.

وجاءت زيارة المسؤولية الإيرانية السابقة في سياق بحث تونس في عهد سعيد عن التقارب مع إيران طيلة العامين الماضية.

نفى الرئيس التونسي التضييق على ترشح منافسيه في الانتخابات المقبلة - صورة أرشيفية.
تونس تفتح أبوابها لإيران.. ماذا يريد قيس سعيّد؟
قررت تونس، إعفاء الإيرانيين من تأشيرة الدخول، في خطوة سبقتها زيارة من الرئيس قيس سعيّد، هي الأولى إلى طهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، للمشاركة في تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادث تحطم طائرة مايو الماضي.

كما قررت تونس، في يونيو الماضي، إعفاء الإيرانيين من تأشيرة الدخول، في خطوة سبقتها زيارة من الرئيس قيس سعيد، هي الأولى إلى طهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 للمشاركة في تشييع الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

انتقادات واستياء

وأثارت الصور التي نشرها "قصر الزهراء"، وهو المكان الذي احتضن فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني بتونس العاصمة، على صفحته بفيسبوك، سيلا من الانتقادات.

جانب من الحضور الإيراني في ندوة حول المرأة في تونس

واعتبر الناشط محمد علي بوسنينة أن ما حدث يأتي في سياق "المؤتمرات والمؤامرات"، مشيرا إلى أن "واقع المرأة وموقعها في المجتمع في تونس يختلف عن سواه، أكان الأمر في السعودية السنية أو إيران الشيعية".

وقال بوسنينة في تدوينة نشرها بفيسبوك "ما نشهده هذه الأيام من تواتر وتسابق في تنظيم ندوات حول المرأة براعية ممثلي فرع تنظيم القرضاوي في تونس أو الوافدين عليها من بلاد الملالي ليس إلا مدخلا مبطنا لأعداء الحداثة في تونس وللمتشبعين بفكرة "العورة" للانقضاض على المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية و الموقع الرفيع الذي تحتله عن جدارة في المجتمع".

بدورها، اتهمت الروائية والباحثة آمنة الرميلي المسؤولة الإيرانية السابقة بمعاداة حقوق النساء، معربة عن استغرابها من "اختيار موضوع المرأة في أيّام ثقافيّة لدولة ثيوقراطيّة هي من أكثر دول العالم قمعا للنّساء".

وطالبت الرميلي في عريضة نشرتها على فيسبوك وقعها حقوقيون وسياسيون وناشطون بالمجتمع المدني في تونس بـ"عدم تمرير الدّعاية السّياسيّة تحت عنوان التّعاون الثّقافيّ بين الدّول".

وشدد الموقعون على هذه العريضة على رفضهم "استقبال تونس لدعاة انتهاك حقوق اﻹنسان وحقوق اﻹنسان للمرأة، مهما كان لونهم السّياسيّ أو المذهبيّ".

من جانبها، استنكرت الأستاذة الجامعية بمعهد الصحافة في تونس، سلوى الشرفي، حضور الإيرانيات في ندوة حول المرأة.

وتساءلت "ندوة الحضارة؟ حضارة الولي الفقيه ممثل الله على الأرض ونكاح الصغيرة؟ وقتل النساء تحت التعذيب؟ في تونس بالذات سيقضون أسبوعا يبشرون بالتخلف وثقافة الحروب التي جلعتهم في القاع رغم ثروتهم البترولية".

تهديد هوية

في السياق ذاته، عبرت عضوة البرلمان فاطمة المسدي عن "رفضها القاطع" توفير منبر حواري لـ"تقديم دروس في حقوق المرأة من الجانب الإيراني"، لافتة إلى أن هناك "بونا شاسعا" بين تونس وإيران في هذا المجال.

وقالت المسدي لموقع "الحرة" إن "تونس التي سنّت مجلة الأحوال الشخصية وعززت حقوق المرأة في البلاد لا يجب أن ترحّب بأناس لا يعترفون بهذه الحقوق ويحاولون تسريب أفكارهم إلى المجتمع التونسي في أسلوب يهدد هويته وثقافته">

وأضافت في هذا السياق "إيمانا منا بأهمية المعاملة بالمثل والند للند أنا مستعدة مع مجموعة من النساء التونسيات للقيام بمحاضرة في إيران للتعريف بحقوق المرأة التونسية واعتزازنا بمجلة الأحوال الشخصية".

وبخصوص التعاون بين تونس وإيران، أكدت المسدي أنه "لا ضير في ذلك إذا كان يشمل التعاون الاقتصادي وقضايا الأمن القومي، لكن الأمر مرفوض إذا تعلق بهوية المجتمع ومكاسب المرأة"، وفقها.

كما دعت المتحدثة وزارة الثقافة التونسية إلى "ضرورة الانتباه لمثل هذه المسائل وعدم ترك المجال أمام الراغبين في التأثير على التونسيين وتغيير نمطهم الاجتماعي".

رسالة إلى الرئيس 

من جانب آخر، وجه محسن مرزوق، السياسي والمستشار السابق للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، رسالة مفتوحة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد يذكره فيها بـ"خلافات تونس مع مقومات النظام الإيراني الحالي"، خاصة أن دستور هذا البلد المغاربي "ينص على الدولة المدنية".

ودعا مرزوق في رسالته التي نشرها بفيسبوك، الاثنين، الرئيس سعيد لـ"النّأي بتونس وشعبها عن أتون الصراعات الدولية الرهيبة في المنطقة والعالم والتي تأخذ فيها إيران موقعا يخصّها وتبحث عن مصالح وأهداف لا ينبغي أن نكون في علاقة بها، ظاهرا أو باطنا. ولا ينفعنا أن نخلق الانطباع بالتنسيق معها، إذا لم يكن هذا الانطباع واقعا".

وتابع بالقول "لننظر حولنا حتى الدول الشقيقة الجارة الأقوى منّا ثروة وقوّة عسكرية، تناور وتبحث عن موقع مختلف في ظلّ متغيرات دولية سريعة. وكذلك يجب أن يفعل منطق الدولة الحيّ الذي يتفاعل مع ما يحصل حوله".