هذه المنصة الجديدة تتماشى على نطاق واسع مع "مزارع الصواريخ" الإيرانية.
هذه المنصة الجديدة تتماشى على نطاق واسع مع "مزارع الصواريخ" الإيرانية. | Source: IRAN MILITARY ACHIEVEMENTS MEDIA

جدد هجوم على منشأة عسكرية إيرانية، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، الانتباه إلى برنامج إيران الصاروخي، الذي يقلق منافسيها الإقلميين.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الغارة، السبت الماضي، تسببت في انفجار كبير في مدينة أصفهان، وكانت من عمل وكالة الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة بالموساد، وفق لمسؤولين استخباراتيين كبار.

وتقول الصحيفة إن أصفهان، في وسط إيران، هي مركز تنتج فيه إيران أبحاثها وتطور فيه الصواريخ، بما في ذلك تجميع صواريخ شهاب الباليستية متوسطة المدى، والتي يمكن أن تصل إلى إسرائيل وخارجها.

صورة لصواريخ قيام الإيرانية

صواريخ أكثر دقة

وعززت إيران بشكل متزايد قدراتها الصاروخية بعيدة المدى في السنوات الأخيرة وتخشى إسرائيل من أن تستخدم هذه الصواريخ يوما ما لحمل رأس حربي نووي محتمل.

وتنقل الصحيفة عن تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن أصفهان بها موقعين لنشر الصواريخ وأربع منشآت صغيرة للأبحاث النووية، لكن المنشأة التي تعرضت للقصف، السبت، لا يبدو أنها ذات صلة نووية.

وقال داني ياتوم، الرئيس السابق للموساد، لإذاعة الجيش في إسرائيل، الاثنين، إن الهجوم استهدف منشأة تطور صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وتقول الصحيفة إن ترسانة الصواريخ الإيرانية هي الأكبر في الشرق الأوسط والأكثر تنوعا، مشيرة إلى أن الجنرال، كينيث ماكنزي جونيور، الذي تقاعد مؤخرا كقائد للقيادة المركزية الأميركية، قال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ العام الماضي "لديهم أكثر من 3000 صاروخ باليستي من أنواع مختلفة، بعضها يمكن أن يصل إلى تل أبيب".

تعمل إيران على تعزيز قدراتها الصاروخية

وأضاف القائد السابق "على مدى السنوات الخمس إلى السبع الماضية، استثمروا بكثافة في برنامج الصواريخ الباليستية. صواريخهم لها مدى أكبر بكثير ودقة معززة بشكل كبير".

ويثير ذلك المخاوف لأن الصواريخ الباليستية لطالما اعتبرت نظاما يمكن استخدامه لسلاح نووي محتمل، وفقا لمارك فيتزباتريك، مسؤول سابق في وزارة الخارجية عن منع الانتشار النووي يعمل الآن في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ولكن حتى الآن لم يثبت العلماء الإيرانيون بعد أنهم أتقنوا المهمة الصعبة المتمثلة في إطلاق صاروخ باليستي يمكنه حمل سلاح نووي بنجاح وإطلاقه إلى هدفه، وفق الصحيفة، لكن إيران لديها ما لا يقل عن تسعة صواريخ باليستية قد تكون قادرة على مثل هذا العمل.

وفي وقت تصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، تشير تقييمات الاستخبارات الأميركية إلى أن طهران سيكون لديها القدرة على إنتاج أسلحة نووية في مرحلة ما في المستقبل، لكنها لم تتقن بعد جميع التقنيات اللازمة. وخلصت تلك التقييمات إلى أن إيران أوقفت برنامجها للأسلحة النووية.

تقارير الاستخبارات الاميركية تقول إن إيران تمتلك آلاف الصواريخ

وتجعل إسرائيل منع إيران من الحصول على أسلحة نووية من بين أهم أولوياتها في السياسة الخارجية.

وما يثير قلق الإسرائليين هو أن إيران زودت في السنوات الأخيرة وكلائها في لبنان وسوريا بمجموعة من الصواريخ الموجهة بدقة والطائرات بدون طيار والمعدات العسكرية.

وتتهم السعودية إيران بتسليح الحوثيين، لكن طهران تنفي هذه الاتهامات وتقول إن دعمها للمتمردين محض سياسي. 

وأطلقت إيران، الأربعاء، صاروخين بالستيين بمدى 1400 كلم تقريبا، بينما تواصل اختباراتها العسكرية في تحد للعقوبات الأميركية وبعد تحذيرات من واشنطن.

وكانت إيران أجرت، الثلاثاء، تجارب إطلاق صواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى ضمن عملية أطلق عليها اسم "اقتدار الولاية" وأجريت من مواقع عدة من البلاد تحت إشراف "الحرس الثوري والقوة الجوفضائية"، بحسب الإعلام الإيراني.

مسلحو "حماس" اخترقوا الحدود وأخذوا رهائن
مسلحو حماس أثناء اختراقهم سياج غزة باتجاه إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

في الذكرى السنوية الأولى لهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر على إسرائيل، طرحت إذاعة أوربا الحرة سؤالين مرتبطين بالهجوم، وهما: إلى أي مدى أضعفت إسرائيل أطرافا رئيسيين في ما يسمى بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران؟ وإلى أي مدى اقتربت الحرب الشاملة بين تل أبيب وطهران؟

وقال علي آلفونه، وهو زميل بارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن "إسرائيل من خلال التصدي للوكلاء الإيرانيين، قوضت مكوناً رئيسياً من عقيدة الأمن القومي لطهران". وأضاف: "لقد شهدت إيران تقلص حزب الله اللبناني إلى لا شيء تقريباً. وحد ذلك، على نحو كبير، ما يمكن يقدمه حزب الله لإيران في الأمد القريب".

وفي الأول من أكتوبر، شنت إيران أكبر هجوم صاروخي لها على الإطلاق ضد إسرائيل، في ما اعتبر رداً على اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله قبل أيام.

ورجح آلفونه، بأن يكون الهجوم الإيراني "مدفوعاً بمخاوف من أن إسرائيل، استهدفت ترسانات حزب الله الصاروخية، التي قد تردع إسرائيل عن استهداف البنية الأساسية النووية الإيرانية".

وتابع: "إذا لم تعد هذه الصواريخ موجودة، فإن الأمور تبدو قاتمة للغاية بالنسبة لإيران. ربما كانت الضربة الإيرانية لإسرائيل، محاولة لتحويل انتباه إسرائيل بعيداً عن لبنان".

ويشكل "محور المقاومة" مفتاحاً لمحاولات إيران الحفاظ على الضغط العسكري على إسرائيل، وردع عدوها اللدود عن مهاجمة الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر، وفقاً لتقرير إذاعة أوربا الحرة.

وعانى حزب الله من ردة فعل قوية في الأشهر الأخيرة. فقد أدت الهجمات الإسرائيلية، إلى تدمير قياداته، وتدهور قدراته القتالية، وإضعاف اتصالاته.

وفي اليمن، على بعد حوالي 2000 كيلومتر إلى الجنوب، بدأ الحوثيون في إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار متطورة على إسرائيل، بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر، واستهدفوا حركة الملاحة البحرية الدولية قبالة سواحل اليمن.

أدت هذه الإجراءات، إلى إعادة الحوثيين لقائمة الإرهاب الأميركية في يناير الماضي.

في أواخر سبتمبر، استهدفت موجات من الضربات الجوية الإسرائيلية أهدافاً للحوثيين في اليمن. وفي العراق وسوريا، تعرضت الميليشيات الموالية لإيران وأعضاء في الحرس الثوري الإيراني، لضربات إسرائيلية أيضاً.

قال تريتا بارسي، المؤسس المشارك لمعهد كوينسي للحكم الرشيد ومقره واشنطن: "لقد تلقى حزب الله ضربة بالتأكيد، لكن النشوة التي اجتاحت إسرائيل وأجزاء من واشنطن، تبدو سابقة لأوانها ومبالغ فيها. ربما يكون المحور قد فقد قدراته لكنه بعيد عن مغادرة" الصراع.

وقال حميد رضا عزيزي، زميل في المعهد الألماني للشؤون الأمنية الدولية، إن "حماس والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، وإلى حد ما حزب الله، ضعفت من حيث الأسلحة والموارد البشرية".

لكنه أضاف: "هذا لا ينطبق على محور المقاومة بالمجمل".

وفي حالة حزب الله، قال عزيزي إن "الجماعة لديها قوة بشرية كبيرة، يبلغ مجموعها حوالي 100 ألف مقاتل".

وأضاف أن "حزب الله استخدم أيضاً صواريخه الباليستية الأقوى ضد إسرائيل بشكل نادر".

حزب الله يصنف على أنه أكبر وأقدم مجموعة وكلاء إيرانية وأفضلها تدريبا في الشرق الأوسط
"أذرع إيران" في الشرق الأوسط.. ما هو "محور المقاومة"؟
تشكل الجماعات المدعومة من إيران ما يسمى "محور المقاومة"، وهو تحالف من الميليشيات المسلحة التي تضم حركتي الجهاد وحماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وجماعات مسلحة عدة في العراق وسوريا، وهي بمثابة خط دفاع أمامي إيراني.

وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون بالفعل صواريخ باليستية عالية القدرة، وهم الأقل تأثراً بالضربات الإسرائيلية.

وقال عزيزي إن "التأثير الأكبر كان على هيكل القيادة والتنسيق لمحور المقاومة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي كان مسؤولاً عن تنسيق كل هذه المجموعات، بما في ذلك جهود التدريب والتجنيد".

وأسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر عن مقتل نحو 1200 شخص، بالإضافة لاقتياد 250 رهينة إلى قطاع غزة، ولا يزال أكثر من 100 رهينة محتجزين لدى الحركة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيل في القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، فضلا عن التسبب بأزمة إنسانية.