صفقة التبادل تمت
صفقة التبادل تمت

غادر خمسة معتقلين أميركيين إيران، الاثنين، في إطار صفقة بين طهران وواشنطن تشمل الإفراج عن خمسة سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة، والإفراج عن 6 مليارات دولار مجمدة من أموال طهران.

وقال مصدر مطلع على الأمر لرويترز إن طائرة قطرية أقلعت من طهران وعلى متنها الخمسة المعتقلين، مع اثنين من أقاربهم، بعد وقت قصير من تلقي الولايات المتحدة وإيران تأكيدا بأن الأموال تم تحويلها إلى حسابات في الدوحة.

كما أكد مسؤول أميركي لفرانس برس أن الأميركيين المفرج عنهم في إيران غادروا طهران.

وأصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن، عفوا عن خمسة إيرانيين مدانين أو ينتظرون محاكمتهم لجرائم غير عنيفة.

وقالت "قناة برس تي في" الإيرانية إن اثنين من الإيرانيين الخمسة الذين تم إطلاق سراحهم في إطار عملية التبادل وصلوا إلى الدوحة. ولم يكن هناك تأكيد مستقل، على الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين قالوا إن ثلاثة من الذين ستطلق الولايات المتحدة سراحهم لن يعودوا إلى إيران.

وقال مسؤولون أميركيون إن الأميركيين المطلق سراحهم هم سيامك نمازي، وعماد شرقي، ومراد طاهباز، واثنان آخران طلبت عائلاتهما عدم الكشف عنهما.

وفي المقابل ذكرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن الإيرانيين الخمسة هم مهرداد معين أنصاري، وقمبيز عطار كاشاني، ورضا سرهنك بور كفراني، وأمين حسن زاده، وكاوه أفراسيابى.

فمن هم هؤلاء؟

سيامك نمازي

سيماك (51 عاما) هو رجل أعمال يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية ألقى الحرس الثوري الإيراني القبض عليه، عام 2015، أثناء زيارته لعائلته في طهران. وبعد أشهر، ألقت السلطات القبض على والده المريض، باقر، بعد أن عاد إلى إيران لزيارة ابنه المعتقل. وصدر حكم عليهما في عام 2016 بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمتي "التجسس والتخابر" مع الحكومة الأميركية.

ووضعت السلطات باقر نمازي، وهو حاكم إقليم سابق في إيران، قيد الإقامة الجبرية، في عام 2018، لأسباب طبية وغادر إيران في عام 2022 لتلقي العلاج بالخارج. ويحمل باقر نمازي الجنسيتين الأميركية والإيرانية أيضا، وسبق أن عمل لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

عماد شرقي

انتقل شرقي (59 عاما) وزوجته في 2017 إلى إيران قادمين من الولايات المتحدة. وألقت السلطات القبض على شرقي، وهو رجل أعمال يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية لأول مرة، عام 2018، عندما كان يعمل لدى شركة "سارافان هولدنغ"، وهي شركة استثمارات في مجال التكنولوجيا.

وبعدها أطلقت سراحه بكفالة بعد 8 أشهر، وبرأته محكمة ثورية من تهمة التجسس وتهم أخرى متعلقة بالأمن، لكنه ظل ممنوعا من السفر.

وفي نوفمبر 2020، استدعته محكمة ثورية أخرى وحكمت عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس. ولم يُسجن في البداية، لكن وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن السلطات ألقت القبض عليه أثناء محاولته الفرار من إيران في يناير 2021.

مراد طهباز

ألقت السلطات القبض على الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاما)، الذي يحمل ثلاث جنسيات هي الأميركية والإيرانية والبريطانية، عام 2018.

وصدر حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات عام 2019، بتهمة "التجمهر والتواطؤ ضد الأمن القومي الإيراني" و"التواصل مع حكومة العدو الأميركي.. لغرض التجسس".

ولم يُكشف عن هويتي المعتقلين الرابع والخامس. ومن غير المعلوم عدد المواطنين الأميركيين المعتقلين في إيران، وفق رويترز.

سجناء إيرانيون في الولايات المتحدة

والإيرانيون الخمسة الذين تشملهم الصفقة سجنوا لأسباب أبرزها "انتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران" وهم.. 

رضا سرهنك بور كفراني 

قالت وزارة العدل الأميركية، في 2021، إن بور كفراني (48 عاما) وهو مواطن إيراني كندي مقيم في مونتريال اتهم بتصدير معدات مختبرات بشكل غير قانوني إلى إيران.

ومن بين التهم "الفشل في تقديم معلومات تصدير وغسل الأموال والتآمر" من خلال شركته لممارسة أعمال في الولايات المتحدة وأماكن أخرى لبيع منتجات لها علاقة بحظر الانتشار النووي، تحتاج إلى ترخيص أميركي.

قمبيز عطار كاشاني 

قمبيز عطار كاشاني (44 عاما) أميركي إيراني حُكم عليه في فبراير من العام الجاري بالسجن لمدة 30 شهرا بتهمة التآمر لتصدير "معدات وبرامج إلكترونية أميركية متطورة وعالية الجودة" بشكل غير قانوني لإيران بواسطة شركات واجهة في الإمارات، وفق وزارة العدل.

أمين حسن زاد 

مهندس إيراني كان حاصلا على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، اتهم عام 2019 بسرقة مخططات هندسية من شركة يعمل لديها لإرسالها إلى إيران. وذكر موقع الإذاعة الأميركية العامة (أن بي آر) أنه أرسل الوثائق إلى شقيقه في إيران، والأخير لديه صلات بالجيش الإيراني. وخدم أمين حسن زاد في الجيش الإيراني، وكان يعمل في شركة مرتبطة بمنظمة الطيران والفضاء الإيرانية.

مهرداد معين أنصاري 

أنصاري (42 عاما) حكم عليه بالسجن 63 شهرا في عام 2021 لحصوله على معدات يمكن استخدامها في  الأسلحة النووية، وتوجيه الصواريخ، والحرب الإلكترونية. ووجهت إليه تهم التخطيط للحصول على قطع عسكرية حساسة لصالح إيران في انتهاك للحظر التجاري على طهران.

كاوه أفراسيابى

إيراني اتُهم في عام 2021 بعدم التسجيل كوكيل أجنبي رغم نشاطه في التأثير على الجمهور والمسؤولين الأميركيين ،ونشره كتبا ومقالات تروج لوجهات النظر الإيرانية بينما كان يعمل سرا في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة.

وجاء في التهم أنه "على مدى أكثر من عقد من الزمن، قدم كافيه أفراسيابى نفسه أمام الكونغرس والصحفيين والجمهور باعتباره خبيرا محايدا وموضوعيا في الشأن الإيراني... لكنه كان في الواقع موظفا سريا لحكومة إيران والبعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة (وكان يتقاضى أجرا لنشر دعايتهما، وتجنب عمدا التسجيل لدى وزارة العدل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب. كما أنه تهرب من التزامه بالكشف عن الجهة التي ترعى آرائه".

وتطالب إيران منذ سنوات بالإفراج عن مواطنيها المسجونين في الولايات المتحدة.

وقال مصدر قضائي إيراني لرويترز إن هناك ما لا يقل عن 12 سجينا إيرانيا سجنتهم الولايات المتحدة بشكل أساسي بسبب "خرق العقوبات الأميركية على إيران".

وأثار تحويل الأموال الإيرانية انتقادات من الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس الديمقراطي، بايدن، بدفع فدية للإفراج عن مواطنين أميركيين.

لكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أكد أن سياسة الولايات المتحدة "ستبقى عدم دفع فدية مقابل تحرير رهائن".

وقال ميلر في تصريحات صحفية إن الولايات المتحدة "لا تزال لديها مخاوف حيال تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار وسنواصل مراقبة واتخاذ خطوات لاحتواء هذه النشاطات".

وواصلت واشنطن، الاثنين، الضغط على طهران بإعلان فرض عقوبات جديدة على وزارة الاستخبارات الإيرانية، والرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، لكنهم أكدوا أن باب الدبلوماسية ليس مغلقا تماما بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأكد مسؤول رفيع المستوى بالإدارة الأميركية، الاثنين، لرويترز أن التبادل لن يغير العلاقة الحالية بين واشنطن وطهران، وقال المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته: "إذا رأينا فرصة فسنستكشفها، لكن في الوقت الحالي ليس لدي ما أتحدث عنه".

وردا على سؤال عما إذا كانت ستجرى أي محادثات غير مباشرة مع الإيرانيين، هذا الأسبوع، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المسؤول: "لقد سألت عما إذا كانت هناك أي محادثات مخطط لها هذا الأسبوع، بالتأكيد لا".

ولم يتضح ما إذا كان المسؤول يقصد نفي أي محادثات غير مباشرة، أو أنه يتعمد ترك الباب مفتوحا أمامها.

تقايرر عدة عن نقل صواريخ من إيران إلى روسيا
تقايرر عدة عن نقل صواريخ من إيران إلى روسيا

تفيد التقارير التي خرجت مؤخرا إلى استمرار إيران في دعم الغزو الروسي لأوكرانيا،  هذه المرة من خلال تزويدها بالصواريخ الباليستية، ويحلل خبراء هذا التطور وتأثيره على الحرب وعلاقة طهران بالمجتمع الدولي.

ونشرت شبكة "سي أن أن" وصحيفة وول ستريت جورنال، الأسبوع الماضي، تقارير نقلا عن مصادر لم تحددها، تفيد بأن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا.

وقالت وول ستريت جورنال إن الشحنة تشمل بضع مئات من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وفقا لمسؤولين غربيين.

والاثنين، أكد الاتحاد الأوروبي أن حلفاءه تبادلوا معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران زودت روسيا بصواريخ باليستية، وحذر من فرض عقوبات جديدة على طهران، إذا تأكدت عمليات التسليم.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو: "نحن على علم بالمعلومات الموثوقة التي قدمها الحلفاء.. نحن ندرس الأمر بشكل أعمق مع الدول الأعضاء وإذا تأكد ذلك، فإن هذا التسليم سيمثل تصعيدا جوهريا في دعم إيران للحرب العدوانية غير القانونية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا".

ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، زودت طهران موسكو بآلاف الطائرات من دون طيار في حين سعت للحصول على معدات عسكرية متقدمة في المقابل، وفق مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية.

وزودت إيران الجيش الروسي بطائرات مسيرة من طراز "شاهد"، استخدمتها بالفعل في أوكرانيا. وتستخدم موسكو أيضا الذخيرة والصواريخ من كوريا الشمالية.

ولم تكشف أي من التقارير الأخيرة نوعية الصواريخ المقدمة من طهران لموسكو.

وتمتلك إيران أنواع عدة من الصواريخ يصل مدى بعضها إلى حوالي 800 كيلومتر.

والشهر الماضي، قال مصدران استخباراتيان أوروبيان لرويترز إن عشرات من العسكريين الروس يتدربون في إيران على استخدام الصواريخ الباليستية قصيرة المدى "فتح-360".

وأضافا أنهما يتوقعان التسليم الوشيك لمئات الأسلحة الموجهة بالأقمار الصناعية إلى روسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

وقالت "رويترز" إنه من المرجح أن ممثلين لوزارة الدفاع الروسية وقعوا عقدا في 13 ديسمبر في طهران مع مسؤولين إيرانيين لشراء نظام "فتح-360" ونظام صواريخ باليستية آخر طورته منظمة الصناعات الجوية والفضائية الإيرانية المملوكة للحكومة يسمى "أبابيل"، وفقا لمسؤولي الاستخبارات، اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما.

ويبلغ مدى "فتح-360"، 120 كيلومترا، وهو مزود برأس حربي يزن 150 كيلوغراما. وقال أحد المصادر إن الخطوة "الوحيدة التالية المحتملة" بعد التدريب ستكون التسليم الفعلي للصواريخ إلى روسيا.

وقال خبير عسكري لرويترز إن توريد صواريخ "فتح-360" قد يسمح لروسيا بتوجيهها نحو أهداف قصيرة المدى.

وقال مسؤولون لشبكة "سي أن أن" في وقت سابق إن المفاوضات الروسية للحصول على الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من إيران بدأت في وقت مبكر من سبتمبر الماضي، حين سافر وزير الدفاع الروسي آنذاك، سيرغي شويغو ، إلى إيران لمشاهدة أنظمة صواريخ "أبابيل" الباليستية قصيرة المدى التابعة للحرس الثوري.

وكان هذا الحدث بمثابة أول عرض علني للصواريخ الباليستية لمسؤول روسي كبير يزور إيران منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفق مسؤول تحدث لشبكة "سي أن أن" في يناير الماضي.

وقالت الشبكة إنه في ديسمبر الماضي، نشر الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية وأنظمة دعم الصواريخ في منطقة تدريب داخل إيران لعرضها على وفود روسية زائرة، وكانت علامة أن روسيا تنوي شراء أنظمة صواريخ من إيران.

نفي إيراني .. وتعليق من الكرملين

ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الاثنين، عن قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني نفيه التقارير عن نقل إيران صواريخ إلى روسيا

وقال العميد فضل الله نوذري، نائب قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي (أحد فروع هيئة الأركان العامة المكلف التخطيط للعمليات) وفق وسائل إعلام محلية: "لم يتم إرسال أي صواريخ إلى روسيا وهذا الادعاء نوع من الحرب النفسية". 

وأضاف أن إيران "ليست مؤيدة لأي من الأطراف في الحرب" بين روسيا وأوكرانيا.

ولم يصدر الكرملين نفيا عندما سئل عن التقارير. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "لقد اطلعنا على هذا التقرير، وليس من المعتاد أن يكون هذا النوع من المعلومات صحيحا في كل مرة".

وأضاف: "إيران شريك مهم لنا، ونحن نعمل على تطوير علاقاتنا التجارية والاقتصادية، ونعمل على تطوير تعاوننا وحوارنا في كل المجالات الممكنة، بما في ذلك المجالات الأكثر حساسية".

لماذا الآن؟

وحتى الآن، اقتصر الدعم العسكري الإيراني لموسكو إلى حد كبير على طائرات " شاهد"، التي تحمل كميات صغيرة من المتفجرات ويسهل إسقاطها، لأنها أبطأ من الصواريخ الباليستية.

رافائيل كوهين، الخبير الأمني الأميركي المختص بقضايا الشرق الأوسط قال لموقع الحرة إن "روسيا تعاني نقص الذخائر، وكانت تضغط على حلفائها لتزويدها بالمعدات. وهذا ينطبق على إيران، وعلى دول أخرى مثل كوريا الشمالية".

ويعتقد أن "روسيا تنوي استخدام هذه الأسلحة القادمة من إيران في حملة القصف المستمرة على أوكرانيا، وتحديدا البنية الأساسية للطاقة، ضمن جهد أكبر لكسر الروح المعنوية الأوكرانية".

وتشن القوات الروسية حملة قصف على المدن والبنية التحتية الرئيسية في أوكرانيا، قبل الشتاء، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين مؤخرا.

ويبدو أن روسيا تتقدم ببطء في أوكرانيا، رغم الهجوم الأوكراني بالقرب من كورسك داخل الأراضي الروسية.

محلل الشأن الروسي في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، قال لموقع الحرة إن موسكو تبحث عن فرص لزيادة ميزاتها في القوة النارية في أوكرانيا، وهذا يفسر تعاون روسيا مع كوريا الشمالية أيضا.

ويضيف أن "روسيا استخدمت بالفعل صواريخ باليستية من كوريا الشمالية، والآن، يبدو أنها ستختبر صواريخ إيرانية في أوكرانيا".

ويضيف أن "الصواريخ الإيرانية أفضل من الصواريخ الكورية الشمالية"، ويتوقع "تكثيفا للهجمات الصاروخية الباليستية على خط المواجهة، لأن الصواريخ الإيرانية ليست بعيدة المدى".

وربما يسمح هذا أيضا لروسيا، لفترة من الوقت، وفق إغناتوف، باستخدام المزيد من صواريخها المنتجة محليا لضرب العمق الأوكراني.

"لكن القضية هنا هي الكمية" وفق إغناتوف، "فروسيا تحتاج إلى كميات كبيرة من الصواريخ، والصواريخ الإيرانية يمكن أن تنفد بسرعة. والسؤال هو ما إذا كانت هناك إمدادات جديدة".

وفي تصريحات لرويترز، قال جاستن برونك، الباحث في مجال القوة الجوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في لندن: "تسليم أعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من إيران إلى روسيا من شأنه أن يتيح زيادة أخرى في الضغط على أنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية التي تعاني بالفعل من ضغوط شديدة".

وقال: "باعتبارها تهديدات باليستية، لا يمكن اعتراضها بشكل موثوق إلا من الأنظمة الأوكرانية المتقدمة"، في إشارة إلى أنظمة الدفاع الجوي المتطورة التي تمتلكها أوكرانيا مثل أنظمة "باتريوت" أميركية الصنع، وأنظمة سامب/تي الأوروبية.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن الصواريخ الإيرانية يمكن أن تعمل جنبا إلى جنب مع الطائرات من دون طيار الروسية لمحاولة إغراق أوكرانيا في ساحة المعركة. وقال: "من الأسهل تحقيق الدقة على مسافات أقصر (باستخدام الصواريخ الإيرانية)".

موقف طهران

ويرى المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، مصطفى فحص، في تصريحات لموقع الحرة أن هذه التطورات تتواكب مع الحديث عن حوار بين طهران والغرب.

وقال إن طهران فتحت المجال للحوار، "والكلام عن مثل هذه الأمور هو وضع شروط للحوار مع إيران، وفي مقدمتها أن تبتعد تدريجيا عن روسيا".

وقالت "سي أن أن" إن تزويد طهران موسكو بالصواريخ الباليستية يمثل تصعيدا كبيرا في دعم إيران لروسيا.

وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، لشبكة "سي أن أن" بالقول:"أي نقل للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا سيمثل تصعيدا دراماتيكيا في دعم إيران" للكرملين في غزوه لأوكرانيا.

وأضاف: "لقد حذرنا من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا ونحن منزعجون من هذه التقارير. لقد أوضحنا نحن وشركاؤنا في قمة مجموعة السبع وقمم حلف شمال الأطلسي هذا الصيف أننا معا مستعدون لفرض عواقب كبيرة".

وفي مارس، أصدرت مجموعة الدول السبع بيانا مشتركا حذرت فيه من أن رد المجتمع الدولي سيشمل "تدابير جديدة ومهمة ضد إيران" إذا مضت البلاد قدما في إرسال صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا.

وقال مسؤولون أوروبيون، الجمعة، إنهم يعملون مع نظرائهم الأميركيين على رد على طهران قد يتضمن فرض عقوبات إضافية.

وقالت وول ستريت جورنال إنه المرجح أن يحظر الأوروبيون على شركة الطيران الوطنية الإيرانية "إيران إير" الطيران إلى المطارات الأوروبية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية المتبقية.

ويعتزمون كذلك استهداف سلسلة من الشركات والأفراد الإيرانيين المتورطين في عمليات نقل الصواريخ، بما في ذلك شركات النقل.

ومع ذلك، في حين قال مسؤولون من الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا العام إن عمليات نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا ستكون خطا أحمر قد يجعلهم يتراجعون عن تخفيف العقوبات، بعدما كانوا أكثر ترددا في الأسابيع الأخيرة.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير، الأسبوع الماضي، إنه بخلاف قطاع الطيران، لن يتم قطع العلاقات الاقتصادية أو المصرفية الأخرى مع إيران، وفق وول ستريت جورنال.

وكان المسؤولون الأوروبيون والإيرانيون يأملون أن يؤدي انتخاب الرئيس الإيراني الجديد إلى تهدئة التوترات بشأن السياسة الإقليمية الإيرانية وبرنامجها النووي.

ومن المتوقع أن تستخدم طهران الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة للإشارة إلى رغبتها في التواصل مع الغرب.

وقال عدد من المسؤولين الأوروبيين إن قرار المضي قدما في تسليم الصواريخ قبل اجتماع الأمم المتحدة يؤكد ضعف الإدارة الإيرانية الجديدة فيما يتصل بقرارات الأمن القومي الحاسمة.

وعقدت الولايات المتحدة محادثات مع إيران، بوساطة مسؤولين عمانيين، على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، وحذرت واشنطن طهران من عمليات نقل الصواريخ. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتطلعون إلى مواصلة هذه المحادثات، في الأشهر المقبلة.

ويقول فحص لموقع الحرة إن الحرب الأوكرانية أمام "مفصل تاريخي، وإيران أمام مفصل استراتيجي في التفاوض. والسؤال الآن: هل تتخلى إيران عن روسيا؟ هل يقدم الغربيون بدائل لإيران".