اتهم والد الشابة الإيرانية مهسا أميني القضاء بالمماطلة وعدم الحيادية في التعامل مع قضية ابنته التي توفيت في حجز للشرطة في سبتمبر الماضي، ما أثار موجة من الغضب والاحتجاجات ضد المؤسسة الدينية في البلاد.
وقال أمجد أميني في مقابلة مع موقع "إيران واير" ومقره لندن، أن عائلته لا تزال تسعى لتحقيق العدالة والحصول على الحقيقة فيما يتعلق بوفاة الشابة البالغة من العمر 22 عاما.
وعبر أميني عن خيبة أمله العميقة من انعدام الحيادية التي أظهرها القضاء في التعامل مع قضية ابنته.
وأضاف: "للأسف، منذ البداية، لم يستجب النظام القضائي للشكاوى والطلبات التي قدمتها، ولم يردوا كذلك على محامي العائلة المسؤول عن القضية"، مبينا أن "العائلة طلبت مراجعة اللقطات التي سجلتها الكاميرا المربوطة بجسد الضابط داخل الشاحنة التي اعتقلت فيها مهسا، لكن من دون جدوى".
وتابع أمجد أن العائلة وجهت كذلك طلبا للسماح للمحامين بالتحقيق والتحدث مع النساء اللواتي تم القبض عليهن رفقة مهسا في ذات الشاحنة، إلا أن النظام القضائي لم يستجب أو يوافق على أي من طلباتنا".
كما أعرب أمجد أميني عن حزنه العميق لأعمال العنف التي اجتاحت البلاد عقب وفاة ابنته، وقال إن "موت ابنتي المأساوي أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة النطاق داخل وخارج البلاد وكانت كلفتها باهظة على الشعب".
وبحسب أمجد، فإن القضاء فشل أيضا في الاستجابة لطلبات تحقيق العدالة المرسلة من قبل عائلات الضحايا الآخرين.
وأضاف: "سنضطر إلى اتخاذ إجراءات قانونية دولية إذا لم نحقق أي نتائج من خلال النظام القضائي الإيراني".
وتوفيت الكردية الإيرانية مهسا أميني في حجز لشرطة الأخلاق في طهران بعد اعتقالها بحجة عدم احترامها قواعد الحجاب المفروضة على النساء في إيران.
وزعمت السلطات الإيرانية أن الشابة توفيت بسبب مرض وليس بسبب "الضرب"، حسب تقرير طبي رفضه والدها. وقال ابن عمها إنها ماتت بعد "ضربة عنيفة على الرأس".
وتؤكد منظمات حقوقية أن أكثر من 500 شخص على الأقل قتلوا، بينهم 70 على الأقل دون سن 18، منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران. كما اعتقل آلاف أخرون، أعدمت السلطات عددا منهم بتهم المشاركة في التظاهرات.