عدد عمليات الإعدام يرتفع 30 بالمئة خلال العام 2023 (أرشيفية)
حالات الإعدام في إيران تزداد بشكل مقلق لقمع المحتجين ضد النظام

أعلنت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من النروج مقرا، الجمعة، أن السلطات الإيرانية أعدمت 55 شخصا حتى الآن في العام 2023، مضيفة أن الاستخدام المتزايد لعقوبة الإعدام يهدف إلى بث الخوف في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

من جهتها، أفادت منظمة العفو الدولية بأن ثلاثة رجال حكم عليهم بالإعدام بسبب الاحتجاجات - أصغرهم يبلغ 18 عاما - تعرضوا لـ"تعذيب شنيع" أثناء احتجازهم.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، إنها أكدت 55 عملية إعدام على الأقل في الأيام الـ26 الأولى من هذه السنة. 

وأضافت أن أربعة أشخاص أُعدموا بتهم مرتبطة بالاحتجاجات، بينما غالبية الذين تم شنقهم - 37 مدانا - أُعدموا في جرائم تتعلق بالمخدرات.

وأوضحت المنظمة أن 107 أشخاص على الأقل لا يزالون يواجهون خطر الإعدام على خلفية التظاهرات، بعد الحكم عليهم بالإعدام أو بتهم ارتكاب جرائم يُعاقب عليها بالإعدام.

ومع تزايد استخدام إيران لعقوبة الإعدام في السنوات الأخيرة، أشارت منظمة حقوق الإنسان في إيران إلى أن "كل عملية إعدام من قبل الجمهورية الإسلامية هي سياسية" لأن الهدف الرئيسي منها "هو خلق الخوف والرعب في المجتمع".

وقال مدير المنظمة محمد أميري مقدم إنه "لوقف آلة الإعدام الحكومية، يجب عدم التسامح مع أي إعدام، سواء كان سياسيا أو غير سياسي". 

وأضاف أن عدم وجود رد فعل كاف من المجتمع الدولي يخاطر بخفض "الثمن السياسي لإعدام المتظاهرين".

"قتل بموافقة الدولة"

اتهم ناشطون إيران باستخدام عقوبة الإعدام كوسيلة ترهيب لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر إثر وفاة، مهسا أميني، (22 عاما)، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للنساء في البلاد.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن "استخدام (إيران) للإجراءات الجنائية" لمعاقبة المتظاهرين "يرقى إلى قتل بموافقة الدولة".

وقالت منظمة العفو الدولية، الجمعة، إن ثلاثة رجال حكم عليهم بالإعدام في ديسمبر تعرضوا للتعذيب "بما في ذلك الجلد، والصعق بصدمات كهربائية، والتعليق من القدمين والتهديد بالقتل بالسلاح".

وأضافت المنظمة في بيان أن هؤلاء دينوا بالتحريض على الحرق المتعمد والتخريب خلال احتجاجات في سبتمبر في محافظة مازندران في شمال إيران.

وقالت إن، جواد روحي، (31 عاما) تعرض لتعذيب شمل "الاعتداء الجنسي عبر وضع ثلج على خصيتيه".

وأضافت أن، مهدي محمدي فارد، (19 عاما) احتجز لمدة أسبوع في الحبس الانفرادي في زنزانة تضيق بالفئران وتعرض للاغتصاب، مما أدى إلى "إصابات في الشرج ونزف في المستقيم، استدعت نقله إلى المستشفى".

وأشارت إلى أن، أرشيا تكداستان، (18 عاما) "تعرض للضرب والتهديدات بالقتل، بما في ذلك توجيه مسدس نحو رأسه إذا لم +يعترف+ أمام كاميرا فيديو". 

عمليات إعدام متصاعدة

لم تنشر منظمة حقوق الإنسان في إيران وغيرها من المنظمات الحقوقية بعد أرقاما عن عمليات الإعدام في إيران في العام 2022.

لكن منظمة حقوق الإنسان في إيران قالت في ديسمبر، إن أكثر من 500 شخص تم شنقهم بحلول ذلك الوقت - وهو أعلى رقم في خمس سنوات - بينما أفادت بياناتها بأن 333 شخصا أُعدموا في العام 2021، في زيادة قدرها 25 في المئة مقارنة بـ267 في العام 2020.

إضافة إلى اعتقال آلاف الأشخاص، استخدمت قوات الأمن الإيرانية أيضا ما يصفه الناشطون بالقوة المميتة لقمع الاحتجاجات.

ووفق التعداد الأخير لمنظمة حقوق الإنسان في إيران، فقد قتلت القوات الأمنية 488 شخصا على الأقل، بما في ذلك 64 شخصا تحت سن الـ18، خلال الاحتجاجات التي عمت أنحاء البلاد.

ومن بين الأشخاص الـ64، كانت هناك عشر فتيات، حسبما أضافت المنظمة.

وأُعدم، محسن شكاري، (23 عاما) في طهران في الثامن من ديسمبر لإصابته عنصرا في القوات الأمنية، بينما تم شنق، مجيد رضا رهناورد، البالغ من العمر 23 عاما أيضا، علنا في مشهد في 12 ديسمبر بتهمة قتل عنصرين من قوات الأمن بسكين.

وفي السابع من يناير، أعدمت إيران، محمد مهدي كرمي، وسيد محمد حسيني،  لإدانتهما بالضلوع في عملية قتل عنصر في قوات التعبئة ("الباسيج")، في مدينة كرج غرب طهران في نوفمبر.

وفي 14 يناير، أعلنت إيران أنها أعدمت، علي رضا أكبري، الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، بعدما حكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس لصالح بريطانيا. وكان قد اعتُقل قبل أكثر من عامين. 

ويقول محللون إن الاحتجاجات هدأت منذ نوفمبر، غير أن الحركة الاحتجاجية لاتزال تشكل تحديا للجمهورية الإسلامية.

تتهم الولايات المتحدة ودول أوروبية طهران بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا يمكن استخدامها في حربها مع أوكرانيا.
تتهم الولايات المتحدة ودول أوروبية طهران بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا يمكن استخدامها في حربها مع أوكرانيا.

ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، السبت، أن إيران أرسلت قمرين اصطناعيين منتجين محليا إلى روسيا لإطلاقهما في الفضاء بواسطة مركبة فضاء روسية وذلك في أحدث تعاون في مجال الفضاء بين البلدين الخاضعين لعقوبات أمريكية.

وقالت تسنيم إن تطوير القمر الاصطناعي (كوثر)، الذي يمكنه التقاط صور عالية الدقة، و(هدهد)، وهو قمر اصطناعي صغير للاتصالات، هو أول جهد كبير لقطاع الفضاء الخاص في إيران.

كانت روسيا أرسلت قمرين اصطناعيين إيرانيين إلى الفضاء، في فبراير، وكذلك في 2022 عندما عبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم إزاء التعاون بين البلدين في مجال الفضاء خشية ألا يساعد القمر روسيا في حربها في أوكرانيا فحسب وإنما في مراقبة أهداف عسكرية محتملة في إسرائيل والشرق الأوسط ككل.

وقالت تسنيم إن (كوثر) يمكن استخدامه في الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية ومراقبة البيئة وإدارة الكوارث. أما (هدهد) فهو مصمم للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية ويمكن استخدامه في المناطق النائية التي لا تتوفر فيها سوى إمكانية ضئيلة للوصول إلى الشبكات الأرضية.

وكانت إيران نفذت، في سبتمبر، عملية إطلاق قمر اصطناعي لها هذا العام باستخدام صاروخ من تصنيع الحرس الثوري. 

وجاء الإطلاق في الوقت الذي تتهم فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية طهران بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا يمكن استخدامها في حربها مع أوكرانيا. ونفت إيران ذلك.