جانب من مراسم التنصيب
جانب من مراسم التنصيب

 أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، تنصيب الإصلاحي مسعود بزشكيان، رئيساً جديداً للبلاد، وذلك بعد فوزه بالانتخابات المبكرة التي أجريت في أعقاب مصرع الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية.

وأقيمت مراسم المصادقة على تولي بزشكيان الرئاسة في حسينية الإمام الخميني في طهران، وأعلن خلالها خامنئي تنصيب الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979. 

ومن المتوقع أن يؤدي بزشكيان اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى (البرلمان) الثلاثاء، وفقا لوكالة فرانس برس.

وحظي بزشكيان، البالغ من العمر 69 عاما، بتأييد الرئيسين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني.

ويدعو بزشكيان إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية العام 2022 إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.

وفي تصريحات خلال حملته الانتخابية، قال بزشكيان إن "الناس غير راضين عنا"، خصوصا بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقليات الدينية والعرقية، في السياسة.

وأضاف: "حين لا يشارك 60 بالمئة من السكان (في الانتخابات)، فهذا يعني أن هناك مشكلة" مع الحكومة.

وكان بزشكيان قد شغل منصب وزير الصحة في عهد الرئيس الإصلاحي خاتمي، بين أغسطس 2001 وأغسطس 2005.

كما استُبعد من السباق الرئاسي عام 2021، وشغل مقعدا في البرلمان منذ 2008.

ويرى مراقبون، وفق فرانس برس، أن تأثير الرئيس الجديد سيكون محدودا على توجه البلاد، لأن للرئيس في إيران صلاحيات محدودة، حيث يتحكم خامنئي، الذي يعتبر رأس الدولة، بالقرار، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد.

الصواريخ الإيرانية قربية المدى قد تصيب المدنيين في مناطق حدودية في أوكرانيا. أرشيفية
الصواريخ الإيرانية قربية المدى قد تصيب المدنيين في مناطق حدودية في أوكرانيا. أرشيفية

تحذر واشنطن من أن إيران سلمت صواريخ قصيرة المدى إلى روسيا يمكن أن تستخدمها لضرب الأراضي الأوكرانية في غضون أسابيع.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بات رايدر، في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن الولايات المتحدة تؤكد التقارير التي تفيد أن إيران نقلت شحنات صواريخ "فتح 360" الباليستية قريبة المدى.

وأضاف أن استخدامها المتوقع خلال أسابيع من جانب موسكو ضد كييف، سيؤدي إلى "مقتل مزيد من المدنيين الأوكرانيين".

الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أدانوا تزويد طهران لموسكو بالصواريخ، وهو ما تنفيه إيران.

وأشار وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، إلى أن عشرات الجنود الروس تدربوا في إيران على استخدام منظومة الصواريخ البالستية "فتح 360" التي يصل مداها إلى 120 كيلومترا.

وقال "لقد حذرنا إيران من أن هذا الإجراء سيشكل تصعيدا كبيرا".

صورة أرشيفية لأحد العناصر الموالية لروسيا في أوكرانيا

لماذا تحتاج موسكو لهذه الصواريخ؟

يبلغ مدى صواريخ "فتح 360" 75 ميلا (أي أكثر من 120 كلم)، مما يتيح للروس استخدامها، والاحتفاظ بالصواريخ الأكثر تقدما التي تمتلكها لاستخدامات أخرى، على ما أفاد رايدر.

ويشرح المتحدث باسم البنتاغون أن هذه الصواريخ "الباليستية قصيرة وقريبة المدى" سيتيح لروسيا "الحفاظ على قدراتها (من الصواريخ) طويل المدى للاستخدام في ساحة المعركة"، الأمر الذي يعني تعزيز ترسانة القوات الروسية.

ويتخوف رايدر أن هذه الصواريخ ستمنح القدرة لموسكو على "ضرب الأهداف.. لتشمل أهدافا مدنية".

استحواذ موسكو على الصواريخ الإيرانية "يكشف لمحة عن التفكير التكتيكي لروسيا، والتحديات العميقة التي تواجه آلة الحرب الروسية"، على ما نقل موقع "بريكنغ ديفنس" عن خبراء.

وقال جان لوب سمعان، الباحث في معهد الشرق الأوسط، للموقع إنه "على مدى العقدين الماضيين، طورت إيران واحدة من أكثر الترسانات للصواريخ الباليستية تقدما، والجزء الأكبر منها إما قصير أو متوسط المدى".

وأضاف أنه روسيا ستستخدم هذه الصواريخ "لإرهاق الأوكرانيين" خاصة في المناطق الحدودية بين البلدين.

ولكن حصول موسكو على صواريخ من إيران يكشف "دليلا على مشاكل الإنتاج الداخلي" بحسب سمعان، مشيرا إلى أن "الصناعات الدفاعية الروسية تكافح لمواكبة وتيرة إنتاج الأسلحة التي تستخدمها قواتها".

وقال بهنام بن طالبلو، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن  موسكو، رغم حصولها على الصواريخ الإيرانية، قلقة "بشأن فعاليتها خاصة بعد تمكن إسرائيل وحلفاؤها من القضاء عليها خلال الهجوم الذي أطلقته طهران في أبريل الماضي على إسرائيل".

وأوضح لموقع "بريكنغس ديفنس" إن صاروخ "فتح 360 من مجموعة الصواريخ الباليستية قصيرة المدى ذات المرحلة الواحدة التي تعمل بالوقود الصلب".

وأشار بن طالبو إلى أن كثيرا مما أطلقته إيران في أبريل الماضي كان "من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي تعمل بالوقود السائل، ولم يتم استخدامها من قبل في عمليات عسكرية إقليمية"، ولهذا هناك "فرق كبير في أداء هذه الصواريخ".

منظومة اس 400 الروسية

ما الذي ستحققه طهران من هذه الصفقة؟

وأفاد تقرير نشره "أتلاتنك كاونسل" أن الفائدة من صفقة إرسال صواريخ إيرانية لروسيا، قد تكون متبادلة، إذ تسعى طهران أيضا الحصول على أنظمة صواريخ دفاع جوي "أس-400"، وطائرات سوخوي الحربية.

ويشير إلى أن موسكو ستتعاون مع إيران، ولكنها لن ترغب في "نقل أسلحة إلى طهران من شأنها أن تضعف منافسيها، مثل السعودية أو الإمارات، وهو ما سيدفعهم إلى تقارب أكبر مع واشنطن وحتى إسرائيل".

ويوضح التقرير أن الصورة الأشمل تشير إلى أن التعاون بين روسيا والسعودية ضمن تحالف منتجي النفط، والذي يحافظ على أسعار مرتفعة للخام، يصب في النهاية أيضا في مصلحة إيران، وأن أي تخفيض على مستويات أسعار النفط ستضر بموسكو وطهران في الوقت ذاته.

وفي النهاية، حتى لو أرادات طهران الحصول على أسلحة روسية، فهي قد لا تكون تريدها على الفور، إذ أنها في كثير من الآحيان لا تباشر الأعمال العسكرية الإقليمية بشكل مباشر، وهي تفضل العمل من خلال وكلاء مثل حزب الله والحوثيين وميلشيات تابعة لها في العراق.

عقوبات غربية على إيران

تقايرر عدة عن نقل صواريخ من إيران إلى روسيا

وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها فرضت مع دول حليفة، عقوبات على ست شركات إيرانية مرتبطة بتوريد مسيرات وصواريخ بالستية لروسيا، بالإضافة إلى 10 من مديريها وموظفيها.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان الثلاثاء إن شركة الطيران الوطنية الإيرانية "إيران إير" هي من بين الكيانات المستهدفة بهذه العقوبات، مضيفة أنه بالإضافة إلى ذلك "سيعلن الشركاء الدوليون إجراءات ستمنع بموجبها إيران إير من العمل على أراضيهم في المستقبل"، بحسب وكالة فرانس برس.

من جهتها، قالت بريطانيا إنها بدأت إنهاء "كل الخدمات الجوية المباشرة بين المملكة المتحدة وإيران".

وفي بيان مشترك، دانت الحكومات الفرنسية والألمانية والبريطانية الثلاثاء "قيام إيران بعملية تصدير صواريخ بالستية وحيازة روسيا صواريخ إيرانية"، معلنة أنها ستفرض عقوبات جديدة على طهران.

وقال دبلوماسيو الدول الثلاث في بيان مشترك "لدينا الآن تأكيد أن إيران قامت بعمليات نقل" للصواريخ، وأعلنوا أنهم سيتخذون "إجراءات فورية" تمس اتفاقات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران. وأضافوا "سنعمل أيضا على فرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية".

قبل صدور الإعلان المشترك، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في منشور على منصة أكس هذه الاتهامات.

وكتب "نشر أخبار كاذبة ومضللة حول نقل أسلحة إيرانية إلى بعض الدول" هو "دعاية قبيحة وكذب"، قائلا إن هدفها إخفاء "أبعاد الدعم المسلح غير القانوني الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للإبادة الجماعية في قطاع غزة" حيث تخوض إسرائيل حربا مع حركة حماس.