التقرير قال إن إسرائيل تعمدت إظهار قدرتها على الوصول للمواقع النووية الإيرانية
إسرائيل كانت تهدف لإيصال رسالة مفادها أنها قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الإيرانية وشلها دون أن يتم اكتشافها

أظهرت صور أقمار اصطناعية جديدة أن إيران عمدت للتغطية على الأضرار التي تسببت بها الضربات الإسرائيبلية على قاعدة جوية قريبة من منشأة نطنز النووية في محاولة منها لـ"حفظ ماء الوجه"، وفقا لمجلة "الإيكونوميست".

وقالت المجلة إن الصور تظهر أن إيران استبدلت ببساطة رادار للدفاع الجوي جرى تدميره خلال الضربة الاسرائيلية برادر آخر جديد.

الهجوم الإسرائيلي أصاب نظام "إس-300" للدفاع الجوي في قاعدة عسكرية في أصفهان
سلاح إسرائيلي غامض ضرب دفاعات مفاعل نطنز دون أن تكتشفه إيران
قال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن السلاح الإسرائيلي الذي استهدف أصفهان ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية الإيرانية دون أن يتم رصده، في وقت أظهرت صور أقمار صناعية حصرية عدم حصول أي أضرار جسيمة في القاعدة الجوية الإيرانية التي كان يُعتقد أنها الهدف الرئيسي من وراء الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أفادت نقلا عن مصادر إسرائيلية وإيرانية بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت، الجمعة، الماضية نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا، والواقعة في قاعدة جوية في محافظة أصفهان حيث منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

تنقل المجلة عن كريس بيغرز محلل الصور الذي عمل سابقا لدى الحكومة الأميركية القول إن الصواريخ الإسرائيلية حققت إصابة مباشرة بالرادار الإيراني.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التي شاركها بيغرز مع المجلة أن الهجوم الإسرائيلي استهدف الرادار " 30N6E2 Tomb Stone" المصمم لتتبع التهديدات الجوية والصاروخية الواردة ويسمح للصواريخ الاعتراضية استهدافها.

الموقع المستهدف بالهجوم الإسرائيلي على أصفهان

يؤكد بيغرز أن الإيرانيين نقلوا ما تبقى من البطارية المستهدفة لمكان بعيد وعمدوا بعدها بيوم لاستبادلها برادار مختلف من طراز " 96L6E Cheese Board" ووضعوها في نفس المكان.

كما أبقى الإيرانيون عبوات الإطلاق التي تطلق الصواريخ الاعتراضية في وضع مستقيم، وكأنها جاهزة للإطلاق.

وخلص بيغرز إلى القول: "إنها حالة من الإنكار والخداع، للإشارة إلى أن الموقع لا يزال قيد التشغيل".

ويشير إلى أن الأمر المؤكد هو أن الموقع لم يعد فعالا، لأن الرادارين غير قابلين للتبديل ولن تعمل أنظمة البطارية في حال تلف أي من أجزائها أو استبدالها بواحدة من طراز مختلف.

تقول المجلة إن "من غير المرجح أن تتمكن إيران من خلال هذه الحركة خداع الولايات المتحدة أو إسرائيل لأنهما تمتلكان أقمارا اصطناعية متطورة، وسوف تعرفان بسهولة أن البطارية مدمرة.

وتضيف: "لكن الخطوة الإيرانية يمكن أن تكون بروباغاندا تسمح لها بالادعاء بأن كل شيء على ما يرام". 

أصفهان تضم منشأة تحتوي على ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة قدمتها الصين
من إسرائيل إلى إيران.. رسالة في ضربة "لم تتجاوز حدود اللعبة"
عدة رسائل حاولت إسرائيل إرسالها من خلال الهجوم المنسوب لها على مدينة أصفهان بوسط إيران والذي جاء ردا على هجوم إيراني بطائرات مسيرة وصواريخ استهدف إسرائيل، السبت، الماضي، على الرغم من أن محللين رأوا في هجوم، الجمعة، بأنه بمثابة اتفاق غير معلن بين الجانبين على "عدم التصعيد" والذهاب لحرب مفتوحة.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين غربيين القول إن الضربة الإسرائيلية كانت تهدف لإيصال رسالة مفادها أن إسرائيل يمكنها استهداف مواقع حساسة وتجاوز أنظمة الدفاع الإيرانية وشلها دون أن يتم اكتشافها.

ووفقا للصحيفة لم يتضح بعد نوع السلاح الذي استخدمته إسرائيل لضرب نظام الدفاع الجوي الإيراني، لكن ثلاثة مسؤولين غربيين ومسؤولين إيرانيين أشاروا إلى أن إسرائيل استخدمت طائرات مسيرة وصاروخا واحدا على الأقل أطلق من طائرة حربية. 

وفي وقت سابق، قال مسؤولون إيرانيون إن الهجوم على قاعدة عسكرية في أصفهان تم تنفيذه بطائرات مسيرة صغيرة، انطلقت على الأرجح من داخل الأراضي الإيرانية.

وقف إطلاق النار مهم لخفض التصعيد في المنطقة. أرشيفية
وقف إطلاق النار مهم لخفض التصعيد في المنطقة. أرشيفية

أعربت واشنطن عن قلقها بشأن التصعيد في الشرق الأوسط بعد التفجيرات الأخيرة التي وقعت في لبنان، فيما تعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار مهم لخفض التصعيد في المنطقة، وفق تصريحات صدرت من البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية.

وتشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر بعد تفجيرات لأجهزة اتصال لاسلكية "بيجر" وأجهزة اتصال أخرى يستخدمها حزب الله أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين إذ أدت إلى مقتل 37 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين، الأمر الذي يزيد العبء على المستشفيات اللبنانية ويحدث حالة من الفوضى في الجماعة المتحالفة مع إيران.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير إن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال يعتقد بإمكانية التوصل الى حل دبلوماسي لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

وقالت في إيجاز صحفي إن بايدن "لا يزال يعتقد بأن ذلك قابل للتحقق... لا يزال الرئيس يعتقد بأن علينا أن نكون متفائلين والحل الدبلوماسي هو الطريقة الفضلى"،

وأوضحت أن واشنطن "تشعر بالخوف والقلق من التصعيد المحتمل في الشرق الأوسط"، مؤكدة مواصلة العمل لـ "إيجاد حلول دبلوماسية بديلة للسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى ديارهم".

وأشارت المتحدثة إلى أن "التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيهدئ التوتر في المنطقة"، ومؤكدة موقف الولايات المتحدة الثابت "ضد كل التهديدات المدعومة من إيران بما في ذلك جماعة حزب الله اللبنانية".

وأجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن اتصالا مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت لبحث المستجدات الأمنية الإقليمية والتأكيد على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في مواجهة تهديدات إيران وحزب الله وحلفاء طهران الآخرين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية الخميس إنه لا يوجد أي تغيير في الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، جاء ذلك ردا على سؤال عن الهجمات الإسرائيلية الأحدث في لبنان.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ في إفادة صحفية "لا أرى أي تغييرات في موقف القوات في شرق البحر المتوسط أو في منطقة مهام القيادة المركزية".

وقال البنتاغون إن أي هجوم من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة لن يكون مفيدا.

وأوضحت سينغ عند سؤالها عن مكالمة أوستن الأربعاء مع نظيره الإسرائيلي "في كل مكالمة تقريبا، يكرر الوزير دائما الحاجة إلى تهدئة التوتر الإقليمي... لم نرغب أبدا في رؤية صراع إقليمي أوسع".

ولم تعلق إسرائيل على الهجمات التي تقول مصادر أمنية إن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ربما نفذها.

وتعرض البنتاغون لضغوط حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وسط تصاعد التوتر الإقليمي، وقال إن واشنطن لا تعتقد أن جهود التوصل الاتفاق تنهار.

وأضافت المتحدثة أن الولايات المتحدة ترى حتى الآن أن الصراع مقتصر على قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في إفادة دورية "سنواصل تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكننا لا نريد أن نرى أي طرف يقوم بتصعيد هذا الصراع".

وعلى الرغم من أن ميلر حث على التهدئة، إلا أنه أقر بمحدودية دور الدبلوماسية الأميركية.

وقال "نشارك في محادثات في المنطقة منذ فترة، وبالطبع، منذ السابع من أكتوبر ننخرط في محاولة تهدئة التوتر. لكن في نهاية المطاف... كل دولة مسؤولة وكل كيان مسؤول عن الأفعال التي يتخذها".

وقال مصدر مطلع إن وزير الدفاع الأميركي أوستن أرجأ زيارة إلى إسرائيل كانت مزمعة في الأسبوع المقبل. وأحجم ميلر عن التعليق على جدول أعمال أوستن، لكنه قال إن واشنطن ستواصل المحادثات مع إسرائيل، بحسب رويترز.

وقال ميلر "سأقول إننا سنواصل المشاركة في محادثات مع نظرائنا الإسرائيليين بشأن هذا. ومثلما ذكرت تقارير معلنة، كان عاموس هوكستين في إسرائيل الاثنين، مشددا على الحاجة إلى تهدئة التصعيد وإلى حل دبلوماسي".

وزار هوكستين، المبعوث الأميركي الخاص، إسرائيل هذا الأسبوع لبحث الأزمة على الحدود الشمالية حيث تتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق الصواريخ مع حزب الله منذ أشهر.

ويحمل لبنان وحزب الله إسرائيل المسؤولية عن تفجير أجهزة الاتصال الذي قال عنه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إنه يتجاوز كل الخطوط الحمراء.