نشطاء حقوقيون يقولون إن أكثر من 500 متظاهر قتلوا منذ سبتمبر
نشطاء حقوقيون يقولون إن أكثر من 500 متظاهر قتلوا منذ سبتمبر

أظهرت مقاطع على الإنترنت، الجمعة، احتجاجات هزت إيران مرة أخرى ليل الخميس بعد أن بدا أنها تتراجع في الأسابيع القليلة الماضية، ودعا المشاركون إلى الإطاحة بالجمهورية الإسلامية.

تزامنت المسيرات التي خرجت في عدة مدن من بينها طهران مساء الخميس واستمرت حتى الليل مع مرور 40 يوما على إعدام اثنين من المحتجين الشهر الماضي.

وأُعدم محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني شنقا في الثامن من يناير، بعد إعدام اثنين آخرين في ديسمبر.

وبدأت الاحتجاجات في سبتمبر الماضي إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها بتهمة انتهاك القواعد الصارمة لملابس النساء.

وأظهرت مقاطع فيديو، الجمعة، خروج مظاهرات ليلية في عدة أحياء في طهران وكذلك في مدن كرج وأصفهان وقزوين ورشت واراك ومشهد وسنندج وقروه وإيذج في إقليم خوزستان.

واستطاعت رويترز من التأكد من ثلاثة مقاطع لاحتجاجات في زاهدان وأحد المقاطع لاحتجاجات في طهران.

وفي مقطع قيل إنه من مدينة مشهد الشيعية المقدسة في الشمال الشرقي ردد محتجون "أخي الشهيد، سنثأر لدمك".

وأظهرت مقاطع فيديو أخرى احتجاجات حاشدة في زاهدان، عاصمة إقليم سيستان وبلوخستان، موطن الأقلية البلوخية في جنوب شرق إيران.

وقال القضاء الإيراني إن محكمة أصدرت قرارا بفصل وسجن قائد شرطة متهم باغتصاب فتاة.

أثار حادث الاغتصاب الغضب قبل احتجاجات 30 سبتمبر، التي قوبلت بحملة أمنية شديدة في زاهدان قتل فيها ما لا يقل عن 66 شخصا، وفقا لمنظمة العفو الدولية.

وشكلت الموجة الطويلة من الاحتجاجات أحد أقوى التحديات التي واجهتها الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979. وخلال المظاهرات تلوح النساء بأغطية الرأس أو تحرقها أو يقمن بقص شعرهن.

وبينما بدا أن الاحتجاجات تراجعت في الأسابيع الماضية، ربما بسبب عمليات الإعدام أو القمع الوحشي، فإن تجليات العصيان المدني لم تتوقف.

وترددت أصداء الهتافات الليلية المناهضة للنظام في أحياء طهران ومدن أخرى. ويرسم شباب تحت جنح الليل رسومات جدارية تندد بالجمهورية الإسلامية أو يحرقون اللوحات الإعلانية أو اللافتات المؤيدة للحكومة على الطرق السريعة الرئيسية.

ووقفت كثير من النساء اللاتي كن من بين عشرات السجناء الذين أفرجت السلطات عنهم مؤخرا أمام الكاميرات دون غطاء للرأس.

ولم تظهر السلطات أي تهاون بشأن سياسة الحجاب الإلزامي، التي تمثل إحدى السياسات الرئيسية في الجمهورية الإسلامية.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية في الأسابيع الأخيرة بإغلاق العديد من المحال والمطاعم والمقاهي بسبب عدم الالتزام بقواعد الحجاب.

وطالب مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي النقابات العمالية بتطبيق أكثر صرامة لقواعد الحجاب في المتاجر والشركات في طهران.

وتلقت الطالبات اللائي لا يلتزمن بقواعد الحجاب الصارمة تحذيرات الشهر الماضي بمنعهن من دخول جامعة طهران، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن حوالي 50 طالبة مُنعن من دخول جامعة أورميه في الشمال الغربي لمخالفتهن قواعد الحجاب.

ويقول نشطاء حقوقيون إن أكثر من 500 متظاهر قتلوا منذ سبتمبر بينهم 71 قاصرا. كما تم اعتقال نحو 20 ألفا. وبحسب السلطة القضائية فقد تم شنق أربعة أشخاص على الأقل.

وأُدين كرامي، بطل الكاراتيه البالغ من العمر 22 عاما، وحسيني بقتل أحد عناصر ميليشيا الباسيج شبه العسكرية.

وقالت منظمة العفو الدولية إن المحكمة التي أدانت كرامي اعتمدت على اعترافات قسرية، فيما أشار محاميه إلى أن موكله تعرض للتعذيب.

وجرى إعدام شخصين آخرين في 8 و12 ديسمبر.

وقالت خمس ناشطات أفرج عنهن، الخميس، في بيان مشترك إنهن مدينات بحريتهن لتضامن "شعب وشباب إيران المحبين للحرية"، بحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضفن "اقترب يوم الحرية".

A handout picture provided by the office of Iran's Supreme Leader Ayatollah Ali Khamenei on January 3, 2020 shows the newly…
اسماعيل قآاني

في الوقت الذي تزايدت فيه التكهنات بشأن مصير قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، كشف نائبه، إيرج مسجدي، الإثنين، أنه "بصحة جيدة".

وأضاف أنه "لا حاجة لمزيد من التصريحات بشأن هذه القضية"، وفق ما نقلته رويترز عن وسائل إعلام محلية إيرانية.

وكان مصير قآاني قد أثار التساؤلات خلال الأيام الماضية، وصرح مسؤولان أمنيان إيرانيان بارزان لرويترز، الأحد، أن التواصل معه "انقطع" منذ الضربات على بيروت نهاية الأسبوع الماضي، وسط تقارير أشارت إلى أنه كان هناك.

وأفاد أحد المسؤولين بأن قاآني كان في الضاحية الجنوبية لبيروت عندما وقعت ضربة، الخميس، تردد أنها استهدفت خليفة نصر الله، المحتمل هاشم صفي الدين، لكن المسؤول أوضح أن قاآني لم يلتق بصفي الدين.

وقال المسؤول إن إيران وحزب الله لم يتمكنا من الاتصال بقاآني منذ ذلك الحين.

وتضرب إسرائيل أهدافا متعددة في الضاحية الجنوبية في حملة تشنها على جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

وذكر المسؤول الثاني أن قاآني توجه إلى لبنان بعد مقتل نصر الله، وفقدت السلطات الإيرانية الاتصال به منذ الضربة التي قيل إنها استهدفت صفي الدين.

ولم يعلق حزب الله حتى الآن على مصير صفي الدين.

ويشرف فيلق القدس على عمل الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن ومجموعات في العراق وسوريا بجانب حماس في غزة، ويطلق عليهم "محور المقاومة".

لأول مرة.. تعليق إيراني على ما جرى لقائد الحرس الثوري بعد ضربة إسرائيلية
قال مسؤولان أمنيان إيرانيان كبيران لرويترز، الأحد، إن الاتصال بقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، الذي سافر إلى لبنان بعد مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله الشهر الماضي في غارة جوية إسرائيلية، فُقد منذ الضربات على بيروت الأسبوع الماضي.

وشوهد قاآني (67 عامًا)، آخر مرة علنًا في مكاتب حزب الله بطهران، بعد يومين من قيام إسرائيل بقتل زعيم الجماعة، حسن نصر الله، في لبنان، وفقًا للصور التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية.

وكان قآاني غائبًا بشكل ملحوظ عندما قاد المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجمعة الماضية.

وسبق أن ذكر موقع "تابناك" الإيراني المحلي: "ينتظر الرأي العام أنباء تشير إلى أن جنرالنا على قيد الحياة وبصحة جيدة"، فيما نشر موقع إخباري آخر "شهر خبر" سيرة ذاتية لقآاني، الذي أمضى عقودا من الخدمة في صفوف الحرس الثوري.

بينما قال موقع "إيران إنترناشيونال"، إن تابناك لفت إلى الأخبار التي تفيد بإصابة أو مقتل قائد فيلق القدس، في الهجوم الإسرائيلي على جنوبي لبنان فجر الجمعة، وانتقد الموقع عدم وجود تعليق رسمي، مضيفا أنه "إذا كان  بخير، فإن أفضل طريقة لتأكيد سلامته هي نشر فيديو له في وسائل الإعلام".