عن الصاروخ جرى على منصة خلال حفل نُظم في مكان لم يتم تحديده بحضور الرئيس الإيراني ومسؤولين عسكريين
عن الصاروخ جرى على منصة خلال حفل نُظم في مكان لم يتم تحديده بحضور الرئيس الإيراني ومسؤولين عسكريين

في خطوة من شأنها أن تزيد التوترات مع الولايات المتحدة خصوصا والغرب عموما، أعلنت إيران إضافة سلاح جديد إلى ترسانتها عبر إزاحتها الستار عما وصفه مسؤوليها أول صاروخ بالستي فرط صوتي محلي الصنع، "يبلغ مداه 1400 كيلومترا وتصل سرعته لـ15 ضعفا سرعة الصوت".

تم الكشف عن الصاروخ، الذي أطلق عليه اسم "الفتاح"، الثلاثاء، على منصة خلال حفل نُظم في مكان لم يتم تحديده بحضور الرئيس ومسؤولين عسكريين بينهم رئيس الحرس اللواء حسين سلامي، بحسب التلفزيون الرسمي ووكالة الانباء الرسمية (إرنا). 

ونشرت وسائل الإعلام المحلية صورا للصاروخ الذي أنتجته قوة الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني.

وكانت إيران أعلنت في نوفمبر الماضي، أنها صنعت هذا الصاروخ، مما أثار قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني. 

والصواريخ الفرط صوتية مصممة للتحليق بسرعات عالية وعلى ارتفاعات منخفضة ويمكنها أيضا أن تغيّر اتجاهها في أثناء الرحلة، الأمر الذي يجعل عملية اعتراضها أكثر صعوبة بالمقارنة مع الصواريخ التقليدية أو حتى البالستية التي تتبع مسارا خطيا يمكن توقعه وبالتالي اعتراضها بسهولة أكبر.

لم ينشر المسؤولون الإيرانيون صورا تثبت إطلاق "فتاح" بنجاح ثم ضربه لهدف معين. 

بالتالي يشكك خبراء مستقلون في صحة الادعاءات الإيرانية المتعلقة بامتلاكها تكنولوجيا عسكرية تكافح حتى أكثر الدول تقدما في الحصول عليها.

Iranian President Ebrahim Raisi speaks during the unveiling ceremony of the new ballistic missile called "Fattah" with a range of 1400 km, in Tehran
إيران تعلن إنتاج أول صاروخ فرط صوتي "قادر على اجتياز القبة الحديدية لإسرائيل"
ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، الثلاثاء، أن إيران أزاحت الستار عما وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها، وهو إعلان من المرجح أن يفاقم مخاوف الغرب إزاء قدرات طهران الصاروخية، وفقا لوكالة "رويترز".

ونشرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية صورا للصاروخ الذي حمل اسم فتاح خلال مراسم حضرها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وكبار قادة الحرس الثوري.

يقول مدير التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون في واشنطن ريتشارد وايتز إنه "ليس هناك دليل قاطع على صحة المزاعم الإيرانية من مصادر حقيقية أو مستقلة".

ويضيف وايتز في حديث لموقع "الحرة" أن "سرعة الصواريخ فرط صوتية تتجاوز سرعة الصوت بخمس مرات، وإذا كانت إيران قادرة على ارسال صواريخ للفضاء، تبلغ سرعتها أكثر من ذلك، فهذا يعني عمليا أنها يمكن أن تمتلك صواريخ فرط صوتية".

ويتابع: "حتى مع هذه الفرضية لا توجد أدلة ملموسة على أن طهران يمكنها استخدام هذا النوع من الصواريخ كسلاح".

يشير وايتز إلى أن "الإيرانيين دائما ما يطلقون ادعاءات مبالغا فيها".

تقود روسيا السباق بشأن الصواريخ الخارقة لجدار الصوت تعقبها الصين والولايات المتحدة فيما تعمل خمس دول على الأقل على هذه التكنولوجيا.

أعلنت روسيا أنها استخدمت في أكثر من مناسبة صواريخ فرط صوتية في أوكرانيا.

وتُعتبر روسيا أكثر دولة متقدمة في مجال تطوير الصواريخ الفرط صوتية، تليها الصين التي تطور هذه التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، بحسب خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.

وبحسب المصدر نفسه فإن فرنسا وألمانيا وأستراليا والهند واليابان تعمل على تطوير أسلحة فرط صوتية، في حين تجري إسرائيل وكوريا الجنوبية أبحاثا أساسية حول هذه التكنولوجيا.

ويرى وايتز أن "إيران تريد القول إنها أيضا جزء من هذا السباق، لكن مرة أخرى لا يوجد دليل ملموس حقيقي على ذلك".

ويتابع وايتز أن "إيران لديها الكثير من الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تستهدف مناطق قريبة في الشرق الأوسط وبالتالي هي لا تحتاج لصواريخ فرط صوتية".

ويبين أن "قيمة هذه الصواريخ كبيرة جدا لإنها قادرة على المناورة أو تجاوز أنظمة الاعتراض".

ويؤكد أن "مدى تأثير هذه الصواريخ إذا كانت فعلا تمتلكها إيران يعتمد على عدة عوامل، أولها أن الاعتماد على السرعة فقط غير مجد".

ويشير إلى أن هذه الصواريخ وفي حال كانت قادرة على تفادي الأنظمة الدفاعية فعند ذلك يمكن أن يكون تأثيرها فعالا".

"وحتى بالنسبة لروسيا، رأيناها تستخدم هذا النوع من الصواريخ مؤخرا في أوكرانيا، لكن لم يكن لها تأثير يذكر على قواعد اللعبة في الحرب، كانت فقط قادرة على التحليق سريعا وحمل كمية صغيرة من المواد المتفجرة وبالتالي الوصول لأهدافها سريعا" وفقا لوايتز.

ويختتم وايتز بالقول: "من أجل جعل هذا النوع من الصواريخ مؤثرا فعلا فيجب أن تكون قادرة على حمل رؤوس نووية، وهذا ما لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح به بالنسبة لإيران".

مغني الراب الإيراني نشر هذه الصورة على حسابه على انستغرام
مغني الراب الإيراني نشر هذه الصورة على حسابه على انستغرام

تملأ الوشوم كامل جسده من الوجه إلى القدمين.. مغن وملحن إيراني أنتج أعمالا داعمة للحكومة وللأصوليين. أدين بالتحريض ضد المرأة، وأخيرا يواجه حكما بالإعدام بتهمة "سبّ النبي محمد"، وفق وسائل إعلام محلية.

هذه التناقضات الواضحة ترسم شخصية مغني الراب الإيراني، أمير حسين مقصودلو، الشهير باسم "تتلو".

وذكرت وسائل إعلام محلية، الأحد، أن محكمة إيرانية قضت بإعدام "تتلو"، بعد إلغاء حكم سابق بالسجن 5 سنوات في القضية التي أعيد فتحها.

صحيفة "اعتماد" ذكرت على موقعها الإلكتروني، أن الحكم "ليس نهائيا وقابل للاستئناف".

لكن وكالة أنباء فارس نفت الخبر على لسان مصدر وصفته بالمطلع، وقالت إن الحكم لم يصدر بعد.

وتمتلك إيران سجلا كبيرا فيما يتعلق بالإعدامات، حيث قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في السابع من يناير الجاري، إن "طهران أعدمت 901 على الأقل العام الماضي، بينهم حوالي 40 شخصا في أسبوع واحد، خلال ديسمبر".

وحسب منظمات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، فإن طهران تعدم عددا أكبر من الأشخاص سنويا مقارنة بأي دولة أخرى باستثناء الصين، التي لا تتوفر أرقام موثوقة بشأنها.

ونقل موقع "فويس أوف أميركا" في نسخته الإيرانية، أن والدة "تتلو" تحدثت لوسائل إعلام محلية، قائلة: "لا أعرف ما إذا كنت أصدق ما حدث أم لا"، مطالبة السلطات بضرورة التعامل مع ابنها "كمريض وعبقري موسيقي".

كما أعربت عن أملها بمراجعة وإبطال حكم الإعدام الصادر ضده.

"تتلو" البالغ من العمر 37 سنة، مغن وملحن يعد من رواد موسيقى الراب في إيران، وقد بدأ مسيرته الفنية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفق فرانس برس.

ولم يتمكن الشاب من الحصول على رخصة لمزاولة مهنته الموسيقية في إيران، فغادر إلى تركيا عام 2018.

لكن بعد 6 سنوات، أدانته محكمة إيرانية بتهمة إهانة النبي، ليواجه عقوبة بالإعدام، وهي أقسى عقوبة تتعلق بهذه التهمة.

استندت الاتهامات إلى مقاطع فيديو شاركها المغني، بجانب أغانيه.

وفي ديسمبر الماضي، سلّمت تركيا "تتلو" إلى إيران، بناء على مذكرة توقيف متعلقة بتلك القضية.

المحاكمة كانت قد بدأت في مارس 2024، ومن بين الاتهامات أيضًا "تشجيع الجيل اليافع على الدعارة"، و"الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية"، و"نشر محتوى فاحش على شكل فيديو كليب وأغان".

وأثار "تتلو" جدلا عام 2018 أيضا، حينما أغلقت إدارة إنستغرام حسابه بسبب انتهاكه قوانين الشبكة الاجتماعية الشهيرة.

وشارك المغني الشاب حينها منشورا يحرض ضد المرأة، وطلب من جمهوره "ضرب النساء وسبّهن"، حسب صحف محلية.

إبراهیم رئیسی و أمیر تتلو

وسُجن تتلو شهرين في عام 2013، بسبب تعامله مع "قنوات فضائية غير شرعية في إيران كانت تبث أغانيه". ومنذ خروجه بدأ في إبداء مواقف وتعليقات على الحياة السياسية الإيرانية، تؤيد في معظمها سياسات الحكومة.

وأنتج تتلو أعمالا فنية داعمة لسياسات الحكومة الإيرانية، كما عبر عن تأييده للاتفاق النووي عام 2015.

ودعم مرشحين أصوليين في الانتخابات، بينهم محمد باقر قاليباف، الذي خسر أمام الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني في انتخابات 2013، والرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي خسر أمام روحاني عام 2017.

كان ذلك خلال وجوده في إيران، لكن بعد خروجه إلى تركيا، بدأ في كتابة تعليقات ضد النظام في إيران.