A handout picture released by Iraq's Prime Minister's Media Office on November 5, 2023 shows Prime Minister Mohamed Shia al…
واشنطن تجدد إعفاء من العقوبات يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل الكهرباء في مطلع نوفمبر.

أعلن مسؤولان كبيران في الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن، وقع، الثلاثاء، على قرار تمديد إعفاء العراق من العقوبات المفروضة على إيران لمدة 120 يوما لتسديد عائدات الكهرباء المستوردة من إيران.

وأوضح المسؤولان أن هذا التمديد هو الحادي والعشرين منذ عام 2018 وأنه لا يمكن لإيران "استخدام الأموال المقيدة في البنوك العراقية إلا في المعاملات الإنسانية وغيرها من المعاملات غير الخاضعة للعقوبات".

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إنه "في العامين الماضيين شهدنا أن حكومة العراق تحقق تقدما كبيرا نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة. ومن المؤسف أن العراق لن يفطم نفسه عن واردات الغاز الإيراني بين عشية وضحاها. وتجديد الإعفاء ضروري لتوفير المساحة والوقت لحكومة العراق لتنفيذ أجندة رئيس الوزراء الطموحة لإصلاح قطاع الطاقة".

وذكر المسؤول الأميركي أن هذا الإجراء "يهدف إلى تقليل النفوذ الإيراني على العراق. وهذا لا يعني أي تغيير في سياستنا تجاه إيران. لم يتغير شيء فيما يتعلق بإيران. لن نرفع أي عقوبات عن إيران. نحن لا نقوم بأي تغيير يمنح إيران أي أموال أو إمكانية مختلفة للوصول إلى الأموال التي كانت لديها بالفعل".

وأضاف "لقد رأينا أن إيران كانت تستخدم الأمر كوسيلة ضغط لقطع الكهرباء عن العراق والضغط عليهم بطرق كانت ضارة حقاً بسياستنا في المنطقة، وما زالت كذلك، وجهودنا للرد على سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة. ولذلك وبناءً على طلب العراقيين كنا نعمل على الإسراع في نقل هذه الأموال إلى خارج العراق حتى لا يتعرض للضغوط الإيرانية".

وقال مسؤول آخر إن "هناك مساراً قمنا بالتنسيق فيه بشكل وثيق مع سلطنة عمان للسماح بنقل بعض هذه الأموال من العراق إلى عمان من خلال البنوك المراسلة الأوروبية".

وشدد أنه "لن يكون لإيران حرية الوصول إلى هذه الأموال. وأن هناك رقابة صارمة للغاية. وقد شاركت وزارة الخزانة في هذه العملية في كل خطوة على الطريق".

وكشف المسؤولان الأميركيان أن الأموال الموجودة في الحسابات الإيرانية المجمدة في العراق تبلغ حوالي عشرة مليارات دولار.

وحول ما يقوله بعض الخبراء إن إيران تشتري مواد إنسانية ثم تبيعها في الأسواق العراقية والسورية واللبنانية للحصول على الأموال، قال أحد المسؤولين في الخارجية الأميركية "أود أن أقول إننا حافظنا على تدقيق وثيق للغاية في المعاملات وزملاؤنا في الخزانة على وجه التحديد هم الذين يراقبون ذلك ويوفرون العمليات لدفع المعاملات إلى الأمام. فإذا حدث وكنا على علم به سنتخذ خطوات لعدم السماح بمواصلة مثل هذه المعاملات مع أي كيانات متورطة في هذا النوع من الديناميكية".

وحول الأموال التي حولتها كوريا الجنوبية إلى إيران عبر قطر، والتي تبلغ حوالي ستة مليارات دولار وأدت إلى إطلاق سراح رهائن أميركيين من إيران مقابل الإفراج عن سجناء إيرانيين من السجون الأميركية، أكد أحد المسؤولين الأميركيين أن هذه الأموال لم تصرف بعد.

وشدد المسؤولون، في حديثهم للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، على أنه لا يمكن استخدام الأموال إلا في "معاملات غير خاضعة للعقوبات" مثل شراء المواد الغذائية أو المنتجات الزراعية، بحسب وكالة "رويترز".

كما سعوا إلى تخفيف الانتقادات، لا سيما من الجمهوريين في الكونغرس، بالقول إن منح إيران إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى هذه الأموال يحرر المبالغ التي يمكن لطهران إنفاقها على الجماعات المسلحة التي تهاجم القوات الأميركية أو على برنامجها النووي.

وتقدر تلك المبالغ بنحو عشرة مليارات دولار من مدفوعات تراكمت في العراق.

وأوضح المسؤولون أن هدفهم الرئيسي هو تقليل النفوذ الإيراني في العراق. وضغطت طهران في الماضي على بغداد للحصول على إذن الولايات المتحدة للإفراج عن هذه الأموال عن طريق وقف صادرات الغاز الطبيعي إلى العراق، ما حد من قدرته على توليد الطاقة وتسبب في انقطاع الكهرباء في البلاد ليثير استياء المواطنين.

وقد تكون هذه الخطوة مثيرة للجدل أيضا لأن واشنطن طلبت من بغداد كبح الهجمات على القوات الأميركية في العراق والتي تشنها جماعات مسلحة متحالفة مع إيران، وكانت النتائج متباينة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الطلبات الأميركية للعراق "يجري العمل عليها".

واشنطن تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني متورط في تخطيط وتنفيذ والسماح بشن الهجمات الحوثية ضد إسرائيل والسفن في البحر الأحمر
واشنطن تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني متورط في تخطيط وتنفيذ والسماح بشن الهجمات الحوثية ضد إسرائيل والسفن في البحر الأحمر

قال جون فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، الخميس، إن الولايات المتحدة لم تعط إسرائيل موعدا نهائيا محددا لإنهاء العمليات القتالية مع حركة حماس في غزة، مشيرا أيضا إلى أن واشنطن تعتقد أن إيران ضالعة بشكل مباشر في الهجمات التي ينفذها الحوثيون في اليمن.

وأضاف فاينر أمام منتدى أسبن الأمني أن الولايات المتحدة تعتقد أن كثيرا من الأهداف الأمنية لإسرائيل لا تزال في جنوب القطاع، مشيرا إلى أن الحرب إذا توقفت الآن، ستظل حماس تشكل تهديدا.

وذكر أن الولايات المتحدة تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني متورط في تخطيط وتنفيذ والسماح بشن هجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة على إسرائيل وسفن شحن في البحر الأحمر.

وأوضح فاينر أمام منتدى أسبن الأمني "نعتقد أنهم متورطون في تنفيذ هذه الهجمات والتخطيط لها وشنها والسماح بها ويدعمونها في نهاية المطاف".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الخميس: "لسنا في حالة صراع مع الحوثيين ولكننا نعمل على حماية المنطقة والملاحة وتواجدنا العسكري وهناك عدد كبير من دول المنطقة بدأت في الالتحاق بمبادرتنا الجماعية لحماية الأمن في البحر الأحمر".

وفرضت الولايات المتحدة، في وقت سابق الخميس، عقوبات على 13 فردا وكيانا على خلفية تحويلهم عشرات الملايين من الدولارات ومن العملات الأجنبية إلى جماعة الحوثي اليمنية من بيع وشحن سلع إيرانية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن الحرس الثوري الإيراني دعم المخطط الذي يتضمن شبكة معقدة من شركات الصرافة والشركات في دول متعددة، بما في ذلك اليمن وتركيا وسانت كيتس ونيفيس.

وقال وكيل وزارة الخزانة، براين نيلسون، إن الأموال التي قدمتها إيران ساعدت في تنفيذ الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر مما عرض التجارة الدولية للخطر.

ونقل بيان الخزانة عن نيلسون قوله: "لا يزال الحوثيون يتلقون التمويل والدعم من إيران، والنتيجة ليست مفاجأة.. هجمات غير مبررة على البنية التحتية المدنية والشحن التجاري، وتعطيل الأمن البحري وتهديد التجارة الدولية".

ويقول الحوثيون إنهم يشنون هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ ضد إسرائيل والسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ردا على الهجوم الذي تشنه إسرائيل على حركة حماس في غزة بعد هجوم مسلحي حماس في السابع من أكتوبر  على إسرائيل.

وتنفي إيران أي تورط في الهجمات.

وتجمد العقوبات جميع الممتلكات والمصالح الخاصة بالكيانات والأشخاص المستهدفين في الولايات المتحدة وتمنع بشكل عام الأميركيين من إجراء معاملات معهم.