المروحية كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين
المروحية كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين | Source: Social Media /X

نشرت وسائل إعلام إيرانية، صور ومقاطع فيديو قالت إنها توثق العثور على حطام المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ومسؤولين آخرين، بعد ساعات من تعرّضها لـ"حادث" في منطقة جبلية وعرة بشمال غرب البلاد.

وحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن الصور تظهر أن طائرة الرئيس تحطمت على قمة جبل.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، أنه "عند العثور على المروحية، لم تكن هناك أي علامة على أن ركاب المروحية على قيد الحياة حتى الآن".

فيما نقلت وكالة فرانس برس عن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، بير حسين كوليوند، قوله إن الوضع "ليس جيدا".

ونشرت وكالة "تسنيم" الإيرانية على حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، صورة قالت إنها "أول صورة من حطام مروحية الرئيس الإيراني والوفد المرافق له". 

ونشرت "تسنيم" كذلك مقاطع فيديو لمنطقة جبلية ذكرت أنه "لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني".

والأحد، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي أن طائرة هليكوبتر تقل رئيسي تعرضت "لهبوط اضطراري"، حيث كانت ضمن موكب من 3 مروحيات تقله برفقة مسؤولين آخرين، أبرزهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز آية الله علي آل هاشم، حسب وكالة "إرنا" الإيرانية.

وعقدت الحكومة الإيرانية اجتماعا طارئا، الأحد، فيما أرسل وزراء إلى تبريز والعديد من فرق الإنقاذ، حسب الناطق باسم الحكومة.

وترأس الاجتماع الطارئ نائب الرئيس محمد مخبر، الذي سيتولى مهمات الرئيس بالإنابة في حال وفاة رئيسي، في انتظار إجراء انتخابات رئاسية في غضون 50 يوما.

مقام السيدة زينب في الضاحية الجنوبية في دمشق

مع بدء الحراك الاحتجاجي بسوريا في عام 2011، أعلنت إيران أنها تريد التدخُّل ذلك البلد العربي لحماية الأماكن المقدَّسة والمقامات الشيعية ومن أبرزها مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ومقام السيدة رقية في دمشق القديمة، إضافةً إلى مراقد أخرى لم تكن معروفة من قِبل السوريين.

وبحسب مركز حرمون للدراسات، فإن المراقد الشيعية في سوريا لم تبق مجرد مواقع دينية، بل تحولت إلى مواقع سياسية وعسكرية بعد عام 2011، لتسوّغ وجود قوات عسكرية إيرانية أو تابعة لإيران لحمايتها والدفاع عنها، وبالتالي للحصول على شرعية دخول سوريا ودعم نظام بشار الأسد.

ثم تعدى التغلغل الإيراني في سوريا فكرة حماية المراقد والمقامات، وبات أكثر سرعة واتساعاً. وبعد أن تحولت مظاهرات السوريين السلمية إلى أعمال مسلحة، أصبح انخراط إيران في دعم نظام الأسد أكثر وضوحاً. وأخذت إيران بإرسال عسكريين وخبراء وضباط من الحرس الثوري الإيراني للقتال بشكل مباشر إلى جانب نظام الأسد.

ومع توافد مقاتلين من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، بدأت إيران بتوجيه تركيزها نحو اختراق المجتمع السوري من خلال تعزيز العلاقات مع رجال الأعمال السوريين مع بداية عام 2017، وذلك حسب تقرير منظمة "أتلانتيك كاونسيل" الصادر في نوفمبر 2020.

التواجد الإيراني الواضح في سوريا جعل أمر استهدافهم من قبل إسرائيل أسهل. مما دفع إيران لإعادة تعريف وجودها في سوريا من خلال إنشاء قوات الدفاع الوطني، ودعم ألوية محددة في الجيش السوري، وإنشاء شركات أمنية خاصة في سوريا.

وحسب التقرير نفسه، بلغ عدد مقاتلين ميليشيا قوات الدفاع الوطني حوالي 40 ألف مقاتل، عدا عن الميليشيات الأخرى.

وفي عام 2018، أعادت إيران تنشيط منتدى الأعمال السوري الإيراني، والذي لعب دوراً أساسياً في نشر المشاريع الإيرانية في مختلف المناطق في سوريا، وركزت في الغالب على مشاريع توليد الطاقة.

اختراق المجتمع

كما عملت إيران مع المنظمات الخيرية للاندماج بشكل أفضل في المجتمع السوري. ومن أبرز المنظمات المدعومة من إيران منظمة جهاد البناء، التي ركزت على قضية ترميم المدارس والمراكز الصحية وخاصة في محافظتي حلب ودير الزور.

على صعيد التوعية التعليمية، وصل عدد المرافق التعليمية التي تم بناؤها من قبل الإيرانيين إلى سبعة، بالإضافة إلى المراكز الثقافية الإيرانية التي لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة الإيرانية في المجتمع السوري. 

في عام 2019، قامت منظمة جهاد البناء بترميم ستة عشر مدرسة في دير الزور وحدها. كما قامت بتوزيع المساعدات الغذائية على المدنيين في محاولة لكسب ولاء السكان المحليين.

أما على الصعيد الديني، فقد ازداد عدد الحوزات الشيعية ليصل إلى 21 حوزة موزعة على كامل الجغرافية السورية. والحوزة هي مركز دراسات شيعية تعمل على تخريج دعاة لنشر الإسلام الشيعي. 

كما تم تأسيس بعض المعاهد والجامعات، كالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الشيعية والتي أنشئ فرع لها داخل مقام السيدة رقية في الشام القديمة، وفرع الجامعة الإسلامية الإيرانية الحرة في العاصمة دمشق عام 2018.

ومع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد بات الوجود العسكري الإيراني في حكم الماضي لكن التخلص من التركة الإيرانية في الجانب الاجتماعي والديني والتعليمي والديموغرافي سيكون من أبرز التحديات أمام القيادة الجديدة في سوريا.